العلاجات الوهمية

تركز الدكتورة لي فريم، الحاصلة على الدكتوراه في الطب والعلوم الصحية والمديرة التنفيذية لمكتب الطب والصحة التكاملي في جامعة جورج واشنطن للطب والعلوم الصحية، على فيتامين “د” ودوره كهرمون للتحفيز المناعي.

بدأت الدكتورة لي عند انتشار الجائحة بدراسة تجريبية لتحديد فعالية المكمل الغذائي فيتامين “د” من خلال الحصول عليه عبر الجلد ونظام الحبوب الدوائية (عبر الأمعاء).

يعتبر فيتامين “د” أحد العناصر الغذائية القابلة للذوبان في الدهون وتعمل أيضًا كهرمون الستيرويد. تحتوي العديد من أعضاء الجسم وأنسجته على مستقبلات فيتامين “د”، الأمر الذي يدل على أهمية الأدوار التي يقوم بها هذا الفيتامين والتي تتعدى حدود دوره الفعال في صحة العظام.

مبادئ أخلاقيات البحث:

احترام الأفراد:التعامل مع المشاركين كأفراد مستقلين. إقرأ المزيد›››

الفائدة: لا تؤذِ أحدًا.;مضاعفة حجم الفوائد للمشاركين; الحد من المخاطر على المشاركين.

العدالة : العدالة في توظيف المشاركين; يجب على المشاركين الذين طلب منهم تحمل المخاطر الاستفادة من البحث.

من بحث:
“Ethical Concerns in Placebo-Controlled Supplementation Studies: How to Design a Rigorous Randomized Controlled Trial”
بتصريح من الدكتورة لي فريم.
.‹‹‹ Read less

قالت الدكتورة لي: “قررنا إحضار 30 شخصًا إلى الحرم الجامعي ليست لديهم أية مشاكل صحية. لذلك، تمثل زيارتهم خطرًا إضافيًا عليهم تثير مخاوفهم فيما يتعلق بمبادئ الفائدة والعدالة، كما أن هذه الدراسة لا تعود بأية فوائد علاجية محتملة، في حين أنها قد تشكل خطرًا يتمثل بالإصابة بفيروس كوفيد-19 بمجرد الحضور إلى الحرم الجامعي، وهو أمر محتمل الحدوث بشكل أكبر من الفائدة المتوقعة. ووفقًا لذلك، تعد مواصلة هذه الدراسة التجريبية أمرًا غير أخلاقي خلال فترة الجائحة”.

توقف مفاجئ

ساهم الانتشار المفاجئ لفيروس كوفيد-19 في إيقاف البحوث الطبية وإنهائها مراعاةً للاحتياجات الفورية للمرضى للرعاية الصحية والتجارب السريرية المتعلقة بالفيروس والتركيز على العلاجات وأساليب الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا كأولوية قصوى دونًا عن التركيز في الدراسات المتعلقة بأمراض أخرى. وبعدما تم تطبيق التباعد الاجتماعي بتوجيه من الحكومات كإجراء صحي عام للوقاية من الفيروس والحد من انتشاره، طُلب من الباحثين والمعنيين بالتجارب السريرية تحديد إمكانية مواصلة التجارب. وفي هذا الإطار، ساهمت العديد من العوامل في تحديد مصير هذه التجارب منها، موقع التجربة ومؤشراتها ومدى أهمية مواصلتها وسلامة المشاركين وأعضاء الهيئة الإدارية والمخاطر المترتبة على اكتمال التجربة.

وهنا يكمن السؤال المهم: هل تعتبر مواصلة التجارب أمرًا أخلاقيًا؟

وفي هذا الإطار، كتبت الدكتورة لي منشورًا علميًا في العام 2020 يتمحور حول المعايير الأخلاقية في مجال الدراسات الوهمية المتعلقة بالمكملات الغذائية، حيث أضافت:”شهد مجال أخلاقيات البحث العلمي تطورًا ملوحظًا استجابةً للبحوث التي أجريت دون أدنى اعتبار للمعايير الأخلاقية وتجاهل واضح لها. يتطلب تصميم العديد من الدراسات البحثية اليوم تحري المزيد من الدقة في أخلاقيات البحوث المرتبطة بمبادئ أخلاقيات البحث”.

لا تزال دراسة الدكتورة لي في تقنية المكملات الغذائية معلقة، حيث قالت: “آمل أن نبدأ بالدراسة في القريب العاجل نظرًا لانخفاض معدلات الإصابة بكوفيد-19 وانخفاض الآثار المترتبة عليه”. وقد أجري عدد كبير من الدراسات التجريبية للكشف عن مدى قدرة فيتامين “د” في الحد من الإصابة من كوفيد-19 في الوقت الذي تم فيه تعليق مواصلة بحث الدكتورة لي التي ركزت فيه على دراسة فعالية مختلف أساليب المكملات الغذائية. وفي السياق، ندرك جميعنا أن المكمل الغذائي فيتامين “د” هو عنصر مهم ومفيد والبحث في آلية الاستفادة منه لم يفِ بالغرض، فلم تكن الاستفادة من فيتامين “د” كعلاج وقائي مساعد لكوفيد-19 أمرًا معروفًا وهامًا في التصدي لجائحة كوفيد-19.

