النمو السريع في
زراعة الفطر

ينمو الفطر في البيئات الباردة والمظلمة والرطبة. لذلك، يبدو غريبًا أن تزرع شركة “بيلو فارم” هذا الفطر في أبوظبي ذات المناخ الحار.

يستعين كل من ليليانا سلونيسكا وشركائها في “بيلو فارم” بالتكنولوجيا والكتلة الحيوية الناتجة عن مخلفات أشجار النخيل لزراعة الفطر داخل مباني صناعية مصممة بشكل خاص. وفي الوقت الذي تقوم فيه العديد من الشركات بالزراعة الداخلية في الأماكن المغلقة، إلا أن زراعة الفطر تواجه مجموعة من التحديات.

وفي هذا الإطار، قالت ليليانا، الشريكة المؤسسة ومديرة تطوير الأعمال في الشركة: “لا يوجد تشابه بين الفطر والنباتات ولكن يتشابه الفطر بشكل أكبر مع الحيوانات من ناحية عمليات الأيض، حيث يمتص الفطر غذاءه المكون من مواد أولية قمنا بإعدادها من الخامات المتوافرة محليًا كأوراق نخيل التمر”.

إنتاج محلي

تستورد دولة الإمارات عادًة الجزء الأكبر من غذائها، إلا أنها تتبنى أهدافًا طموحة في هذا الشأن، إذ تستهدف صدارة المؤشر العالمي للأمن الغذائي بحلول عام 2051. وتشجع الدولة إنتاج الغذاء المحلي المستدام، كجزء من هذه الاستراتيجية. Read more›››

وتهدف المرحلة الأولى لتشجيع الإنتاج المحلي من اللحوم الحمراء والبيض والدواجن ومنتجات الألبان والتمور والخضراوات الورقية والطماطم والفلفل والباذنجان.

وتتبنى الدولة حملة أخرى باسم “نعمة” وتهدف إلى تقليل الطعام المُهدَر.

ويبلغ عدد المزارع التي تعمل في دولة الإمارات حوالي 38,000 مزرعة. ‹‹‹ Read less

وأضافت ليليانا: “يقوم الفطر بإخراج غاز ثاني أكسيد الكربون خلال عملية التنفس، مثلنا نحن البشر تمامًا، وهو ما يقتضي توافر مستويات مناسبة من عملية تبادل الغازات”.

وتتشابه الفطريات مع الحيوانات أيضًا في عدم احتياجها للري بنفس طريقة احتياج النباتات. وقالت ليليانا: “تمتص الفطريات الرطوبة من البيئة المحيطة بها. لذلك، نحافظ على مستويات محددة من الرطوبة في غرفة نمو الفطريات. وتُعَد زراعة الفطر بشكل منتظم مسألة أكثر تعقيدًا مقارنة مع زراعة أنواع أخرى من المحاصيل”.

ويعتقد فريق العمل في “بيلو فارم” أن طريقة التشغيل التي تنتهجها الشركة يمكن أن تكون نموذجًا لإنتاج الغذاء في عصر التغير المناخي والتوسع العمراني المتزايد.

وقالت ليليانا: “تمثل الشركات التي تشبه شركتنا مستقبل إنتاج الغذاء، حيث يشهد العالم تزايدًا في درجات الحرارة ومستويات الجفاف والنشاط العمراني، ويتطلب ذلك وضع الأنظمة الفعالة واللامركزية لإنتاج الطعام. وتُعَد دولة الإمارات مكانًا مثاليًا لنموذج زراعة الفطريات التجريبي نتعلم منه طريقة زراعة الغذاء في البيئات الجافة”.

وقد لاقت الفكرة اهتمامًا محليًا. فعلى سبيل المثال، يستخدم مطعم “ماريميلاتا بيكري” في أبوظبي الفطر الذي تزرعه “بيلو فارم” في إعداد بعضٍ من فطائر البيتزا الأكثر مبيعًا لديه.

