من التلوث إلى الطاقة

طور فريق من العلماء في الصين طريقة لتحويل غازي الميثان وثاني أكسيد الكربون، وهما أبرز مسببات مشكلة الاحتباس الحراري، إلى هواء نقي مع إنتاج وقود نافع، في الوقت نفسه.

يساهم تحويل هذه الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى غاز اصطناعي، وهو مزيج مفيد من الهيدروجين وأول أكسيد الكربون باستخدام الكهرباء الناتجة عن طاقة الشمس والرياح، في تقليل الانبعاثات الكربونية كما تتسم عملية التحويل هذه بأنها ذات أثر كربوني سلبي، ما يعني أن العملية تزيل ثاني أكسيد الكربون من الهواء أكثر مما تطلقه.

تمكن العلماء من إنتاج الغاز الاصطناعي دون الحاجة إلى أفران ساخنة أو حرق الوقود الأحفوري، وإنما من خلال تمرير تيار كهربائي عبر مزيج من النيكل المعروف بقدرته على تسريع التفاعلات الكيميائية وأكسيد اللانثانوم، وهو عنصر أرضي نادر. ويُظهر هذا النظام فعالية واستدامة تفوق بكثير أي محاولة سابقة.

نُشِرَ البحث في مجلة “ساينس أدفانسيز”، ويمكنه أن يساهم في التصدي لمشكلة التغير المناخي وفي الوقت نفسه إنتاج وقود قيّم لاستخدامه في صناعة المواد الكيميائية والبلاستيكية والهيدروجين النظيف.

إقرأ المزيد حول هذا الموضوع: الهيدروجين: هل هو الوقود المستقبلي للطيران؟

قطط أكثر صحة تعني مجتمعات أكثر سلامة

وُلِدَت القطة “كوكو”، وهي من سلاسلة الـ”ماو” العربية في شوارع أبوظبي بالقرب من مدرسة الراحة الدولية، حيث كانت تعاني من التهابات حادة أدت إلى التصاق عينيها تمامًا، كما كانت أيضًا متسخة وتعاني من سوء التغذية، إلا أنها كانت محظوظة لأنه تم إنقاذها وهي لا تزال صغيرة وعُثر على مأوى دائم لها

المصدر : موقع عالم المجتمع في الإمارات

تعتبر كوكو واحدة من بين ما يُقَدَّر بـ 100,000 إلى 150,000 قطة ضالة تعيش في شوارع دولة الإمارات، ومعظمها ليس محظوظًا مثلها. ولكن بفضل برنامج جديد يجري تنفيذه في العديد من مجتمعات أبوظبي، قد تتغير حظوظ هذه القطط قريبًا.

أطلقت شركة “أستيكو” للخدمات العقارية برنامجًا تجريبيًا في عام 2025 في أربعة تجمعات سكنية في أبوظبي وهي، “الريانة” و”ممشى السعديات” و”حدائق الراحة” و”مايان”، وفقًا لما ذكرته راشيل شو، الرئيسة التنفيذية لجمعية أبوظبي لرعاية الحيوان في مقابلة مع مجلة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا. يهدف “برنامج رعاية القطط داخل المجتمعات المغلقة” الذي أطلقته الجمعية إلى تزويد الحيوانات بالرعاية وتقليل أعدادها مع مرور الوقت.

ولكن لماذا نرغب بتقليل عدد القطط اللطيفة المتجولة في الأحياء؟

CAPTION: Volunteer at Al Rayyana feeding site IMAGE:برنامج رعاية القطط داخل المجتمعات المغلقة

قد تحمـل القطط التي لا تحـظى بالرعايـة العديد من الأمراض، من بينـها داء الكَلَب، على الـرغم من أن دولـة الإمــارات تـعتبر خاليـة من هذا المـرض. وتعـد القـطط الضالـة أكثـر عُرضـة للإصابـة بفيـروس لوكيـميـا القـطط وفيـروس نقـص المناعـة القططـي، وهما فيروسـان يُضعفان جهاز المناعة لدى القطط، الأمـر الذي يصعّب مقاومـة الأمـراض الأخـرى.

ما يثيـر القلق في هذا الشـأن هو الأمـراض التي يمكـن أن تنتقل إلى البـشـر، مثل حمـى خـدش القطط وداء الديـدان المستديـرة الذي يُعَـد مـرضًا آخر من الأمـراض التي تنقـلها القطط عن طريـق البراز ويمكنه أن يُلحِق الضرر بالسيدات الحوامل، مسببًا التشوهات الخلقية أو الإجهاض. وقد تحمل القطط غيـر المُعالَجَـة أيـضًا الطفـيـليـات كالبراغيث والقـراد، والتي تنقـل بـدورها العديد من الأمـراض. وتعـاني هذه القـطط صعـوبات كبيـرة إلى جـانب التهـديـدات التي تواجـه البشر.