قالت الدكتورة لي: “إذا بحثت في المحرك البحثي (بابميد) المتخصص بمجالات الطب الحيوي وعلوم الحياة عن موضوعات تتعلق بفيتامين “د” وكوفيد-19، ستحصل على 936 نتيجة للبحث خلال الفترة الواقعة ما بين عامي 2020 و2021، إضافة لـ 273 نتيجة بدءًا من يونيو 2022، حيث تعتبر هذه الأرقام كبيرة. أما إذا اقتصرنا هذه النتائج على التجارب السريرية فقط، سنحصل على 30 نتيجة تتراوح ما بين بروتوكولات الدراسة والنتائج المحققة في الفترة ما بين 2020 ويونيو 2022. ويعتبر ذلك الرقم كبيرًا جدًا بالنظر إلى ضيق الجدول الزمني منذ تفشي كوفيد-19، كما أن العديد من هذه الدراسات هي دراسات رصدية، بمعنى أنها تبحث في حالة فيتامين “د” وفقًا لعلاقته بالإصابة بفيروس كوفيد-19وتطوره والنتائج المترتبة عليه”.

مواجهة الخطر

تتميز الدراسات الرصدية بأنها ذات مخاطر متدنية على الأفراد، حيث تنخفض مخاطر هذه الدراسات على المشاركين وتوفر العديد من الفوائد للمجتمع ولكن ليس بشكل فردي. وأكدت الدكتورة لي ذلك بقولها: “يعتبر إعطاء الأولوية لهذا النوع من الدراسات خلال فترة الجائحة أمرًا منطقيًا من الناحية الأخلاقية نظرًا لتدني المخاطر ولأننا نملك الدليل لإقرار بعض الإجراءات المحتملة التي تؤكد تحقق الفائدة، حيث يحظى فيتامين “د” بفعالية معروفة في مجال الأمراض الفيروسية وفي جهاز المناعة بشكل عام. لذلك، يمكن للمكمل الغذائي فيتامين “د” الذي يقوم بدور وقائي وكعلاج مساعد أن يكون عاملًا مفيدًا يخفف من شدة المرض”.

ويعتمد معدل وجود عنصري الخطر والفائدة في هذه الدراسات على مواصلة إجرائها. وعلى الصعيد الأخلاقي المتمثل بتحقيق العدل والفائدة، فإنه لا بد من مواصلة هذه الدراسات. وأضافت: “يمكن أن تقول بأنه من غير الأخلاقي عدم مواصلة الدراسات في ضوء الفائدة التي تعود على المجتمع وعلى الأفراد، إضافة للحد الأدنى من المخاطر، خاصة في فترة الجائحة العالمية.

لهذا، سنجري هذا البحث على الأفراد المعرضين للإصابة بفيروس كوفيد-19، الأمر الذي من شأنه تعزيز العنصر الأخلاقي في هذا النوع من الدراسات، كما تساهم البحوث التي يتم إجراؤها على الأشخاص المعرضين للمرض والوفاة بسبب كوفيد-19 في ترسيخ مبادئ العدل بين أفراد المجتمع وتحقيق العدالة الصحية”. توصلت العديد من هذه الدراسات إلى الحقيقة ذاتها وهي، الارتباط الوثيق بين نقص مستويات فيتامين “د” في الدم وارتفاع نسبة خطر الإصابة بفيروس كوفيد-19.

وعلى الرغم من ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لتحديد دور فيتامين “د” وفعاليته بشكل دقيق كإجراء علاجي ووقائي في حالات الإصابة بكوفيد-19، كما يعتبر نقص فيتامين “د” أمرًا شائعًا لدى معظم السكان في مختلف أنحاء العالم، وهذا ما يستدعي تكثيف البحوث في هذا الصدد.

تضم أطر ومبادئ الأخلاقيات في النموذج التجريبي للدراسات مجموعة من المخاوف وعلى رأسها فيما إذا كانت تشمل التجارب الوهمية أم لا. يشمل استخدام الأدوية الوهمية الحقيقية، وهي مواد خاملة يعتقد المشاركون بالدراسة أنها مواد علاجية، مجموعة قليلة من الآثار الإيجابية في العديد من الحالات تعرف بالأثر الوهمي.

وكشف البحث عن احتواء فيتامين “د” على نطاق أوسع من الآثار الإيجابية والتي كانت المتوقعة في السابق، فهو هرمون يساهم في تعزيز المناعة وقد يؤدي نقصه إلى العديد من المشاكل الصحية التي تشمل الالتهابات والتأثير على المناعة الذاتية وأمراض السرطان والأمراض المزمنة كأمراض القلب والأوعية الدموية، وقد يؤثر نقصه أيضًا على أمراضًا عقلية. لذا، قد يساهم عدم استخدام فيتامين “د” في التجارب السريرية في حدوث عدد من الأضرار على الجسم.

وكتبت الدكتورة لي في دراساتها المتعلقة بالجوانب الأخلاقية في مجال استخدام العلاجات الوهمية: “توضح دراسة توسكيجي لمرض الزهري أنه من غير الأخلاقي أن تمنع استخدام العلاجات في حال توفر العلاجات المناسبة والفعالة، وهذا أمر غير واضح في إطار العناصر الغذائية”.