وقال راج داجاستاني، مالك مطعم “ماريميلاتا”: “نختار التعاون مع “بيلو فارم” لأن الفطر الذي تزرعه يُعَد ضمن الأعلى جودة في مكوناته مقارنة بالعديد من أنواع الفطر التي نحصل عليها من مصادر محلية”. وأضاف: “يتيح لنا مسؤولو الشركة أن نساهم في تعزيز اقتصادنا المحلي وبناء مجتمع من المحترفين في مجال الطعام الذين تتشابه أفكارهم مع أفكارنا. يصل إلينا الفطر الذي تزرعه “بيلو فارم” طازجًا وفي أفضل أحواله، مع قدر أقل من الإهدار والتأثير البيئي الضار والمعاناة. ولكن تتمثل الميزة الأهم من كل ما سبق في كون الفطر الذي تزرعه الشركة لذيذ المذاق”.

المزيد من المقالات المشابهة: احموا أنفسكم

الطريق إلى الأمعاء

تُشَخَّص العديد من حالات الأمعاء عادةً باستخدام إجراءات جراحية غير مريحة، إلا إن هناك تكنولوجيات جديدة تهدف إلى إتاحة تشخيصات دقيقة أكثر بساطة ومن دون كل ذلك العناء.

تؤدي أمعاؤنا وظائف هامة عديدة تساهم في الصحة العامة، وتتمثل إحداها في السماح للماء والعناصر الغذائية بالمرور في مجرى الدم. تُعَد الأمعاء شبه مُنفِذة للسماح بأداء هذه الوظيفة، إلا إن بعضها أكثر نفاذية من الآخر، وهو ما يعقد الأمور للجسم.

تخيل أنبوبًا طويلًا بتركيبات ضئيلة الحجم كقوالب القرميد المتراصة مع بعضها البعض، وتوجد بين هذه القوالب، أو الخلايا، فراغات مغلقة باستخدام “صمغ” يسمى الوصلات المُحكَمَة، والتي تتيح المرور للعناصر الغذائية الجيدة وتمنع مرور العناصر السيئة. وعندما تلتهب الأمعاء، يضعف هذا “الصمغ”، فيتيح المرور لأشياء لم يكن ينبغي لها ذلك.


“يعني هذا العمل البحثي تقدمًا هائلًا في استخدام نظام الاستشعار غير الجراحي بالمعاوقة البيولوجية كأداة تشخيصية في تكنولوجيا الأجهزة القابلة للبلع وتحديد الأمعاء التي تعاني من التسرب”

الفريق البحثي بجامعة ميريلاند –


يجري فحص قوة “الصمغ” غالبًا بجراحات المناظير، وهي فحوص غير مريحة ولا يمكنها الوصول إلى كافة مكونات الجهاز الهضمي أو قياس مستويات النفاذية. لذا، يمكن أن تكون نتائج هذه الفحوص غير حاسمة.

ولكن لم يعد الأمر كذلك.

تناقش دراسة منشورة مؤخرًا في مجلة “مايكروسيستمز أند نانوانجينيرينغ” المهتمة بشؤون الهندسة النانوية جهازًا قابلًا للبلع وقادرًا على الرصد المستمر للحواجز الظهارية داخل الجهاز الهضمي.

وقد استخدم الفريق البحثي الذي أجرى هذه الدراسة من جامعة ميريلاند نماذج من أنسجة حيوانية للتحقق من صحة النتائج ورصد كيفية تحرك الكهرباء (المعاوقة البيولوجية) خلال بطانة الأمعاء، وهو ما يتيح اكتشاف الفجوات في الوصلات المُحكَمَة.

ويمكن أن يكون اكتشاف هذه الفجوات بمثابة إشارات مبكرة إلى أمراض كمتلازمة “كرون” والتهاب القولون التقرحي، والتي يمكن لتشخيصها مبكرًا أن يحدد مستويات الحدة والسرعة في انتشارها.

ويُعَد “كرون” داءً التهابيًا مزمنًا يصيب الجهاز الهضمي، وإن كان من غير المُحتَمَل أن يسبب الوفاة، إلا إنه قد يؤدي إلى مشاكل أخرى تهدد الحياة كالالتهابات الحادة وسرطان القولون والمستقيم.

CAPTION: تنظير هضمي علوي IMAGE: Shutterstock

ويمكن أن يؤدي التشخيص المتأخر أيضًا إلى تلف في الأمعاء كالثقوب أو الإنسدادات التي تتطلب جراحة لعلاجها. وتحدث أعراض أقل خطورة والتي تشمل آلام المعدة والإسهال الحاد وفقدان الوزن وسوء التغذية والإعياء.