تعاني القطط الضالة في المنطقة أيضًا من نقص الطعام والماء إضافة للأمراض المُعدية والمشاكل الجلدية المؤلمة. وعلى الرغم من قدرتها على التكيف، تم التخلي عن العديد من القطط من قبل أصحابها السابقين وهي لا تعرف الاعتناء بنفسها. وتزيد درجة حرارة المنطقة المشكلة تعقيدًا، خاصة عندما تصل درجة حرارة الصيف إلى 50 درجة مئوية.

وتؤكد جمعية أبوظبي لرعاية الحيوان على أن “برنامج رعاية القطط داخل المجتمعات المغلقة” يهدف إلى حل هذه المشاكل، أو على أدنى تقدير التقليل من منها.

وأنشأت هذه المبادرة، والتي لا تزال في طور التجريب، مراكز للتغذية مزودة بالطعام الطازج والماء حول محيط المجتمعات السكنية المختارة.

وتؤكد جمعية أبوظبي لرعاية الحيوان على أن “برنامج رعاية القطط داخل المجتمعات المغلقة” يهدف إلى حل هذه المشاكل، أو على أدنى تقدير التقليل من منها.
وأنشأت هذه المبادرة، والتي لا تزال في طور التجريب، مراكز للتغذية مزودة بالطعام الطازج والماء حول محيط المجتمعات السكنية المختارة.

وأطلقت الجمعية أيضًا، إضافة إلى هذه المبادرة، برنامج (الإمساك والإخصاء والتطعيم وزرع شريحة إلكترونية والإطلاق) الذي يهدف إلى السيطرة على أعداد القطط.

وقالت راشيل شو: “يجري تنفيذ هذا النهج على أيدي متطوعين معتمدين ومدربين ويحظون بدعم كامل ويقيمون أيضًا داخل نفس المجتمعات التي تعيش فيها القطط الضالة، حيث تقع عليهم مسؤولية الإمساك بها بطريقة إنسانية ثم نقلها إلى العيادات البيطرية المعتمدة لدينا”.

يسهم إخصاء ذكور القطط وإزالة مبايض إناثها في الحفاظ على صحتها العامة، فمن دون ذلك يتزايد تعرضها لخطر المشاكل الصحية التي تهدد الحياة، كالتهاب بطانة الرحم أو أورام الثدي في الإناث وسرطان الخصية في الذكور.

CAPTION: Awareness event at Al Rayyana Complex IMAGE: Abu Dhabi Animal Welfare Agency

وتتزايد أيضًا احتمالات إصابة ذكور القطط غير المخصية بفيروس نقص المناعة السنوري وفيروس لوكيميا القطط، ثم نشر عدواهما.

تعمل تدابير البرنامج على وقاية القطط من الأمراض وتُسهم في تحسين جودة حياتها.

وتجري العملية على التالي:

    • تُحتَجَز القطط بطريقة إنسانية ثم تُنقَل إلى العيادات البطرية المعتمدة، ثم تُعَقَّم وتُلَقَّح وتُزرَع بداخلها شريحة إلكترونية ويتم وضع علامة على أذنها للتعرف إليها قبل إعادتها إلى مكانها الأصلي.
  • · تُفحَص كل قطة أثناء البرنامج للتأكد من زراعة الشريحة الإلكترونية ووضع علامة على طرف أذنها. ويجري التعرف إلى القطط المملوكة من خلال الشريحة و/ أو أطواق عنقها، ثم إخراجها من برنامج (الإمساك والتعقيم والتطعيم وزرع الشريحة والإطلاق).
  • تُطبق طريقة تعتمد على النسبة وتراعي الكثافة السكانية وطبيعة البيئة السكنية (كالأبراج السكنية أو الفلل)، وذلك لتقدير عدد القطط في كل مجتمع. وتشير الدراسات العلمية إلى أن تعقيم نسبة 80 بالمائة على الأقل من القطط يحقق خفضًا كبيرًا في معدلات تكاثرها.
  • ·يحتفظ البرنامج بسجلات تفصيلية لكافة القطط التي خضعت لعملياته. وتدعم هذه الأرقام تحليل البيانات وتتبع النتائج.

وأضافت راشيل: “أجُريَ استبيان نوعي قبل بدء البرنامج، وسيعاد إجراؤه بمجرد بلوغ التعقيم نسبة 80%، وهو ما سيتيح تأثيرًا ملموسًا وقابلًا للقياس كالتغيرات في كيفية العثور على القطط والشكاوى المتعلقة بالإزعاج وسلوكيات السكان”.

وتشمل القياسات الإضافية:

  • عدد القطط المعقمة، مع تحليل تفصيلي لها حسب نوعها.
  • عدد القطط التي حصلت على مساعدات للعلاج من مرض أو إصابة ونوع المرض/ الإصابة.
  • عدد القطط التي حصلت على مساعدات وأُبعِدَت من مجتمعاتها لغرض التبني.
  • استخدام نظام التموضع العالمي لتحديد مواقع القطط في نقاط اصطيادها، وهو ما يتيح رسم خرائط دقيقة لأماكن تواجد القطط بكثافة وأسباب ذلك (كمراكز التغذية غير المعلومة أو تربية القطط على نحو غير مسؤول).
  • سجلات بطلبات المساعدة للقطط داخل المجتمعات، بما في ذلك نمط الدعم المُقَدَّم (من التدخل المباشر إلى جهود تثقيف المجتمع).
  • عدد القطط المُعقَّمَة التي خضعت لفحص صحي وتلقيح وزراعة شريحة ذكية وسُجِّلَت في البرنامج.
  • عدد القطط التي تعرضت للقتل الرحيم على خلفية إنهاء معاناتها.