هل يمكن لذلك أن يلحق الضرر بالأفراد؟

وقالت: “قد نجد بعض الأفراد يعانون من نقص مستويات فيتامين “د” أو عدم كفايته. فإذا حصلوا على العلاج خلال فترة التجربة، فإنه من المتوقع أن يساهم ذلك على الأقل في تحسين مستوى هذا العنصر الغذائي لديهم حتى وإن كانت الجرعة غير كافية للوصول للمستوى المطلوب. أما إذا تم وضع المشاركين في مجموعة الدراسة الوهمية، فلن تتحسن الحالة الغذائية وقد يزداد الوضع سوءًا خلال فترة العلاج، وهذا هو محور القضية الأخلاقية”.

توضح دراسة توسكيجي لمرض الزهري أنه من غير الأخلاقي أن تمنع استخدام العلاجات في حال توفر العلاجات المناسبة والفعالة

لي فريم

وأضافت: “هل نقوم بإيذاء هؤلاء المشاركين؟ تعتمد إجابة السؤال على العديد من العوامل، ولنكون أخلاقيين في عملنا يجب علينا زيادة الفوائد التي تعود على المشاركين والحد من الأضرار التي قد تلحق بهم. لذلك، أوصي باستخدام (المقدار الغذائي الموصى به) كعنصر فعال في الدراسات المتخصصة بالتغذية. ويعتبر المقدار الغذائي الموصى به أقل كمية ممكنة يحتاجها الإنسان يوميًا لتجنب الأمراض وليس لتحسين الوضع الصحي.

ويمكن لجرعة منخفضة من فيتامين “د” أن تحد من المخاطر وتعزز الفائدة، وهو ما قد يسبب مشكلة في الكشف عن الفروق بين المجموعات من خلال الحد من الفروقات في الآثار الناتجة بين المجموعات، الأمر الذي يتطلب عينات دراسية أكبر وبالتالي زيادة تكاليف الدراسة”.

يذكر أن الدكتورة لي قد أكدت على أهمية تقييم معدل المخاطر والفوائد لكل دراسة فردية خلال عملية التصميم للدراسة بهدف تحسين الإمكانات والحصول على نتائج فعالة من الدراسة وحماية المشاركين. وأضافت الدكتورة لي: “يتمثل واجبك كعضو في فريق الدراسة البحثي في حماية المشاركين في الدراسة والتأكد من إجراء البحث بطريقة أخلاقية”.

لا تزال دراسة الدكتورة لي في تقنية المكملات الغذائية معلقة، حيث قالت: “آمل أن نبدأ بالدراسة في القريب العاجل نظرًا لانخفاض معدلات الإصابة بكوفيد-19 وانخفاض الآثار المترتبة عليه”.

كوفيد-19 لم يقف عائقًا أمام محبي الطيور
في دولة الإمارات

انخفضت نسبة إجراء البحوث خلال فترة جائحة كوفيد-19 باستثناء البحوث المتمركزة حول الفيروس نتيجة إغلاق المختبرات وعدم كفاية سلاسل التوريد، ولكن يختلف الأمر بالنسبة لاثنين من هواة الطيور في دولة الإمارات اللذين كانت السماء مفتوحة لهما وقاموا باكتشاف غير متوقع.

جعل كل من معلم الكيمياء، أوسكار كامبيل ومعلم الفيزياء سيمون لويد، من السماء مختبرًا لهما وتمكنا من اكتشاف طائر في ملعب نادي الجولف في أبوظبي، حيث كان يُعتقد أن هذا الطائر قد انقرض، كما أنه غير معروف في دولة الإمارات.

ينتمي طائر “ستيب ويمبرل” إلى موطنه الأصلي في سهول روسيا وفي مناطق من كازاخستان ووسط قارة آسيا، وهو أحد أنواع طيور الويمبرل الأربعة. وقد أُعلن عن انقراضه في العام 1994 وبعد ذلك اكتُشفت مجموعات صغيرة منه في العام 1997، وفي فصل الشتاء تم العثور عليه في موزمبيق في العام 2016. وقد سلك الطائر مساره عبر دولة الإمارات كمحطة عبور خلال هجرته.

ورصد أوسكار الطيور لسنوات طويلة، لكن يعد اكتشاف طائر ستيب ويمبرل أمرًا في غاية الأهمية وجديرًا بالملاحظة.

التقطنا مئات الصور، هناك أيضًا مجموعة من الخصائص الدقيقة التي تميزه عن غيره إلا أن أسفل الجناح هي السمة الأبرز والأهم

أوسكار كامبيل

بدوره، قال أوسكار: “يعتبر ذلك اكتشافًا مهمًا”، حيث يُقدر وجود حوالي 100 طائر منه حول العالم، ويؤكد العثور عليه في دولة الإمارات أن الطائر لا يزال يتكاثر.

وقام كل من أوسكار وسيمون منذ ثلاث سنوات بدراسات مسحية شهرية حول الطيور في ملعب الجولف في شاطئ السعديات، وذلك قبل أن يتمكنا من اكتشاف الطائر في العام 2020. وعبر أوسكار عن سعادة الفريق في نادي الجولف في اكتشاف هذا الطائر النادر.
قال أوسكار: “إذا أمعنّا النظر في الطائر ستيب ويمبرل، نجد أن جناحه هو ما يميزه عن نظرائه من فصيلة ويمبرل، وهو أمر لا يمكن تحديده بسهولة”.