يتراوح عدد المصابين بهذا الداء دون علاج في الولايات المتحدة الأميركية ما بين 6 إلى 8 ملايين نسمة، ما يعني أن الاكتشاف والعلاج المبكرَين يمكنهما أن يخففا كثيرًا من الأذى الجسدي والآلام والمضاعفات الخطرة على الحياة، فضلًا عن إمكانية المساهمة أيضًا في فترات من خمود الأعراض.

ويقول أعضاء الفريق البحثي أنه لحين تطوير هذا الجهاز الجديد، يمكن اكتشاف حالات التمدد في الوصلات المُحكَمَة في المريء فقط، لأن الأقطاب الكهربائية بحاجة إلى توصيلها خارجيًا. لذا، “يوجد نقص في قواعد البيانات المتماثلة من الأمعاء الدقيقة أو الغليظة”.

ولكن لن يبقى الحال كذلك مع ظهور التكنولوجيا اللاسلكية المدعومة بخاصية البلوتوث.

وقد لا تكفي الرؤية فقط للتشخيص الشامل. لذا، ترصد الكبسولات قياسات كدرجة الحرارة والحركة الذاتية وتتيح البيانات المستمرة في الزمن الفعلي والتي تُعَد ضرورية ليس للتشخيص فحسب، بل وأيضًا للتعديلات والتدخلات في الخطط العلاجية.

ويتعين أن تكون البيانات بالغة الدقة، وهو أمر معقد في ظل كل الالتواءات والانعطافات في شكل الأمعاء. لذا، ينبغي أن تراعي تصاميم الكبسولات حساسية نظام الاستشعار.

ويقول الباحثون: “يعني هذا العمل البحثي تقدمًا هائلًا في استخدام نظام الاستشعار غير الجراحي بالمعاوقة البيولوجية كأداة تشخيصية في تكنولوجيا الأجهزة القابلة للبلع وتحديد الأمعاء التي تعاني من التسرب”.

إقرأ المزيد حول هذا الموضوع: غزو الروبوت لغرف العمليات

ملاحظة العلامات المبكّرة للزهايمر

أظهرت دراسة جديدة نُشرت في المجلة العلمية “ألزهايمر إند ديمنشيا“، المعنيّة بالزهايمر والخرف، أن تحليلًا بسيطًا للدم قد يساعد على القيام بكشفٍ أبكر وأدق عن مرض الزهايمر.

يبحث التحليل في مادةٍ معينة في الدم تُعرف باسم “بروتين تاو المفسفر والمقاس بالبلازما في الثريونين 217″، وترتبط بتراكم النشوانيات (تجمّعات من البروتينات في الدماغ)، والذي يمثّل علامة رئيسة على الإصابة بالزهايمر. وقد شملت الدراسة 215 شخصًا يعاني الكثير منهم من مشاكل صحية في الدماغ قد تُصعّب تشخيص مرض الزهايمر.

وجد الباحثون أن هذا التحليل أظهر أداءً أفضل من الفحوصات الروتينية وغيرها من العلامات الأخرى في الدم، في رصد إشاراتٍ لمرض الزهايمر. وقد أنشأوا نظامًا قسّم المشاركين إلى مخاطر منخفضة ومتوسطة وعالية، بناءً على مستويات مادة “بروتين تاو المفسفر والمُقاس بالبلازما في الثريونين 217”.

أظهرت المجموعة المعرّضة لنسبة مرتفعة من المخاطر علاماتٍ أكثر على الإصابة بالزهايمر، كما أنّها أظهرت فقدانًا أسرع للذاكرة والقدرة على التفكير، وهو ما يعني أن الاختبار لن يساعد على التشخيص فحسب، وإنّما على توقّع الزمن التي يستغرقه مُصابٌ إلى أن تسوء حالته أيضًا.

إضافةً لذلك، تتميّز هذه الطريقة بفائدةٍ كبيرة تتمثّل في خفض الحاجة إلى القيام بمسح الدماغ غالي الثمن. حيث كان على واحدٍ فقط من أصل عشرة أشخاص، القيام بمسح، مقارنةً بأربعة إلى ستة أفراد من كل عشرة، اضطرّوا إلى القيام به سابقًا.

