خطوةٌ إلى الأمام في استهداف الأورام

تواجه العلاجات المناعية الحالية في بعض الأحيان صعوبة في محاربة الأورام التي يصعب علاجها بسبب المعدلات المنخفضة لحدوث طفرات والتنوع الكبير، ما يصعّب عملية استهدافها بصورة فعّالة. وفي هذا الإطار، يستعرض بحث جديد نُشر في المجلة العلمية “نيتشر“، المعنيّة بالعلوم والتكنولوجيا، نهجًا واعدًا من خلال استهداف المستضدات المستحدثة على مستوى الورم، وهي بروتينات غير طبيعية تنشأ بسبب حدوث أخطاء في عملية تعديل الحمض النووي الريبوزي.

اكتشف الباحثون أن هذه المستضدات المستحدثة العامة شائعة عبر أنواع متعددة من السرطان تشمل تلك التي يصعب علاجها، فحدّدوا بروتينات غير طبيعية معيّنة تقدّمها الخلايا السرطانية باستمرار ويتعرّف إليها الجهاز المناعي، من خلال تحديد أنماط عملية تعديل الحمض النووي الريبوزي.

يمكن أن يتيح استهداف هذه المستضدات المستحدثة هدفًا أكثر عالمية واستقرارًا، ويمكن أن يؤدي هذا النهج إلى اكتشاف علاجات مناعية تفيد في علاج أنواع مختلفة من السرطان، ما قد يحسّن النتائج التي حصل على المرضى الذين يعانون من أورام يصعب علاجها.

المزيد من التفاصيل: إجراء البحوث الطبية

الغوص مع الأسماك

وجد الباحثون، لأول مرة أن الأسماك في بيئاتها الطبيعية يمكنها التعرف إلى الغواصين المختلفين من خلال العلامات البصرية، حيث قام الباحثون في دراسة نُشرت في المجلة العلمية “بايولوجي لِترز” المعنية بالعلوم الحيوية، بتدريب سمك المنوري وسمك الدنيس الأسود على اللحاق بالغواص للحصول على الطعام، فتعلّمت الأسماك كيف تميّز بسرعة بين غواصيْن مختلفيْن عندما كانا يرتديان معدات غوص مختلفة، لكنّها لم تتمكّن من التمييز بينهما عندما ارتدى الغواصان ملابس متطابقة، ما يشير إلى اعتمادها بصورة أساسية على المظهر الخارجي بدلًا من التعرّف إلى الوجه.

وبما أن بعض الحيوانات مثل الكلاب والغربان قادرة على التمييز بين البشر، تستعرض هذه الدراسة أول دليل قوي على قدرة الأسماك على القيام بالشيء ذاته في ظل ظروف معينة. وتحظى هذه النتائج بتأثيرات على البحوث المعنيّة بالبيئة البحرية والحفاظ عليها والاعتبارات الأخلاقية في التفاعلات ما بين الإنسان والحياة البرية، كما تشير إلى أن إدراك الأسماك قد يكون أكثر تطوّرًا مما كنّا نظنّ سابقًا.

المزيد من التفاصيل: أسماك صغيرة تتقن مهارات البقاء بشكل مبكر

سمكة المهرج تستخدم استراتيجية
“حصان طروادة” لتجنّب اللدغات

تسبح أسماك المهرج بسهولة بين مجسات شقائق النعمان السامة التي تحتضنها باستخدام استراتيجية “حصان طروادة”، مما يمنع الشقائق من التعرف عليها كفريسة.

تستخدم شقائق النعمان كل خلية لاسعة، وهي أجسام صغيرة تشبه الرمح مليئة بالسموم، لالتقاط الفريسة. وتطلق الشقائق هذه الخلايا عندما تكشف عن وجود إشارات كيميائية معيّنة، تشمل حمض السياليك، وهو سكّر موجود على سطح معظم الحيوانات البحرية. ويقوم حمض السياليك في السمك، عندما يلامس الشقائق، بتحفيز استجابة دفاعية عنده، ما يسبب للسمكة لدغة سامة.

وجد البحث الذي نُشر في المجلة العلمية “بي إم سي بايولوجي“، المعنيّة بعلوم الأحياء، أن أسماك المهرّج تملك مستويات أقل بكثير من حمض السياليك في مخاطها، حيث تتميّز أحماض السياليك بوظائف حيوية مهمة، لكن تنظّم أسماك المهرج إنتاجها في مخاطها بحيث تسمح لها بالعيش بصورة تكافليّة مع شقائق النعمان.

وفي حين أن الباحثين في معهد أوكيناوا للعلوم والتكنولوجيا لا يعرفون حتى الآن كيف تقوم أسماك المهرج بذلك، إلا أنهم وجدوا من خلال دراستهم أن الصغار يمتلكون في البداية مستويات عالية من حمض السياليك ويكونون أكثر عرضة للدغات، ولكن يتغير تكوينهم المخاطي بالتزامن مع نموهم، وهو ما يُعرّفنا أكثر ببعض الآليات المحتملة التي قد تكمن وراء هذه الظاهرة.

المزيد من التفاصيل: المزارع الرأسية والشعب المرجانية المصنوعة بالطباعة ثلاثية الأبعاد تصبح جزءًا من خطة دولة الإمارات لتحقيق الأمن الغذائي