نموذج رئة مصغرة مصنوعة
بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد تعزز بحوث الأمراض

استخدم باحثون كنديون في جامعة كولومبيا البريطانية تقنية الطباعة الضوئية لإنشاء نموذج مصغر لرئة بشرية مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد.

طور الفريق نموذجًا مصغرًا لرئة بشرية بالاستعانة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد والطباعة الضوئية المتقدمة، حيث يحاكي هذا النموذج الصغير الممرات الهوائية الحقيقية، بما في ذلك خلايا بطانة الممرات الهوائية وخلايا النسيج الضام والأوعية الدموية الدقيقة.

تمت طباعة الهيكل بمادة هلامية خاصة تدعم نمو الخلايا وسلوكها الطبيعي، وعند تعرضه لخلاصة دخان السجائر تجاوب كنسيج الرئة الحقيقية تمامًا، حيث أفرز بروتينات مضادة للالتهاب مثل “انترلوكين-6″ و”انترلوكين-8” دون الإضرار بالخلايا.

ويحتوي النموذج على مكونات مثل الخلايا الليفية التي تتحرك لإصلاح الأنسجة الرخوة وخلايا بطانية تكون طبقات تشبه الأوعية الدموية.

يشكّل هذا النموذج منصة متقدمة ومرنة لدراسة أمراض الرئة وتجربة العلاجات، كما يُعد أداة واعدة قد تسهم في الحد من استخدام الحيوانات في التجارب وتعزيز جودة الأبحاث في مجالات مثل الربو والانسداد الرئوي المزمن وغيرها من الأمراض التنفسية.

إقرأ المزيد حول هذا الموضوع: تدمير الخلايا المناعية

من الفوضى البلاستيكية إلى إعادة التدوير

تتراكم النفايات البلاستيكية، وبينما توجد صناديق إعادة التدوير في كل مكان، جزء صغير فقط من هذه النفايات يُعاد استخدامه. ووفقًا لمراجعة منشورة في مجلة “إندستريال أند إنجينيرنغ كيميستري ريسيرش” أن مجالًا يسمى “هندسة نظم المعالجة” يمكنه أن يكون السلاح السري المطلوب لتحويل الركام البلاستيكي الذي نعاني منه إلى شيء أكثر قابلية للسيطرة.

يستخدم مجال هندسة نظم المعالجة تكنولوجيات ذكية كتحسين البرمجيات والنمذجة بالكمبيوتر وتعلم الآلة لتحديد أفضل الوسائل لفرز النفايات البلاستيكية وإعادة تدويرها ونقلها، على نحو أكثر سهولة وذكاءً ونظافة.
عرضت المراجعة بعض الوسائل الواعدة كإعادة التدوير باستخدام المذيبات وإعادة التدوير الكيميائية التي يمكنها التصدي للمواد صعبة الاستخدام والتي عادة ما تُلقَى في القمامة.
قد تتفوق هذه الوسائل على إعادة التدوير التقليدية عندما يتعلق الأمر بخفض الانبعاثات وتوفير المزيد من المواد الأصلية.

ولا زالت تواجه هذه النظم، على الرغم من ذلك، عوائق كبيرة كارتفاع الكلفة ومحدودية البنية التحتية وأسئلة تتعلق بكيفية التوسع في استخدامها من دون التسبب في مشاكل جديدة.

وحتى اللدائن الحيوية المصنوعة من النباتات والتي تبدو خيارًا أكثر استدامة، إلا أن لها أيضًا سلبياتها كالاحتياج في إنتاجها إلى الكثير من الأراضي والمياه.

لا يتوافر حتى الآن ثمة حل نهائي، إلا أن استخدام هندسة النظم، من منظور كُلِّي يشمل كافة الجوانب من التأثير البيئي إلى العدالة الاجتماعية ، يمكنه أن يساعدنا في تطوير حلول أذكى لمشكلة النفايات البلاستيكية.
تُعَد كل هذه الحلول جزءًا من اقتصاد دائري رائع لا ينتهي فيه الحال بالنفايات البلاستيكية وهي ملقاة في المكبات أو المحيطات أو في الطعام الذي نأكله.

إقرأ المزيد حول هذا الموضوع: الحشرات التي تتغذى على البلاستيك

استئصال جراحي لالتهاب القولون التقرحي

تحتاج نسبة تتراوح من 20 إلى 30 بالمائة من مرضى التهاب القولون التقرحي عادةً إلى جراحة لإزالة أجزاء من القولون والمستقيم (استئصال القولون)، وهو ما يمكنه أن يغير بالسلب في جودة حياتهم، إلا أن تطورات العلاج توفر لهم خيارات تجعل الجراحة ليست بالضرورة هي الحل المُعتَمَد.

