هل ستنجح معك أدوية إنقاص الوزن؟

قد تكون سمعت عن أدوية إنقاص الوزن التي اقتحمت السوق في العام الماضي. وربما كنت قد فكرت في أخذ واحدة ولكنك تساءلت عمّا إذا كانت ستنجح حقًا في القيام بعملها، والآن، تمكّن اختبار جيني جديد من الإجابة على هذا السؤال.

طوّر الباحثون في مايو كلينك اختبارًا جينيًّا يمكنه تحديد ما إذا كانت أدوية إنقاص الوزن هي الحل المناسب لك أم أنها ستكون مضيعة لأموالك ووقتك.

يعاني حوالي 650 مليون شخص بالغ من السمنة في جميع أنحاء العالم، وتُعتبر هذه الأدوية بالنسبة للكثيرين، هي الحل للصراعات التي تستمر مدى الحياة والقضايا الصحية المتعلقة بالسمنة. على سبيل المثال، تعمل أدوية الببتيدات الشبيهة بالجلوكاجون 1، من خلال استهداف الشبع، وهي العملية الحيوية التي تخبرنا عندما نكون ممتلئين.

تمكّن الفريق من قياس السعرات الحرارية التي تؤدّي إلى الشبع (والتي تختلف بين فردٍ وآخر)، علمًا بأن السمنة مرض معقد لا ينشأ فقط نتيجةً للعوامل الوراثية. ويقول الفريق أن هذه “سمة عمليّة يمكن تعديلها من خلال العديد من التدخلات المتعلّقة بإنقاص الوزن، حيث تمثّل عاملًا رئيسًا يمكن أن يعزز الاستجابة لفقدان الوزن من خلال نهج الطب الدقيق”.

يقول باحثو مايو: “يـلعب الاستعـداد الوراثـي دورًا مهـمًّا في تنظيـم الشـهـية وتعديـل الاستجـابـات لعـلاجـات السـمنة، كمـا توفـر درجـات المخـاطـر الجينيـة ودرجـات المخـاطـر متعـددة الجيـنات معلومـاتٍ هـامّـة حـول القابليـة الموروثـة للفـرد للإصـابـة بالحـالات المعقّـدة مثـل السـمنة”.

واستند البحث إلى دواءين وهما، إكسيميا (فينترمين/توبيراميت)، ودواء الببتيدات الشبيهة بالجلوكاجون الأحدث من الإكسيميا، والتحديد “الليراجلوتايد”.

يقول أندريس أكوستا، مؤلف أول في الدراسة وأخصائي أمراض الجهاز الهضمي في مايو كلينك، في حديثه مع شبكة أخبار مايو كلينك: “يستحق المرضى الحصول على علاجات تعكس طبيعتهم الحيوية وليس حجم أجسامهم فقط، لذا يساعدنا هذا الاختبار في تقديم الدواء المناسب إلى الشخص المناسب من البداية”.

ويُتوقع الحصول على نتائج اختبار أدوية السيماغلوتيد، التي تشمل الأوزيمبيك وفيغوفي، قريبًا، كما ستُجرى المزيد من الاختبارات لدراسة احتمال حدوث آثار جانبية والحصول على بيانات حول الميكروبات المتعايشة مع الأمعاء والمجموع الأيضي

إقرأ المزيد حول هذا الموضوع: خبير في السمنة يقدم معلومات دقيقة وشاملة حول دواء سيماغلوتايد

عصر البلاستيك

إذا سبق لك زيارة متحف، ستلاحظ وجود قطع أثرية تعود لآلاف السنين، حيث تزودنا هذه القطع بمعلومات مهمة حول الماضي، بداية من أساليب الحياة وصولًا إلى العلاجات الطبية وكل ما بينهما.

يُعد ذلك جزءًا من تاريخنا، لكن هل فكّرتم يومًا بما سيكتشفه علماء الآثار في المواقع الأثرية بعد آلاف السنين؟ سيجد العلماء في الغالب كميةً كبيرة من البلاستيك، لكن ما القيمة الحقيقية من ذلك؟

تشير ورقة بحثية جديدة نُشرت في المجلة العلمية “كامبريدج بريزمز: بلاستِكس” إلى أنه رغم الأثر البيئي السلبي للبلاستيك والأضرار الكبيرة التي يسببها للبيئة، إلا أنه سيشكل “الأحافير المميِّزة” التي تُعرِّف عصرنا.

