استعد للبرد

أظهرت نتائج بحث جديد من جامعة أوتاوا، والتي تقع في مدينة اشتهرت ببرودة أجوائها، أن الانغمار في الماء البارد بصفة يومية على مدى أسبوع واحد فقط يمكنه أن يساعد خلايا الجسم في التعامل مع البرد على نحو أفضل.

وأوضحت النتائج أن الشباب الذي أمضوا 60 دقيقة يوميًا في مياه لا تتجاوز درجة حرارتها 14 درجة مئوية شهدوا تحولًا في تجاوب خلايا أجسامهم مع الإجهاد الناتج عن البرودة. تسبب تعرض هؤلاء الشباب للبرد في ظهور علامات الضرر لديهم في بداية التجربة، ولكن قبل نهاية الأسبوع صارت خلاياهم تقوم بدلًا من ذلك بتنشيط الأجهزة المناعية في الجسم، إذ تُحَلِّل المكونات التالفة وتقلل العلامات المبكرة لموت الخلايا.

تشير هذه التغيرات إلى قدرة الجسم على اكتساب المزيد من المرونة في التعامل مع البرد، ليس على مستوى أجزائه الخارجية فحسب، بل وإنما أيضًا على مستوى خلاياه.

سحب الباحثون عينات دم من الشباب وقاموا بتبريدها داخل المختبر وذلك لاختبار كيفية عمل هذا التدريب على تَحَمُّل البرودة. وتجاوبت الخلايا بعد تأقلمها على نحو أفضل مع انخفاض درجات الحرارة وأظهرت مزيدًا من الأنشطة الوقائية وعلامات إجهاد أقل، حتى عندما انخفضت الحرارة إلى أربع درجات مئوية. وبرغم بقاء بعض علامات الالتهاب، إلا إنها كانت أدنى كثيرًا من ذي قبل. وتشير النتائج إلى التعرض للبرد كوسيلة ممكنة لتدريب خلايا الجسم على التعامل مع الأحوال المناخية القاسية.

إقرأ المزيد حول هذا الموضوع: التحلية بالتجميد

جزيئات البلاستيك النانوي في كل مكان

لا يوجد الآن مكان على الأرض خالٍ من البلاستيك. كان البلاستيك جزءًا كبيرًا من الأنشطة البشرية على مدى 75 عامًا وظل منذ يومه الأول يبعثر الشظايا البلاستيكية الضئيلة والنانوية في كل مكان.

يتميز البلاستيك بتركيبه الفريد الذي يجعله ذا فائدة كبيرة وهو أيضًا ما يستبب في تحلله إلى شظايا ضئيلة. واتضح الآن لباحثين من جامعة كولومبيا السبب في ذلك، وهو التركيب متعدد الطبقات والذي يضفي على البلاستيك شبه البلوري القوة والمرونة.

عندما يُترَك البلاستيك شبه البلوري في الماء من دون ضوء الشمس أو أمواج أو أي اضطراب على الإطلاق، تتحلل أجزاؤه الأضعف، فتظهر شقوق تنطلق منها أكوام من البلاستيك النانوي إلى البيئة.

وتبقى طبقات البلاستيك شبه البلوري الأشد صلابة سليمة. وتبين للباحثين أن البلاستيك المُهَيكَل ذو تصميم متعدد الطبقات هو فقط الذي يتحلل إلى جزيئات البلاستيك النانوي والتي تختلف تمامًا عن الجزيئات البلاستيكية الملساء التي يجري تحضيرها في المُختبرات، وهو ما يعني أن سلوكها يمكن أن يختلف في البيئة أو داخل أجسام الكائنات الحية. ويتعين في هذا السياق أن نتذكر حجم النفايات البلاستيكية التي وُجِدَت بالفعل في المحيطات وأجهزة الغسالات وداخل المكون المائي للجسم البشري.

إقرأ المزيد حول هذا الموضوع: الأسماك الروبوتية تتغذى على المواد البلاستيكية الدقيقة

الطيور الغاضبة

أشارت دراسة جديدة إلى أن ضوضاء الطرقات تثير تحولات عدوانية لدى الطيور المغردة التي تعيش في الجزر.

تُظهِر الطيور المغردة الصفراء التي تعيش في جزر “غالاباغوس” استجابات سلوكية مختلفة لضوضاء الطرق بحسب قرب أماكن معيشتها من مصادر الضوضاء. قام باحثون من جامعة “أنجليا روسكين” البريطانية بمحاكاة السلوكيات الطفيلية في 38 منطقة للطيور بجزيرتين، وهما: “سانتا كروز” ذات الكثافة المرورية العالية و”فلوريانا” الأكثر هدوءًا، وقاموا بتشغيل أغاني الطيور بعد إضافة الضوضاء المرورية ومن دونها.