وقال في حديثه مع مجلة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا: “تكمن المشكلة في أنه لا يمكن رؤية أسفل جناح الطائر في معظم الوقت، وعند رؤيته فإنه يتحرك بسرعة للطيران. لذلك، التقطنا مئات الصور . وهناك أيضًا مجموعة من الخصائص الدقيقة التي تميزه عن غيره إلا أن أسفل الجناح هي السمة الأبرز والأهم”.


ويقضي معلم مادة العلوم وقته بشكل منتظم في استكشاف الطيور وإجراء الدراسات المسحية عليها كهاوٍ علمي للعديد من الأشياء الموجودة في أنحاء الإمارات. ويقوم في الوقت الحالي بالتعاون مع فريقه بتحضير النسخة الثالثة من كتاب “دليل ميداني لطيور الشرق الأوسط” والمقرر نشره في 2024.

يذكر أن الهاوين العلميين أصبحوا في جميع أنحاء العالم ينخرطون في البحوث في عملية تُعرف بـ (علوم المواطنين)، حيث يتعاون الهواة مع الباحثين العلميين في جمع البيانات وتحليلها بشكل جماعي، إضافة للمشاركة في بعض المشاريع.

إطلاق اسم فيروس كورونا على نوع جديد من الذباب

شكل فيروس كورونا تحديًا كبيرًا وفرصة هامة أمام الباحثين في دول البلقان

اكتشف خليل إبراهيمي وفريقه البحثي في جامعة بريشتينا نوعًا جديدًا من الذباب، وهي حشرة طائرة تشبه حشرة العث التي يزدهر بيضها ويرقاتها في مياه البحيرات العذبة والجداول والبرك، أطلقوا عليه اسم ذبابة كورونا فيروس بوتاموفيلاكس.

تم اكتشاف الحشرة في المتنزه الوطني (بيشكيت إي نيمونا) في كوسوفو قبل ظهور الجائحة لكن لم يتم إجراء الدراسات والتحليل على الذبابة لما لقيه العالم العلمي من تحديات تمثلت بإغلاقات المختبرات وصعوبة الوصول إلى الموارد.

يعتبر هذا الاسم أداة فعالة في رفع مستوى الوعي بحماية البيئة.

خليل إبراهيمي

لم يمنح هذا الأمر خليل إبراهيمي الوقت الكافي لإكمال بحثه ومتابعة الأسئلة التي بدأها في السابق، وقال خليل في حديثه لمجلة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا: “ومن هنا، جاءت تسمية هذه الأنواع الجديدة من الذباب التي تعكس الأوبئة وجميع هذه العراقيل”.


ومن جهة أخرى، يحمل هذا الاسم أيضًا معنى آخر.

فهو يعني، وفقًا لما قال خليل: “الأوبئة الخفية، والتي تتضمن تلوث وفساد منظومة المياه العذبة في كوسوفو وفي منطقة غرب البلقان خلال العقدين الماضيين، حيث تساهم هذه الأنشطة في تعريض العديد من أنواع الحشرات النادرة والمهمة، بما في ذلك ذبابة كورونا فيروس بوتاموفيلاكس، إلى الخطر.

“يقول خليل:”هذا الاسم أداة فعالة في رفع مستوى الوعي بحماية البيئة

ونشر خليل وفريقه البحثي نتائج دراستهم في المجلة العلمية “بايو دايفيرسيتي داتا جيرنال

اسأل الخبراء: ما الذي تعلمناه من الجائحة؟

يبدو أننا قد تجاوزنا الأسوأ في أزمة الجائحة، وبدأنا للتو في الحصول على صورةٍ أفضل لكيفية تأثيرها على العالم. توجهنا بالسؤال إلى مجموعة من الخبراء في مجالات متنوعة عن وجهات نظرهم، وهذا ما قالوه:

الجائحة هي تذكير بواجباتنا تجاه بعضنا البعض

باتريشيا ديفيدسون


تعتبر الكوارث التي شهدها العالم عبر التاريخ، مثل الحروب والأوبئة، نقطة تحول وفرصة لإعادة التركيز على جميع قطاعات المجتمع. فمثلًا، على الرغم من الصعوبات التي سببتها جائحة كوفيد-19، إلا أن هناك الكثير من الدروس المستفادة من الجائحة.

باتريشيا ديفيدسون

انضمت البروفيسورة باتريشيا م. ديفيدسون إلى جامعة ولونجونج كنائب لرئيس الجامعة في مايو 2021. وقبل شغل منصبها الحالي، كانت ديفيدسون عميدة كلية جونز هوبكنز للتمريض في بالتيمور بالولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 2021، حصلت باتريشيا على جائزة القائد المتميز لاتحاد الجامعات من أجل الصحة العالمية.

أولاً، أثبتت الجائحة مدى الارتباط الوثيق الذي يجمع سكان هذا الكوكب ببعضهم البعض. ومع أن القيود التي فُرضت لها فوائد قصيرة المدى في الحد من انتشار العدوى، إلا أنها تسببت في العديد من العواقب غير المقصودة كشعور الأفراد بالوحدة والتراجع الاقتصادي.

