عالــنا في أعينهم

تتزايد نسبة استخدامنا للروبوتات في حياتنا اليومية مع مرور الوقت، نظرًا لدورها الفعال في مختلف المجالات كالتصنيع والخدمات اللوجستية والرعاية الصحية والأعمال المنزلية، إلّا أنها لا تزال تواجه عقبات كبيرة. وفي هذا الصدد، تسعى الفرق البحثية في جامعة خليفة إلى تحسين هذه التكنولوجيا من خلال الطريقتين التاليتين.

تعزيز الإدراك

يصعب على الروبوت التعرف على الأجسام وتقسيمها بدقة بسبب العراقيل والأشكال المعقدة والخلفيات المتغيرة باستمرار، الأمر الذي يعيق قدرته على استيعاب العالم من حوله.
يُعرَف المصطلح التقني لهذه المهمة الشاقة بـ “التجزئة الشاملة”، ويعني تقسيم الصورة إلى أجسام أمامية ومناطق خلفية في آنٍ واحد بهدف تحسين إدراك الروبوت لبيئته، وبالتالي تمكينه من التعامل مع المهام المعقدة بشكل أكثر فاعلية.

يعتبر حل هذه المشكلة أمرًا ليس بالسهل بسبب وجود بعض المؤثرات التي تزيد من صعوبة الأمر والتي تشمل المشاهد المشوشة وتنوع الأجسام التي تعيق الرؤية وضبابية الحركة والدقة الزمنية البطيئة للكاميرات التقليدية، كما يمكن أن يؤدي التأخر في الاستجابة في معالجة بيانات الاستشعار إلى التقليل من سرعة الاستجابة وانخفاض مستويات الدقة في المهام.

تواجه التطورات الأخيرة، في مجال تجزئة الأجسام باستخدام نموذج الرسم البياني للشبكات العصبية المتطورة بعض التحديات. تُضيف تلك التطورات مزيدًا من المتطلبات لأنه يجب إتمام كل من التخطيط والتجزئة الشاملة بشكل سريع وفعال، كما أنها بحاجة إلى خوارزميات وتقنيات أكثر تطورًا قادرة على التعامل مع تقلبات العالم الفعلي.

الصورة صممت باستخدام الذكاء الصناعي الرؤية والأوامر أنس البنّي، مجلة جامعة خليفة الرسومات Shutterstock

وفي هذا الصدد، طور يحيى زويري، مدير مركز البحوث المتقدمة والابتكار في جامعة خليفة مع فريقه البحثي طريقة للتغلب على هذه التحديات باستخدام النموذج البياني للشبكة العصبية بهدف تصميم التجزئة الشاملة القائمة على الحدث مع الحفاظ على الطبيعة غير المتزامنة لسير الأحداث والاستفادة من الروابط الزمانية المكانية لفهم المشهد. جدير بالذكر أن باحثي جامعة خليفة طوّروا هذه الطريقة بالتعاون مع باحثين من جامعة كينغستون في لندن.

عُرضت نتائج الباحثين في مؤتمر رؤية الكمبيوتر وتعرف الأنماط لعام 2023، التابع لجمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات، وهو أحد المؤتمرات المرموقة والمؤثرة في مجال الرؤية الحاسوبية. وتم منحهم جائزة أفضل ورقة بحثية من قبل لجنة ضمت خبراء من “ميتا” و”إنتل” وجامعات أمريكية رائدة.

قال يحيى الزويري: “لقد أثبت النموذج البياني للشبكة العصبية كفاءته وحقق أفضل أداء في بيانات التجزئة القائمة على الحدث، وهي مجموعة من المشاهد التي تصور الحركة الروبوتية التُقِطت بكاميرا ووُضعت بجوار مقبض ذراع آلي في ظروف متنوعة تشمل التشويش المتفاوت وسرعة الذراع واتجاه الحركة والمسافة بين الجسم والكاميرا والإضاءة. وقد حقق النموذج البياني للشبكة العصبية نتائج كبيرة من حيث متوسط التقاطع مع الاتحاد (مقياس رئيس لدقة التجزئة) ودقة البكسل، كما يعتبر تقدمًا كبيرًا في الكفاءة الحوسبية مقارنة بالطرق الحالية.