تقول الورقة البحثية: “لن تكون الحفريات المميِّزة حجرًا أو معدنًا أو خزفًا، وإنّما أجسامًا بلاستيكية، ما يخلق سجلًا أثريًا مرنًا وسامًّا وواسع الانتشار”.

الصورة Shutterstock

تتحرّك المواد البلاستيكية من مكانٍ لآخر، فهي تنتقل إلى مكبّات النفايات وتنجرف في المحيطات وتتجمد في الجليد القطبي وتختلط مع تربة المزارع ثم تدخل لأجسام الحيوانات وتدور حول الأرض أيضًا، كما أنّها قد تتقلص لتصبح مواد بلاستيكية دقيقة ونانوية، لكنها لا تختفي أبدًا.

ويرى مؤلفو الورقة البحثية أن البلاستيك والسلوكيات المسؤولة عن انتشاره، ستنتج أرشيفًا قد يحمل بعض القيم والدلائل التاريخية حول المجتمع”.

ويشير الباحثون إلى أنه عند التخلص من البلاستيك فإنه يدخل في السجلات الأثرية، ليشكل جزءًا من الثقافة المادية التي تعكس أنشطة الإنسان في الماضي”.

قد يساهم هذا السجل في توضيح التأثير البيئي الكامل للبلاستيك والكشف عن النظرة العالمية لـ “عصر البلاستيك”.
تذكّر أن البلاستيك لايزال ضارًّا على البيئة، إلا أنه يوفر قيمة معلوماتية ثمينة مستقبلًا حول تاريخ الإنسان وثقافته.

إقرأ المزيد حول هذا الموضوع: غوغل إيرث يلقي الضوء على المعسكرات الرومانية القديمة

واقي شمس للألواح شمسية

تُعتبر الألواح الشمسية أو الألواح الضوئية أحد أبرز الحلول للطاقة النظيفة، لكن في حين تُفضّل هذه الألواح أشعة الشمس، تؤثر الحرارة الشديدة على كفاءتها ومرونتها، ونتيجةً لذلك على مدة عملها.

وتعد الصحاري الحارقة في العالم عمومًا بيئات قاسية، لكن المناظر الطبيعية الكبيرة المعرضة للشمس أثبتت أنها مواقع مناسبة للحدائق الشمسية الشاسعة.

تبدأ كفاءة الألواح الشمسية في الانخفاض عند ارتفاع درجات الحرارة فوق 25 درجة مئوية، وهو ما يجعل الباحثين يبحثون عن طرق لضمان أن المناخات ذات درجات الحرارة القصوى، مثل صحاري الشرق الأوسط، قادرة على الاستفادة من الأيام المشمسة العديدة بأكبر قدر ممكن من الكفاءة.

قد يكمن الحل في محاليل هُلامية طبيعية بالكامل طوّرها باحثون في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية.

يُظهر المحلول الهُلامي، المكوّن من البوليمرات والأملاح اليومية، سلوكًا يشبه الإسفنج، حيث يمتص الماء من الهواء ليلًا ويطلق الماء ببطء على شكل بخار أثناء النهار، ما يؤدي إلى تبريد الألواح بأكثر من 14 درجة مئوية.

تؤدي هذه العملية إلى تحويل كمية أكبر من الطاقة، والحصول على ألواح قد تعمل لمدةٍ تصل إلى ضعف مدة العمل الأصلية، إضافةً إلى خفض تكلفة أنظمة الصيانة والتبريد.

إقرأ المزيد حول هذا الموضوع: ابتكار يحمي بطاريات المستقبل

سياحة مراقبة الطيور

واصل عدد المشاركين في مراقبة الطيور بالتراجع في جميع أنحاء العالم منذ انتشار الوباء، ووفقًا لمجلة أودوبون، يعيش ما يقدر بنحو 96 مليون هاوٍ للطيور في الولايات المتحدة وحدها، ويشكل هذا العدد أكثر من 30% من البالغين في الولايات المتحدة، وقد أنفق هؤلاء الهاوون 107 مليار دولار أمريكي، في عام 2022 وحده، على كل ما يحتاجه الطائر، حيث يؤدي ذلك إلى أن يكون قطاع سياحة الطيور آخذًا في النمو أيضًا، إلّا أن الطيور انتقائية بشأن وجهاتها، كما أن الأمر لا يتعلق بالطيور فقط.