نحتاج إلى التعاون الدولي وإلى دعم الحوكمة العالمية.

ثانياً، القيادة مهمة للغاية على المستوى العالمي والمحلي.

يمكن للأفراد أيضًا أن يساهموا بالتغيير، ويجب أن تكون رعاية الفئات الأكثر ضعفًا ضرورة مجتمعية وأن يتحمل القادة هذه المسؤولية.

لقد أصبحت المرونة والقدرة على الاستجابة للأحداث من أهم السمات التي تميز القيادة الحديثة، وهي دروس تعلمناها بشكل مؤلم في بعض الأحيان.

وقد أكدت التحديات والخسائر التي ترتبت على الجائحة على أهمية العلوم والإمكانيات التي توفرها لنا.

وفي هذا الصدد، ساهمت دراسة الحمض النووي الريبوزي (RNA) والتوصل السريع إلى اللقاحات والعلاجات المضادة للفيروسات في إنقاذ ملايين الأفراد.

وفي ظل الخطابات القومية والشعبوية، ظهرت أيضًا تعاونات ومساهمات داعمة متميزة في المجتمعات المحلية والعالمية.

وتتضمن الدروس الهامة المستفادة بالنسبة لي عند التفكير في الجائحة ما يلي: أننا أخفقنا في رعاية كوكبنا وها نحن ندفع ثمن ذلك، وأن دور كل من القيادة والشعب هام للغاية وإمكانيات العلم لا حصر لها.

ووفقًا لما قاله جويس لاو (2022) من مؤسسة التايمز للتعليم العالي، يمكن للجامعات أن تكون “منارات الأمل في الأوقات الصعبة”.

وقد تكون العلوم والبحث عن المعرفة لغة عالمية ومصدرًا لإيجاد أرضية مشتركة للتعاون، كما يمكن للاستفادة من فعالية العلوم والعناية بالكوكب وسكانه أن تعزز من الفرص الثمينة، حيث يؤدي الإخفاق في استخلاص الدروس المستفادة من هذه الجائحة لتعرضنا جميعاً للخطر.

نحن مدينون للأرواح التي فقدناها والمعاناة الهائلة التي نعانيها في السعي لجعل كوكبنا أكثر صحة وعدلًا للجميع.

سلاسل التوريد يجب أن تكون ذكية ومحمية

راي جونسون


تجسد مدى هشاشة سلاسل التوريد العالمية واحدة من الدروس البارزة التي تعلمناها من العامين الماضيين،حيث يمثل العالم اليوم منظومة مترابطة ومتداخلة وشبكة من الشركاء والعلاقات التي تتوزع في جميع أنحاء العالم؛ وتعتمد هذه الشبكة الواسعة على العديد من المتغيرات التي تعرضت لضغط هائل خلال مواجهة جائحة كوفيد-19.

راي جونسون

د. راي جونسون الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي وأسباير في أبو ظبي.

لقد اضطرت الحكومات والشركات والمنظمات في كل مكان على التكيف بين عشية وضحاها مع “الوضع الطبيعي الجديد” والمتغير بشكل دائم؛ حيث استمر الفيروس في التحور وواصل العلماء والمتخصصون في الشؤون الصحية سعيهم للحفاظ على سلامتنا.

وفي ضوء هذه الخلفية، يتبادر إلى الأذهان تفكير عالم الطبيعة الشهير تشارلز داروين، فقد توصلت أبحاثه إلى نتيجة مفادها أنه “ليس أقوى أفراد النوع هو الذي يبقى ولا أكثرهم ذكاء بل أكثرهم قدرةً على التأقلم مع التغيرات”. إن القدرة على التأقلم والتكيف في مواجهة الشدائد هي السمة ذاتها التي مكنت سلسلة التوريد الخاصة باللقاحات وغيرها من المستلزمات الضرورية من التدفق حول العالم.

وتجدر الإشارة إلى التقرير الصادر عن موانئ دبي العالمية، الشركة العالمية الرائدة في سلاسل التوريد، والذي سلط الضوء على أن 83٪ من الشركات تعمل على إعادة تشكيل سلاسل التوريد الخاصة بها. ومع ذلك، فإن النقطة الأكثر إثارة للاهتمام هي أن عمليات إعادة التشكيل هذه كانت من أجل تنويع سلاسل التوريد الخاصة بها، وزيادة عدد البلدان التي تتاجر معها، وإضافة المزيد من التحسينات إلى النظام، بدلاً من عكس اتجاه العولمة لصالح النزعة الوطنية والمحلية.

وفي حين أنه من المهم أن تحتفظ البلدان بالقدرات السيادية، لا سيما في القطاعات الحيوية والبنية التحتية الوطنية، إلا أنه يمكن اعتبار رغبة المنظمات في زيادة عدد شركائها التجاريين من الأمور الإيجابية.

وللوصول لهذا الفكر الإيجابي وتحقيق الازدهار، ينبغي علينا العمل الجاد ومواصلة تطوير التكنولوجيات والأنظمة لرقمنة سلاسل التوريد عالميًا وحمايتها وضمان ترابط وفعالية الشبكة العالمية.