وقالت راشيل: “نستخدم بيانات نظام الملاحة العالمي (جي بي إس) وأدوات رسم الخرائط لتتبع مواقع واتجاهات الإمساك بالقطط بصريًا. وبينما يحقق البرنامج نموًا، نبحث خيارات إضافية للرصد الرقمي والاحتفاظ بالبيانات، إلا أن تركيزنا حتى الآن ينصب على توحيد البيانات الأساسية الموثوقة التي حصلنا عليها من المرحلة التجريبية”.

واختتمت راشيل تصريحاتها للمجلة قائلة: “سيُعاد تقييم البرنامج التجريبي عند الوصول إلى الأهداف المحددة”.

إقرأ المزيد حول هذا الموضوع: كلُّ إنجاز مهم ولو كان بسيطًا

تكنولوجيا دقيقة ورصد سريع للأجسام المضادة

كشفت ورقة بحثية حديثة pنُشرت في مجلة “نيتشر بيوميديكال إنجينيرينغ” عن طريقة جديدة لدراسة آلية قيام الجهاز المناعي بالتصدي للفيروسات، حيث تتطلب هذه الطريقة قطرة دم واحدة فقط وتظهر النتائج خلال أقل من ساعتين.

تساهم التقنية الجديدة، والتي تُعرف بالمجهر الإلكتروني الدقيق للموائع، بتزويد العلماء بمجهر فائق الفعالية والدقة يتيح لهم مشاهدة آلية ارتباط الأجسام المضادة بالفيروسات كالإنفلونزا وفيروس نقص المناعة البشرية وفيروس سارس-كوف-2.

تتطلب الرقاقة، التي لا يتجاوز حجمها حجم ظفر الإصبع، قطرة واحدة فقط من المصل (أقل من 4 ميكرولتر)، مدة 90 دقيقة فقط لإجراء التحليل الذي كان يستمر لأسبوع كامل في السابق ويتطلب الكثير من التحضيرات مثل تقطيع الأجسام المضادة وتنقيتها. ويمكن تشبيهها بمختبر مصغر وكاميرا فائقة التكبير في جهاز واحد.

ولا تقتصر ميزة الطريقة الجديدة على السرعة فقط، وإنما تتميز أيضًا بقدرتها العالية على اكتشاف عدد أكبر من مواقع ارتباط الأجسام المضادة بالفيروسات مقارنة بالطرق السابقة.
توفر هذه الطريقة رؤية أكثر شمولية لآلية استجابة الجهاز المناعي للفيروسات واللقاحات على السواء، كما تساهم ميزة صِغَر حجم العينات في جعلها طريقة فعالة في مجال تطوير اللقاحات من خلال تتبع استجابات الجهاز المناعي عبر الزمن.

إقرأ المزيد حول هذا الموضوع: فيروسات تهاجم البكتيريا

ابتكار في العلاج الكيميائي يُحدث نقلة نوعية للمرضى

ساعدت دراسة جديدة من مركز (يو – في للسرطان) الأشخاص المحتاجين إلى زراعة خلايا جذعية في الحصول على خلايا من متبرعين غير متطابقين بشكل آمن. وتعتبر هذه المعلومة هامة جدًا بالنسبة للمرضى من خلفيات متنوعة والذين يواجهون صعوبة في إيجاد تطابق مثالي

تُسمى هذه الاستراتيجية الدوائية السيكلوفوسفاميد بعد الزراعة.

استخدم الأطباء خلايا جذعية مأخوذة من الدم (بدلاً من نخاع العظم)، وقدّموا للمرضى علاجًا داعمًا فعالًا بعد الزراعة باستخدام السيكلوفوسفاميد، إلى جانب دوائين آخرين هما، تاكروليموس وموفيتيل الميكوفينولات.

أدى ذلك إلى تحقيق معدلات بقاء قوية بعد عام واحد، بلغت نسبة 84٪ للمرضى الذين خضعوا لعلاج كيميائي مكثف، ونسبة 79٪ للذين تلقوا تحضيرًا أقل حدة.

تميّزت النتائج بانخفاض الحالات الخطيرة الناتجة عن مرض رفض الطُّعم، وهو أحد المضاعفات الشديدة التي تهاجم فيها الخلايا المزروعة جسم المريض.

شكّل المرضى من الفئات العرقية المختلفة أكثر من 50٪ من المشاركين في الدراسة، ما يثبت أن هذه الطريقة تسهم في تقليص الفجوة في فرص الحصول على الزرع. وتكمن الفكرة الرئيسة هنا في أن التطابق المثالي لم يعد شرطًا أساسيًا لزيادة فرص النجاة.

إقرأ المزيد حول هذا الموضوع: السرطان قد يتمكن من الانتشار لكنه لن يتخفّى بعد اليوم