يشير الباحثون إلى الحاجة إلى القيام بالمزيد من الدراسات بين شرائح مختلفة من السكان، ولكن النتائج تُعتبر واعدة فيما يتعلّق بتحسين كيفية اكتشاف مرض الزهايمر والتعامل معه في جميع أنحاء العالم.

المزيد من المقالات المشابهة: طريقة التنفس قد تكون مؤشرًا على وجود مرض الزهايمر.

كلامٌ معسول

يُعتبر الغلوكوز المصدر الرئيس للطاقة في جسدك، حيث يتحوّل الطعام الذي نأكله إلى جلوكوز ويُستخدم لتزويدنا بالطاقة.

نظن في العادة أنّ السكّر مجرد وقودٍ لأجسامنا، لكن أظهرت دراسة جديدة من جامعة ستانفورد، أنه تأثيره أكثر من ذلك بكثير، خاصةً فيما يتعلق ببشرتنا.

فقد أفادت دراسة طبية في ستانفورد نُشرت في المجلة العلمية “سِل ستِم سِل” المعنيّة بالخلايا الجذعية، أن الجلوكوز يساعد في التحكّم في كيفية نمو خلايا الجلد ونضجها، حيث يقوم بذلك عن طريق تشغيل بروتين خاص يُسمّى “عامل النسخ التنظيمي إنترفيرون”، والذي يُفعّل نشاط الجينات الصحيحة أثناء نمو الجلد.

يلتصق الجلوكوز بهذا البروتين ويساعده على القيام بعمله، بدلًا من أن يُستخدَم ليزوّد الجسد بالطاقة، وهو ما يؤدي إلى الحصول على خلايا بشرة صحية وناضجة. حيث لم تتمكّن خلايا الجلد من التطوّر بصورة صحيحة في نماذج الجلد المصنوعة في المختبر، عندما منع الباحثون هذا الارتباط بين السكر والبروتين.

تُغيّر هذه النتيجة نظرتنا إلى الجلوكوز، فهو ليس مجرد وقودٍ، وإنّما مرسالٌ رئيسٌ يعلّم خلايا معينة كيفية النمو. وقد لا يكون هذا صحيحًا فيما يتعلّق بالبشرة فقط، حيث يعتقد العلماء أن الجلوكوز قد يلعب دورًا مشابهًا في كيفية تشكّل أنواع أخرى من الأنسجة.

المزيد من المقالات المشابهة: لا ضرر من بعض المانجو

رحلة البحث عن أفضل طاردٍ للحشرات مستمرة

تشوب معظم المواد الطاردة للحشرات شوائب، حيث يكون بعضها قويًّا أو ذو رائحة كريهة، كما يجب أخذ الآثار الصحية للمواد الكيميائية في الاعتبار.

وفي هذا الصدد، طوّر الباحثون طريقة مضمونة تحدّد المواد الطاردة للحشرات التي ستحمينا من التعرّض للعض من دون أن تنتّن المكان.

تمكّن فريق من الباحثين من جامعة كاليفورنيا (ريفرسايد) من تحديد العديد من المركبات الجديدة التي تطرد الحشرات وتنبعث منها الروائح التي يحبها البشر، من خلال تطبيق نموذج تعلم الآلة لتحليل التراكيب الكيميائية والتنبؤ بكلٍّ من فعالية طرد الحشرات وإدراك الإنسان للروائح، حيث أظهرت التجارب أن 90% من المركبات المختبرة كانت فعالة في صد البعوض، كما تميّز العديد منها برائحة زكيّة.

تمثل النتائج خطوات مهمة نحو ابتكار طارد حشرات أكثر أمانًا ويتقبّله المستهلك أكثر، حيث يمكن أن تؤثر المزيد من الاستكشافات لهذا النهج القائم على الذكاء الاصطناعي على اكتشافات المواد الطاردة الجديدة التي تعتمد بصورة أقل على المواد الكيميائية المعتادة وتوفر حماية أفضل ضد الأمراض التي تنقلها الحشرات.

نُشرت الدراسة في المجلة العلمية “إي لايف“، المعنيّة بعلوم الحياة والطب.

إقرأ المزيد حول هذا الموضوع: فيروس “زيكا” يجعل جلدك أكثر جاذبية للبعوض