وصارت الطيور المغردة القريبة من الطرق أكثر عدوانية عند إضافة الضوضاء، بينما كانت الطيور البعيدة عن الطرق أقل عدوانية. وقد أظهرت الطيور المقيمة في كلٍ من الجزيرتين سلوكًا متشابهًا بالرغم من الاختلافات الهائلة بينهما في الكثافة المرورية، الأمر الذي يثير تساؤلات بشأن تأثير الضوضاء الناجمة عن البنية التحتية البشرية، حتى وإن كانت مستوياتها طفيفة، على الكائنات التي تعيش في النظم البيئية الهشة.

إقرأ المزيد حول هذا الموضوع: طيور الجنة يلمع بريقها في الظلام

التلوث الدوائي

يهاجر سمك السلمون الأطلسي كل عام من “نهر دال” بالسويد إلى البحر وقد يتأثر هذا السلوك بالمخلفات الدوائية المُلقاة في المياه

وتبين لفريق بحثي من الجامعة السويدية للعلوم الزراعية والمعهد الأسترالي للأنهار بجامعة “غريفيث” الأسترالية أنه من المُرَجَّح أن يعمد سمك السلمون الصغير الذي يتعرض لعقار “كلوبازام” المضاد للقلق إلى اتمام هجرته وعلى نحو أسرع من السمك الذي لا يتعرض لنفس العقار. واكتشف الفريق أن مُسَكِّن الألم “ترامادول” يُحدِث نفس التأثير، ما يشير إلى أن الأدوية تُسبب اضطرابًا في الديناميكيات الاجتماعية وتؤثر على السلوكيات المتعلقة بالمجازفة.

يحذر الباحثون أنه على الرغم من أن هذه النتيجة قد تبدو إيجابية، إلا أن أي تغيير مُستَحَث بتأثير العقاقير في السلوك الطبيعي قد يؤدي إلى تبعات لا يمكن توقعها وربما تكون ضارة بالأنواع الفردية من الكائنات الحية وبالنظام البيئي ككل. تسلط نتائج البحث التي نُشِرَت في مجلة “ساينس” الأميركية الضوء على القلق المتنامي بشأن التلوث الدوائي، وبصفة خاصة الناجم عن المواد ذات التأثير النفسي وتؤكد على الحاجة إلى تحسين معالجة المياه المُلَوَّثَة.

إقرأ المزيد حول هذا الموضوع: تحذير مبكر مصدره شبكات الصرف الصحي

معرفتنا بالحشرات تقودنا إلى
الحصول على فوائد بيئية

قد يكون العلم المدني ممتعًا وتعليميًّا، لكنّه قد يثير تساؤلاتٍ بين الطلبة والمعلّمين يمكن أن تفيد البيئة.

شارك طلبة من خمسين مدرسة في مشروع علمي مدني نظّمته مدرسة أسترالية تحت اسم “مستكشفو الحشرات“، ويسهم في النهوض بمجال البحث العلمي. حيث جمع الطلبة باستخدام مصيدات خاصة، عيّناتٍ لتحليل الحمض النووي.

حيث استمتع الطلبة بهذه الأنشطة التي جسّدت رغبتهم في مساعدة الكوكب، من خلال خطواتٍ تشمل حماية البيئات الطبيعية والمشاركة في مشاريع علمية مشابهة.

كما أصبح المعلّمون يتطرّقون أكثر إلى مواضيع كعلم الحشرات والأنظمة البيئية والحفاظ على البيئة، في المنهج الدراسي، وأسهمت هذه الأنشطة في تعزيز شعور الطلبة والمعلّمين في المناطق النائية بالانتماء إلى عالم العلوم وهدفٍ أكبر وأنبل.

ومن جهة أخرى، عزّز المشروع الفوائد التي تعود على المدارس المحلية والنائية من خلال بناء علاقاتٍ مع علماءٍ وإنشاء رابطةٍ تجمع أفراد المجتمع من خلال مشاركتهم في النهوض بالعلوم.

وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة في المجلة العلمية “أوسترال إنتومولوجي“، المعنيّة بعلم الحشرات في نصف الكرة الأرضية الجنوبي.

إقرأ المزيد حول هذا الموضوع: كن مواطناً عالمياَ في أبريل