أظهرت نتائج دراسة مطولة أجريَت على مدى 20 عامًا في مدينة “لوثيان” الاسكتلندية انحفاضًا بنسبة تتجاوز 90 بالمائة في عدد الأشخاص الذين يحتاجون هذه الجراحة.

أدت المستحضرات الدوائية الحيوية والأدوية ذات الجزيئات الصغيرة إلى تقليل الحاجة إلى الجراحة على مدى العقدين الأخيرين. وبحلول عام 2023، باتت هذه الجراحات غير شائعة وشهد استخدام العلاجات المتطورة نموًا.

وصارت هذه العلاجات، والتي تشمل الخيارات الأحدث كدواء ” فيدوليزوماب” والأدوية التي تثبط نشاط إنزيمات “جانوس كيناز” المسببة للالتهابات، هي الخيار الأول الذي يجربه الأطباء غالبًا الآن، وخاصةً عند علاج المرضى الطاعنين في السن.

ولا يقتصر الأمر على الجراحات الأبسط فقط، إذا أظهرت الدراسة أن الجراحات الطارئة أيضًا باتت أقل شيوعًا، وأنه لا توجد مؤشرات تفيد أن الأدوية الأحدث قد جعلت الجراحة أكثر خطورة لأولئك الذين لا يزالون بحاجة إليها.

وإذا كان الباحثون لا يستطيعون القول يقينًا أن الأدوية كانت هي السبب في انخفاض عدد العمليات الجراحية، فإن التوقيت يعبر جيدًا عن هذا القول.

وتشهد العناية بمرضى التهاب القولون التقرحي تحسنًا في نهاية الأمر وتحولًا إلى نمط أكثر ذكاءً وأقل احتياجًا إلى التدخلات الجراحية، وذلك بفضل الطب الحديث.

إقرأ المزيد حول هذا الموضوع: الطريق إلى الأمعاء

اكتشاف الأضرار الخفية في الكُلَى

تعمل باثوبليكس وهي أداة جديدة للتصوير باستخدام التكنولوجيا الفائقة ككاشف للأمراض، حيث تتعرف إلى المشاكل الخفية في عينات من الأنسجة، وهي المشاكل التي عادةً ما تُخفِق المجاهر العادية في رصدها.

ظهرت هذه الأداة في مجلة “نيتشر” ويمكنها تتبع ما يزيد عن 140 بروتينًا بدقة فائقة، وتعمل بالتعاون مع برنامج يسمى “سباتيوميك” والذي يساعدها في تفسير البيانات ورصد الأنماط التي تُظهِر الإجهاد والأضرار وتأثيرات العلاج على مستوى الخلية.

وعندما اختبر العلماء أداة “باثوبليكس” على أمراض الكُلَى، رصدت علامات مبكرة لوجود متاعب.

وفي الحالات المتعلقة بالمناعة، تعرفت الأداة إلى بروتين يسمى “جن” والذي يُظهِر تطور المرض.

وأما فيما يتعلق بمرض السكري، فقد نجحت الأداة في تحديد مواضع الإجهاد وتلف الخلايا، حتى عندما بدا النسيج طبيعيًا عند مشاهدته بمجهر عادي. وأظهرت الأداة أيضًا كيف يمكن لأدوية السكري كمثبطات “إس جي إل تي2” تخفيف هذا الإجهاد الخفي.

يمكن أن تساعد “باثوبليكس” الأطباء في رصد أمراض الكُلَى مبكرًا وعلاجها بصورة أكثر كفاءة، حيث تحول الإشارات الخفية إلى مسار واضح للتحرك.

اقرأ المزيد حول هذا الموضوع: قياس الضغط دون ضغط

المستشعرات الكمية تنتقل بالقياسات الدقيقة
إلى مستويات غير مسبوقة

يُعدّ القياس الدقيق للكميات الفيزيائية مثل الزمن والطاقة والمجالات الكهربائية والمغناطيسية عاملًا محوريًا للعلوم والتكنولوجيا الحديثة، بدءًا من فحوصات تصوير الدماغ وانتهاءً بملاحة المركبات الفضائية. ففي المستشفيات على سبيل المثال، تعتمد أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي في المستشفيات على رصد المجالات المغناطيسية، بينما يُسهم الاستشعار الدقيق للتسارعات في مجالات مثل التعدين أو استكشاف الفضاء في تحسين القدرة على التنقل وفهم البيئات غير المألوفة.

فيكتور مونتينيغرو

يحمل فيكتور مونتينيجرو، من جامعة خليفة، درجة الدكتوراه في الفيزياء. وبعيدًا عن عمله الأكاديمي، يمارس الدكتور فيكتور عزف الغيتار كهواية ولديه اهتمام بالتصوير الفوتوغرافي والقراءة في مجالات متنوعة.