زيادة الوقت الذي يقضيه الأطفال على الشاشات يعيق نموهم

بينو جورج


مع انتشار الوباء، برزت مزايا التكنولوجيا، فبداية من الترفيه إلى تطبيقات توصيل الطعام وحتى التعليم المستمر للأطفال الذي مكّن عملية التعلم عن بعد، وقد ساعدتنا التكنولوجيا على تحمل صعوبة الحجر الصحي والعزلة التي سببها الوباء، ومع ذلك، فقد أجبرتنا في الوقت ذاته أيضًا على اتخاذ بعض خيارات التربية التي يتم الإشارة إليها الآن بشكل متزايد على أنها تسببت في ضرر أكبر من نفعها.

بينو جورج

د. بينو جورج طبيب أطفال متخصص في نمو الأطفال، ويرأس قسم نمو الطفل في مستشفى إن إم سي رويال في أبوظبي، كما أنه مستشار في مجال أنشطة نماء الطفل في هيئة الطفولة المبكرة ودائرة الصحة في أبوظبي.

لنتحدث عن الوقت الكبير الذي أمضاه الأطفال على الشاشات خلال هذه الفترة؛ فنظرًا للفرص المحدودة للغاية للتواصل الاجتماعي والاستجمام وأنشطة اللعب المتاحة، اضطرت العائلات أكثر فأكثر للترفيه عن أطفالهم وإشغالهم من خلال منصات الترفيه الرقمية، وكان لهذا آثاره المنهكة على جميع الأطفال، خاصةً الأطفال في سن ما قبل المدرسة.

الجدير بالذكر أن نمو الدماغ وتطوره يكون في ذروته لدى الأطفال من عمر 0 إلى 4 سنوات. وفي يومنا هذا، تساعد التجارب الاجتماعية وتجارب اللعب على تشكيل مهاراتنا وسلوكياتنا، والتي تظهر بشكل واضح خلال مراحل النمو ويمكن مراقبتها.

لاحظ أطباء الأطفال في جميع أنحاء العالم زيادة مقلقة في نسبة القصور في مهارات الاتصال واللغة والانتباه والتفاعل لدى الأطفال الذين كانوا في هذه المرحلة العمرية أثناء الجائحة؛ حيث كانت هناك نسبة كبيرة من هؤلاء الأطفال يقضون ساعات كثيرة على مدار اليوم أمام القنوات الترفيهية، خاصة عبر تطبيقات البث والتطبيقات الأخرى مثل اليوتيوب.

وقد أدى ذلك إلى أن هؤلاء الأطفال لم يضيعوا فقط الفرص الضئيلة أصلًا للتواصل الاجتماعي والتفاعل، وبالتالي تطوير مهارات التواصل الاجتماعي، ولكنهم بدأوا أيضاً في تجاهلها بشكل كبير لقضاء المزيد من الوقت على الشاشات. وفي الواقع. يمكن ملاحظة هذا الإدمان على الشاشة بشكل واضح في جميع مجتمعات العالم، وما يترتب عليه من تزايد في معدلات الإصابة بأمراض التأخر في النمو.

وقد أصبح من الضروري تثقيف الآباء حول الاستخدام غير المقيد للأجهزة من أجل الترفيه عن أطفالهم في سن ما قبل المدرسة، والانخراط في مزيد من المشاركات التفاعلية لتعزيز النمو.

لا يمكننا أن نلقي باللوم على الوباء في مشاكل سلاسل التوريد

دوغ مونرو


لم يسمع بمصطلح سلسلة التوريد سوى القليل ممن يتعامل معها في صناعته قبل انتشار جائحة كوفيد-19. أما الآن فيبدو أن سلسلة التوريد قد أصبحت كبش الفداء لجميع المشاكل الاقتصادية في عالم مضطرب.

دوغ مونرو

دوغ مونرو أكاديمي متقاعد ومسؤول تنفيذي في صناعة السيارات، حيث عمل في 10 دول خلال مسيرته المهنية، وهو حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة ولاية أوهايو.

أدت جائحة كوفيد-19 إلى ظهور العديد من التحديات منها عمليات الإغلاق والحظر وإغلاق المصانع والمكاتب ومشكلات النقل. وقد تطلبت هذه الأحداث من المنتجين وتجار الجملة وتجار التجزئة والنظم التي تنقل هذه المنتجات بين تلك البيئات ضرورة البحث عن مخرج للتكيف مع بيئة سريعة التغير.

ونظرًا لمواصلة عمليات الإغلاق تأثيرها على النشاط الاقتصادي، لا سيما في الصين، فإن الآثار المترتبة على جائحة فيروس كورونا استمرت حتى عام 2022.

لكن هذه ليست العوامل الوحيدة التي أثرت على سلاسل التوريد.

تلعب الأعمال التي هي من صنع الإنسان مثل فرض الرسوم الجمركية، والحرب في أوكرانيا وإغلاق خطوط أنابيب الغاز وقرارات إنتاج أوبك والتوترات السياسية المتزايدة التي تؤدي إلى فرض القيود التجارية، دورًا رئيسًا في هذا الصدد. إضافة إلى ذلك، فإن شيخوخة السكان في البلدان المتقدمة وانخفاض القوة العاملة لديها قد أفضى إلى حدوث نقص في العمالة، وغالباً ما تتفاقم تلك المشاكل بسبب المعارضة السياسية للهجرة. وبشكل عام، قد تكون الجائحة ساهمت بالتأثير على سلاسل التوريد إلا أنها ليست الوحيدة المسببة لتلك المشاكل.

ويعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خير مثال على اضطراب سلسلة التوريد التي هي من صنع الإنسان، بغض النظر عن فيروس كورونا المستجد.

لقد وافق الناخبون البريطانيون على هذا الإجراء السياسي في عام 2016 وتم تنفيذه في نهاية عام 2020؛ حيث ساهمت هذه الإجراءات السياسية في تعطل النشاط الاقتصادي البريطاني بشكل كبير.
وكان شعار أنصار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو “استعادة السيطرة”. وللأسف، تجاهل هؤلاء تعقيدات هذا العالم المترابط الذي نعيش فيه.

ويمكن أن نأخذ صناعة السيارات في بريطانيا كدراسة حالة جيدة في هذا السياق؛ فالسيارات هي أكبر الصادرات من المملكة المتحدة من حيث القيمة، وأكثر من نصفها يذهب إلى الاتحاد الأوروبي، ولا شك أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعرض ذلك كله للخطر.

Tلكن أنصار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يحتجون بأن الحرية الجديدة للمملكة المتحدة ستتيح للبلاد التوسع عالمياً. ومع ذلك ونظراً لأن جميع مصانع السيارات الرئيسة في المملكة المتحدة مملوكة للأجانب، ولديها جميعًا توزيع عالمي راسخ، فمن غير المرجح أن يُسمح للصادرات البريطانية بالسير في طريقها الخاص.

إضافة لهذا الاضطراب، فإنه يتم استيراد أكثر من 50% من محتوى السيارات المصنعة في المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وستكون النتيجة أن عمليات سلسلة التوريد المتطورة التي تحدد عمليات التجميع في الوقت المناسب لمصانع السيارات الكبيرة سوف تتعطل بفعل عمليات التفتيش على الحدود، كما أنه من المرجح أن تخضع الصادرات لرسوم مستمرة، وكل هذه الإجراءات لن تكون في صالح المملكة المتحدة.

ووفقًا لجمعية مصنعي وتجار السيارات في المملكة المتحدة، تعتبر السيارات أحد أكثر القطاعات تضررًا بسبب جائحة كوفيد التي تسببت في اضطراب كبير في سلسلة التوريد. وتتمثل الحقيقة في أن جائحة كوفيد شكلت مشكلة، ولكن الضربة الأكبر هي نتاج ما فعله الناس بأيديهم.

في عام 2015، توقعت مجموعة تجارة السيارات في المملكة المتحدة أن يصل إنتاج السيارات في المملكة المتحدة في عام 2020 إلى 2 مليون سيارة؛ وقد كان الإجمالي الفعلي في هذا التوقيت أقل من نصف هذا العدد. وبين عامي 2019 و2021، انخفض الإنتاج العالمي من السيارات بنسبة 13٪ تقريباً؛ وانخفض إنتاج السيارات في المملكة المتحدة بنسبة 32%، ومن الصعب إلقاء اللوم على الجائحة في صناعة هذا الفارق.

ليس هناك شك في أن جائحة كوفيد-19 قد فرضت العديد من التحديات في جميع أنحاء العالم، لكن من غير العدل إلقاء اللوم على الوباء في كل ما حدث من أخطاء، فخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي و”الحرية” التي جاؤوا بها تُؤكد أننا تعلمنا طرقًا لإلقاء اللوم على الفيروس في الكثير من الأخطاء التي حدثت. وكما ذكرت جانيس جوبلين في أغنيتها “الحرية مجرد كلمة أخرى تشير إلى أنه ليس لدي ما أخسره”. قد يكون هذا هو الدرس الأبرز للمملكة المتحدة في عالم ما بعد كوفيد-19.

التكنولوجيا التي صُممت خلال الجائحة تهدف إلى تحقيق السلامة في العالم بعد فترة كوفيد-19

تحولت كمامة الوجه التي تم تطويرها خلال فترة الجائحة للحد من التوتر والقلق إلى أداة رقمية تواصل مهمتها الأساسية في بيئة ما بعد الكمامات.

طور الفريق الفائز في مبادرة نساء مؤثرات 2022 في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية كمامة يُطلق عليها اسم “تنفَّس” التي ترصد مستويات التوتر والقلق لدى مرتدي الكمامة، كما تعتمد على تكنولوجيا الألعاب لتوفير التوصيات الخاصة بتمارين التنفس، وبالتالي الحد من مظاهر القلق والتوتر.

وصمم الفريق البحثي، الذي ضم آنا ماريا بابا وصوفيا دياس وليونتيوس هادجيليونتياديس من جامعة خليفة وساهيكا إينال من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، هذا الابتكار خلال ذروة الجائحة ويقومون في الوقت الحالي بالتعديل على التكنولوجيا لتوفير الراحة للأشخاص الذين يعانون من القلق والتوتر.

الجيل القادم من الكمامات

اضطرت جائحة كورونا الناس إلى ارتداء الكمامات في جميع أنحاء العالم بشكلٍ يومي، بهدف الحد من انتشار العدوى. أما الآن فقد يساهم نوع جديد من الكمامات في تشخيص المرض نفسه.