تُعد الطيور بطبيعة الحال جزءًا أساسيًّا في جذب هواة مراقبة الطيور إلى مكانٍ ما، لكن أظهرت دراسة حديثة أن الاستقرار الاجتماعي ومستوى التنمية في الدولة يلعبان دورًا أكبر، فحتى الطواويس النادرة والأكثر بريقًا لن تجذب هذا النوع من السياحة إذا شعر الزوار بعدم الأمان والاستقرار عند وصولهم.

تزدهر دولٌ مثل كوستاريكا وكولومبيا بسياحة الطيور، لكن تفقد دول أخرى مثل فنزويلا، ذلك الدخل السياحي على الرغم من تنوّع الطيور التي تعيش فيها، بسبب المشكلات الاجتماعية ومعوقات تتعلق بالبنية التحتية.

وقد خلُصت الدراسة التي نشرتها الجمعية البيئية البريطانية إلى أن مساعدة الدول التي لا تستقبل عددًا كبيرًا من السياح من خلال بناء مرافقها السياحية وتعزيز السلامة فيها، يمكن أن يعزز الاقتصادات المحلية وأن يدعم جهود حماية الكائنات الحية.

يكمن التحدي في ضرورة أن يتم النهوض بقطاع سياحة مراقبة الطيور بمسؤولية، مع ضمان استفادة المجتمعات المحلية من هذا النشاط السياحي ودعم وحماية الأنظمة البيئية الحساسة التي يمكن أن تتأثر سلبًا بالتدفق الكبير للسياح الذين أتوا لمشاهدة الطيور عبر المناظير.

إقرأ المزيد حول هذا الموضوع: الطيور الغاضبة

الحماية من الفيضانات

باتت العواصف أقوى وأكثر رطوبة وأشد خطورة على الحياة. يمكن أن ننظر للأجواء شديدة الحرارة والأكثر رطوبة والمحيطات ذات درجات حرارة مرتفعة، بعين التقدير لأن العواصف القوية التي تنجم عنها تؤدي إلى هطول المزيد من الأمطار وهبوب رياح أقوى وحدوث فيضانات أكثر غزارة. لكن في عام 2024 خلف إعصارا هيلين وميلتون خسائر بمليارات الدولارات، في حين أودت الفيضانات في أفغانستان وباكستان بحياة الآلاف من السكان.

قد يشعر سكان المدن على وجه الخصوص بتأثيرات هذه العواصف القوية على نحو أكثر شدة من سكان الأرياف.

فقد تتعرض المناطق الحضرية لكميات أكبر من الأمطار لسبب محدد، وهو أن ناطحات السحب غالبًا ما تعرقل حركة العواصف، ما يؤدي إلى هطول المزيد من الأمطار على مساحة صغيرة نسبيًا، كما يساهم التلوث بموادٍ كعوادم السيارات في تلقيح السحب وتؤدي الحرارة المرتفعة المنبعثة من الأرصفة والأسطح الخرسانية إلى تكوين تيارات هوائية صاعدة تشكل السحب والأمطار.

الصورة:تصاميم أبجد
الحماية من الحرارة أيضًا

تسعى المدن الإسفنجية إلى حماية السكان من الفيضانات والحرارة الشديدة أيضًا وفقًا لما يقوله سكوت هوكين من جامعة أديلايد.
وقال سكوت: “تُسبب الموجات الحارة الوفاة أكثر من الفيضانات في مدن مثل أديلايد حيث تفتك هذه الموجات بالعديد من الناس كالفئات الضعيفة والصغار والمسنين، لذلك يتعين علينا التفكير في كيفية خفض درجات حرارة مدننا أثناء هذه الموجات شديدة الحرارة وتصميم متنزهات وحدائق لتوليد هواء بارد وخفض درجات حرارة الأسطح. Read more›››

وأكد سكوت أن أفضل طريقة لعمل ذلك هي استخدام نباتات مرويّة جيدًا لتوليد هواء بارد في كافة أنحاء المدينة، وأضاف: “لا يتعلق الأمر بمجرد إنشاء متنزه، وإنما نحتاج إلى توجه استراتيجي، بمعنى التفكير في دمج هذه الأنظمة الأكبر للمتنزهات ضمن التركيب المعماري لمدننا”.