واليوم، تدفع موجة جديدة من الأدوات فائقة الحساسية، وهي المستشعرات الكمية، هذه القدرات إلى آفاق أبعد. وبفضل الخصائص الغريبة ولكنها قوية لعلم الفيزياء الكمية، يمكن لهذه المستشعرات أن ترصد تغيرات دقيقة جدًا في البيئة المحيطة بدقة غير مسبوقة. ونتيجة لذلك، أصبحت هذه المستشعرات محورًا رئيسًا في البحوث العلمية الحديثة.

تتمثل أبسط نقطة انطلاق للمستشعرات الكمية في قياس كمية مجهولة واحدة فقط، كالمجال المغناطيسي أو الزمن، مع الافتراض أن جميع العوامل الأخرى معروفة وتحت السيطرة. ولا يقتصر هذا التنظيم المثالي على الشكل فحسب، بل يتيح للأجهزة الكمّية دفع حدود الدقة إلى أقصاها. إلا أن الواقع بعيد عن هذا السيناريو المثالي، حيث توجد هناك ، في العديد من الحالات العملية، العديد من العوامل المجهولة في نفس الوقت. ويعد هذا التحدي الأكثر صعوبة، ويسمى الاستشعار الكمي متعدد المعايير، الذي يزيد من صعوبة الأمور، سواء في تصميم المستشعرات الكمية نفسها أو في تقييم أدائها ومدى فاعليتها.

يستخدم العلماء أداة رياضية فعالة تسمى “مصفوفة معلومات فيشر”، وهي طريقة لقياس كمية المعلومات المفيدة التي يجمعها المستشعر الكمّي. وبشكلٍ عام، كلما كانت قيمة معلومات فيشر أكبر، زادت دقة تقدير المتغير المعني. ولكن توجد هناك مشكلة، حيث يمكن في بعض الأحيان أن تصبح هذه المصفوفة مفردة، ما يعني أنه لا يمكن استخدامها لتقدير المعايير على الإطلاق، وهذا يجعل عملية القياس مستحيلة. يحدث هذا التعطل للعديد من الأسباب منها، اختيار قياسات غير مناسبة أو أن المعايير التي ظننا أنها مستقلة في الحقيقة مرتبطة ومتشابكة داخل النظام الكمّي.

يتيح هذا النهج الجديد، على عكس طرق الاستشعار التقليدية التي تتمثل بطرح نفس السؤال مرارًا وتكرارًا

قام فريقي في كلية الحوسبة وعلوم الرياضيات بجامعة خليفة، بالتعاون مع باحثين من جامعة العلوم والتكنولوجيا الإلكترونية في الصين، بالتصدي لهذه المشكلة في مجال الاستشعار الكمي: ماذا نفعل عندما تتعطل مصفوفة المعلومات؟ ما هو الحل الذي توصلنا إليه؟ توصلنا لفكرة بسيطة لكنها فعالة، وهي أن نقيس النظام عدة مرات متتالية، بدلاً من قياسه مرة واحدة فقط.

تُعرَف هذه الفكرة باسم استراتيجية القياس المتسلسل، وهي لا تتطلب سوى تتبع آلية تغير النتائج خطوة بخطوة، وتعمل حتى عند مراقبة جزء صغير فقط من النظام. ويتيح هذا النهج الجديد، على عكس طرق الاستشعار التقليدية التي تتمثل بطرح نفس السؤال مرارًا وتكرارًا، طرح أسئلة مختلفة بشكل متسلسل، ما يمكّن من تعلّم أكثر من آلية استجابة النظام مع مرور الوقت.

يعتمد كل قياس على القياس السابق له، لذلك تبدأ الروابط الخفية بين النتائج في الظهور، حيث تساهم هذه الترابطات في فك تشابك المتغيرات المجهولة وحل مشكلة تفرد مصفوفة المعلومات، وكل ذلك دون إضافة تعقيدات كبيرة. ووفقًا لذلك، تعتبر هذه الاستراتيجية جديدة وغير تقليدية تفتح الباب أمام استشعار كمي أكثر ذكاءً وكفاءة.

اختبر الفريق هذه الاستراتيجية على نظامين كميين مختلفين لإثبات مدى فعالية هذه الاستراتيجية من الناحية العلمية. وظهرت النتائج بعد ذلك بشكل، حيث يعمل هذا النهج الاستشعاري التسلسلي عبر مجموعة واسعة من الأنظمة مع الحفاظ على متطلبات تجريبية منخفضة، ومع ذلك فإنه يُقدم تقديرات عالية الدقة.

يمكن قراءة البحث عبر هذا الرابط.