وفي هذا الإطار، يقول مهندسون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد أنه بإمكان نموذجهم التجريبي الجديد أن يعطي نتيجة اختبار الكوفيد في غضون 90 دقيقة. تبدأ الكمامة بالعمل عندما يتنفس مرتديها بشكل طبيعي، حيث تتجمع القطرات الناتجة عن الزفير والسعال على حشوتها، ثم يضغط مرتديها على زر لتفعيل الاختبار يتم بعدها إطلاق القليل من الماء الذي يتدفق عبر الحشوة ويعيد ترطيب الخلايا المجففة بالتجميد والتي تتفاعل بدورها مع وجود علامات فيروس كورونا.

وبعد حوالي 90 دقيقة، يشير خط ملون إلى ما إذا كانت النتيجة إيجابية أم سلبية. وقد استخدم الفريق كمامة “إن 95” الاعتيادية في هذه العملية ونُشرت النتائج في مجلة “نيتشر بيوتكنولوجي”

تم تطوير هذه التقنية سابقًا للكشف عن فيروسات أخرى مثل الإيبولا.
ويمتلك فريقا معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد المزيد من الخطط فيما يخص هذه التكنولوجيا، فقد قال جيمس كولينز، الباحث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لمجلة “إم آي تي نيوز” التي تنقل أخبار معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: “لقد أثبتنا أنه بإمكاننا تجفيف مجموعة واسعة من مستشعرات الأحياء التركيبية بالتجميد للكشف عن الأحماض النووية الفيروسية أو البكتيرية، بالإضافة إلى المواد الكيميائية السامة، بما في ذلك السموم العصبية. لدينا تصور بأنه من الممكن أن توفر هذه المنصة الجيل القادم للمستشعرات الحيوية القابلة للارتداء، لخط الاستجابة الأول وموظفي الرعاية الصحية والعسكريين.”

في هذه الأثناء، كان الباحثون في جامعة خليفة يعملون على “نافا ماسك”، وهي كمامة مستدامة وصديقة للبيئة مصنوعة من بوليمر حيوي يمكن تحويله إلى سماد ودمجه مرة أخرى في النظام البيئي.
يقول شادي حسن، مدير مركز جامعة خليفة للأغشية وتكنولوجيا المياه المتقدمة في حديثه مع المجلة: “لا تكتفي كمامة “نافا ماسك” بمعالجة القضية الملحة المتعلقة بمخلفات الكمامات فحسب، بل تسلط الضوء أيضًا على أهمية استخدام الموارد المتجددة وتقليل التأثير البيئي”.

وقالت آنا ماريا لمجلة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا: “نهدف في النهاية إلى خدمة الأفراد”. وتعتبر آنا ماريا واحدة من الفائزين بجائزة “مبتكرون دون 35” التي نظمتها مجلة إم آي تي تكنولوجي ريفيو.

وتتمثل آلية عمل التكنولوجيا، والتي طورها الفريق للحصول على التطبيق في مرحلته الأولية، بإصدار نفس بسيط في الهاتف ليصل في النهاية إلى المستشعرات الحيوية التي يرتديها المستخدم.

ويبدأ المستخدمون بالتنفس داخل مكبرات الصوت في الهواتف الذكية، والتي تقوم بدورها بالتقاط معدلات النفس وتقوم المستشعرات التي يرتديها المستخدم بقراءة ردات فعله البيولوجية تجاه التوتر. وبعد أن يتم تحليل البيانات، يُصدر التطبيق ألعاب تنفس خاصة بكل مستخدم للتخفيف من معدل ضربات القلب والتوتر لدى المستخدم.

وأكد الفريق على أن التنفس بالشكل الصحيح هو مهارة ينبغي على الأفراد تعلمها وقارنوها ببناء قدرة التحمل عند الشخص الرياضي. وقالت صوفيا: “يعتبر التنفس لمدة سبع ثوان عملية ليست سهلة”. واجه الفريق مجموعة من التحديات خلال العمل على العديد من أجهزة الهواتف الذكية من مختلف العلامات التجارية، كما يطمح الفريق إلى طرح هذا المنتج في الأسواق قريبًا.

وقال الدكتور ليونتيوس لمجلة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا: “نسعى إلى المزيد من مراحل التطوير في الأيام القادمة، آملين تحويل هذه الفكرة إلى منتج خلال عام واحد. وسيتحقق ذلك من خلال تكثيف الجهود البحثية التي نحن بصددها في الوقت الحالي والدعم المقدم من جامعة خليفة والشركاء الممولين”.

وأضاف: “يكمن هدفنا الأكبر في جعل التنفس أداة نستفيد منها في تحرير عقولنا من الإجهاد لنعيش حياة بلا توتر”.

شهد العالم في السنة الأولى من الجائحة ارتفاعًا في معدلات التوتر والاكتئاب بنسبة 25%،وذلك وفقًا لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، حيث كان الانتشار كبيرًا وملحوظًا لدرجة أنه حث نسبة 90% من الدول التي شملتها الدراسة إدراج الدعم للصحة العقلية والنفسية الاجتماعية ضمن خطط الاستجابة لكوفيد-19.