وأشار إلى أن هذه المتنزهات بحاجة إلى ري جيد، لكن لا ينبغي أن يتسبب ذلك في مشكلة إذا كانت الموارد تُستَخدَم بحكمة. وقال: “تتوافر المياه بكميات كبيرة في مدننا في أغلب الأوقات، إلا إننا لا نستخدمها بعناية”.

وأضاف سكوت: “تعاني مدن عديدة في العالم من شح المياه، لكن لا تعتني تلك المدن غالبًا بمياهها، ولا تدرك خطأها إلا عندما يضربها الجفاف، ولكن يكون الوقت حينها قد تأخر للغاية، كما أنّنا لا نملك الأنظمة التي تساعدنا على التصدّي لهذه المشكلة”.

ساهمت الواحات الحضرية في أبوظبي في خفض درجات الحرارة في البيئة المحيطة بما يصل إلى 2.2 درجة مئوية، طبًقًا لدراسة أجرتها جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وشركة “آي بي إم” العملاقة للتكنولوجيا.

وساعدت التكنولوجيا المدعومة بالذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات الأقمار الصناعية الممتدة عبر عقود، حيث وفرت معلومات قيمة بشأن التأثير الهائل للمسطحات الخضراء والمسطحات المائية على الجزر الحرارية داخل المدن.

وجد الباحثون أن حديقة مصدر في حي مدينة مصدر، تخفّض درجة الحرارة بقيمة 2.2 درجة مئوية، وخفّضت “حديقة أم الإمارات”، وهي واحدة من أكبر وأقدم الحدائق في المدينة، درجة الحرارة في البيئة المحيطة بقيمة درجة مئوية واحدة.

يرى الباحثون أن التكنولوجيا قادرة على تمكين التصاميم المستدامة ومساعدة مخططي المدن في التعرف إلى المناطق الأخرى التي يمكنها الاستفادة من المساحات الخضراء. ‹‹‹ Read less

وقد أوضحت دراسة نُشرت في المجلة العلمية التي تصدر عن الأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة أن هذه التأثيرات باتت أكثر حدة على مدى العقدين الماضيين.

قال ديف نيوغي، الأستاذ بجامعة تكساس في أوستن والكاتب المشارك في المجلة العلمية، خلال مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست: “تنتشر هذه الظاهرة في كل مكان مع تفاوت حجم تأثيرها، لكن يجب أن نبدأ في التعامل مع تأثير هطول المطر في المناطق الحضرية كخاصية من الخواص المقترنة بالنشاط الحضري، على غرار طريقة تعاملنا مع الجزر الحرارية الحضرية”.

وتبين أن المناخ المتغير في بعض المدن التي لم تتعرض سابقًا لفيضانات، قد يتطلب نوعًا مختلفًا من التخطيط العمراني.

مثال (أ): شهدت أبوظبي عواصف غير مسبوقة في أبريل 2024، حيث تسببت العواصف في يوم واحد بهطول كميات كبيرة من الأمطار في هذه المدينة الخليجية، تعادل ما يهطل عادة في عام كامل.

من الأرض إلى أعلى

كان المهندس الصيني المتخصص في تنسيق المواقع، كونجيان يو، يفكر منذ عقود في نوع مختلف من التخطيط العمراني.

وفاز كونجيان بجائزة مسابقة كورنيليا هان أوبرلاندر الدولية لتنسيق المواقع وتصميم المناظر الطبيعية (“جائزة أوبرلاندر”) في عام 2023 عن فكرته التي أسماها “المدن الإسفنجية”، والتي شكلت مصدرًا قامت عليه العديد من المشاريع في الصين وفرنسا وروسيا وإندونيسيا وتايلاند والولايات المتحدة، وقد أسهمت شركة “تيورينسكيب” التي يمتلكها كونجيان في تنفيذ أكثر من 600 مشروع في 200 مدينة.

تعتمد الفكرة على الطبيعة المتمثلة في الأشجار والمتنزهات والبرك، إلى جانب التصميم الجيد لحماية المدن من مياه الفيضانات، ويقوم جوهر الفكرة على تلافي الأنظمة الخرسانية للصرف وجدران الفيضانات وجعل المدينة نفسها تعمل كإسفنجة لامتصاص مياه الأمطار.

وقال كونجيان في مقابلة مع شبكة “سي إن إن“: “يوجد اعتقاد خاطئ مفاده أننا إذا تمكنّا من بناء جدار أعلى أو سدود أعلى وأقوى، يمكننا حينئذٍ أن نحمي المدينة من الفيضان والتحكم في المياه، وهذا خطأ”.

تبدو المخاطر عالية، حيث أفاد تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بأن 700 مليون شخص يعيشون في مناطق شهدت ارتفاع الحدود القصوى لغزارة الأمطار، كما توقع أن يرتفع هذا الرقم بارتفاع درجات الحرارة العالمية.

تقدير المياه

يقول سكوت هوكين، مدير برنامج والتصميم الحضري في كلية الهندسة المعمارية والمدنية بجامعة أديلايد أنه يعتمد على مبادئ المدن الإسفنجية في عمله كنوع من الاهتمام بالمياه وتقدير قيمتها.

وقال سكوت في مقابلة مع مجلة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا: “يتعلق تطوير المدن الإسفنجية بضرورة إدارة المياه على نحو أكثر ذكاءً، إذ يتيح للمياه أن تتسرب إلى المسطحات الخضراء ويعمل على إبطاء جريانها، للتحكم بها في الموقع نفسه عوضًا عمّا كان يحدث في القرن العشرين الذي شهد تصريفًا كبيرًا للمياه في المدن وبشكل سريع”.

وأكد سكوت أن تجهيز المناطق الحضرية كي تتحمل الفيضانات على نحو أفضل لا يتوقف فقط على البنية التحتية الإنشائية كاستبدال مجاري التصريف الخرسانية بنباتات ماصة وأنواع من التربة تحتوي على كميات أكبر من الرمال، وإنّما يتطلب أيضًا تغييرًا في المفاهيم الاجتماعية.

وأضاف سكوت: “يعتبر المفهوم السائد في القرن العشرين أن الماء أو الفيضان مشكلة أو مصدر للإزعاج، وهو أحد المفاهيم الثقافية التي نتجت عنها مناهج هندسية معقّدة لم تقدّر الماء حق قدره “.

ويقترح سكوت أن ننظر بدلًا من ذلك إلى المجتمعات التي تعتبر الفيضانات جزءًا من الحياة، كالمدن والتجمعات السكنية في جنوب شرق آسيا والتي شهدت أجواء الرياح الموسمية لفترة تجاوزت مئات السنين.


وقال: “لا تتعامل هذه المجتمعات مع الفيضانات كخطر، ولكننا في المجتمعات الغربية نخشى الفيضانات فعليًا، حيث لا نفكر فيها إلا بعد حدوثها بالفعل، فنشعر عندئذٍ بالرعب منها بدلًا من التفكير في المستقبل والتخطيط للتعايش والعمل معها ميدانيًا”.

ولكن ما هي المواقف والأماكن التي يصعب فيها التعامل مع الفيضانات؟

أضاف سكوت في هذا الصدد: “أنشأنا أبنية أيضًا في الكثير من المناطق التي ما كان يجب أن نبني فيها كالسهول الفيضية”.

إدارة المياه

يركز سكوت على إنشاء مسطحات خضراء تمتص الماء على نحو أفضل، كما يهتم بتعزيز إدارة المدن لمياه الأمطار.

وقال سكوت: “تتمثل المفارقة في وجود مسطحات خضراء شديدة الرطوبة تحتوي على كميات كبيرة من المياه، ولكن يتم ضخ المياه إليها نتيجة عدم الاستفادة منها بشكل ذكي، حيث لا يُعاد تدويرها ولا يتم تنقيتها وإعادة استخدامها.

وأضاف: “تعيد بعض المجتمعات التقليدية استخدام الماء وتدويره بطرق ذكية منذ وقت طويل، لكن يمكن أن تساعدنا التكنولوجيا المتوفرة اليوم على تطبيق ذلك بشكل متقدم أكثر”.

وتابع بقوله: “تعتبر المياه التي تمت تنقيتها وأعيد تدويرها أنظف من المياه العادية”. وذكر أن سنغافورة تُعد مثالًا لمدينة تعيد استخدام وتدوير مواردها المائية بنجاح.

واختتم سكوت بقوله: “صُدِّرَت العديد من التكنولوجيات التي طُوِّرَت في أستراليا إلى أماكن كسنغافورة، وتطبق سنغافورة الآن هذه التكنولوجيات وتستخدمها على نحو أفضل من أي مكان آخر”.

حلول من الصحراء

فكّر رائد الأعمال المقيم في دبي، تشاندرا ديك، في إدارة مياه الفيضانات وتجميع مياه الأمطار لإعادة استخدامها، واستندت فكرته على الرمال الصحراوية في دولة الإمارات.

يستخدم ديك وشركته، ديك ريتشساند، الرمال الوفيرة لتطوير مواد ذات نفاذية تسمح بمرور المياه وتنقيته أيضًا في طريقه إلى خزانات تحت الأرض تساهم في تخزين الماء وتحفظ له صلاحيته من دون كهرباء أو مواد كيميائية.

وقال تشاندرا: “يمكن لأي زاوية وركن وتقاطع طرق أن يتحول إلى مخزن للماء، ما يخفف من عبء التعامل المركزي مع العواصف، وهو ما يجري تنفيذه بصورة طبيعية في المدن المتقدمة حول العالم”.

وأشار تشاندرا إلى مشروع في بكين استخدم التكنولوجيا التي ابتكرها للتصدي للمشاكل المزمنة المتعلّقة بالفيضانات والتي أدت إلى ازدحامات مرورية متكررة.

وأضاف تشاندرا: “باتت هذه المنطقة التي اعتادت الفيضانات قادرة على جمع كل قطرة ماء، ويُستخدم السطح الآن لمزاولة الأنشطة الترفيهية، في حين تجري تحته كافة مياه الأمطار، وبعد تنفيذ هذه الفكرة على مدار العامين أو الثلاثة أعوام الماضية، لم يعد هناك فيضانات أخرى، كما لم يحدث أي ازدحام مروري. أما الماء، فهو يشبه الماء المقطر”.

وأكد تشاندرا أن توفير الماء من عاصفة واحدة فقط يمكنه أن يجلب فائدة هائلة للمدن الإماراتية التي تعتمد غالبًا على تكنولوجيا تحلية المياه، والتي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة.

لكن ماذا عن العاصفة غير المسبوقة التي حدثت عام 2024؟ ذكر تشاندرا أنه كان من الممكن الاستفادة من مياهها لمدة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة في تنظيف الطرق وتعزيز أنظمة الري وريّ المساحات الخضراء.

ولكن بدلًا من ذلك، ذهبت المياه سدى.

قال تشاندرا: “أُلقِيَت كل تلك المياه في المصارف الصحية من دون استخدام أي متر مكعب منها”. وذكر تشاندرا أن التكنولوجيا التي ابتكرها قادرة على الاندماج بسهولة في أي بنية تحتية قائمة.

وأضاف: “يمكنك بناء طريق ويمكنك بناء رصيف ويمكنك بناء أي شيءٍ آخر، كما يمكن تحديث كل هذا”.

وأكد تشاندرا في ختام مقابلته مع مجلة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا أن خامات التكنولوجيا الخاصة به ملائمة لكلٍ من المناخين الحار والبارد، وقال في هذا السياق: “يوجد عنصر هام وهو أن هذه الخامات مصنوعة من الرمال الصحراوية، فقد باتت الصحراء حلًا للمشاكل العالمية.

واختتم تشاندرا بقوله: “نشهد مزايا اجتماعية وبيئية واقتصادية هائلة”.

إقرأ المزيد حول هذا الموضوع: أنهار الغلاف الجوي