يضع هذا النموذج حجر الأساس لمستقبل يُمكّن الروبوتات من إدراك بيئتها والتفاعل معها بأكبر قدر ممكن من الفعالية، وبالتالي فتح المجال أمام مجموعة كبيرة من التطبيقات في مختلف القطاعات.

الحفر بدقة أكبر

تلعب أنظمة الحفر الروبوتية دورًا هامًا في العديد من المجالات التي تتضمن التصنيع والبناء واستخراج الموارد، كما يُعد تحديد المواقع الدقيقة لأنظمة الحفر هذه أمرًا ضروريًا لضمان الدقة والفعالية والسلامة في عمليات الحفر. وفي هذا الإطار، قام الباحثون باستكشاف التقنيات المتقدمة للتحكم التي يمكنها تحسين دقة تحديد المواقع لأنظمة الحفر الآلية لمواجهة هذا التحدي.

يُعتبر التحكم العصبي القائم على الرؤية واحدًا من هذه التقنيات التي أظهرت نتائج واعدة، حيث يقدم هذا النهج حلًا جديدًا لتعزيز دقة الحفر الآلي من خلال الاستفادة من مبادئ الهندسة العصبية ودمج قدرات الاستشعار القائمة على الرؤية.

طور كل من يحيى وفريقه، بالتعاون مع وديوالد سوارت من شركة ستراتا للتصنيع، نهج تحكم بصري عصبي للحصول على تشغيل آلي دقيق.

وقال عبد الله عياد، الباحث في الفريق: “يُعد التشغيل الآلي لعمليات التصنيع المادية الإلكترونية جانبًا بالغ الأهمية للثورة الصناعية الرابعة، حيث تضاعف عدد الروبوتات الصناعية التي تُشحن سنويًا أكثر من ثلاث مرات بين عامي 2008 و2018، ويُتوقع أن يُشحن أكثر من 500 ألف روبوت صناعي سنويًا بحلول العام 2024. وتهدف دولة الإمارات إلى أن تصبح مركزًا عالميًا لتكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة. لذلك، يتوافق مشروعنا مع هذه الرؤية لدعم الحلول وزيادة الكفاءة والإنتاجية والسلامة.”

ومن جانبه، قال الدكتور يحيى: “يشهد القطاع الصناعي حاليًا نقلة نوعية نتيجة الاعتماد غير المسبوق للروبوتات الصناعية، وتُعد الرؤية الآلية إحدى التكنولوجيات الرئيسة للإدراك التي تُمكّن هذه الروبوتات من أداء عمليات دقيقة في بيئات غير منظمة.”


“تُعتبر الرؤية العصبية تكنولوجيا حديثة تتميز بقدرتها على مواجهة تحديات الرؤية التقليدية بتحليلها الزمني العالي وزمن انتقالها المنخفض ونطاقها الديناميكي الواسع، ولأول مرة، نقترح وحدة تحكم جديدة تعتمد على الرؤية العصبية لتطبيقات تشغيل الآلات الروبوتية لتمكين تشغيلها تشغيلًا أسرع وأكثر موثوقية، وتقديم نظام آلي كامل يمكنه أداء مهام الحفر بدقة المليمتر.

ويعني التشغيل الآلي لبعض عمليات التصنيع زيادة الأداء والإنتاجية والفعالية والسلامة في حفر إحدى العمليات الأولية للتشغيل الآلي. وتُعتبر هذه عملية واسعة الانتشار خاصة في قطاعي صناعة السيارات والطيران، حيث يُعد الحفر عالي الدقة أمرًا ضروريًا نظرًا لاعتماده على كل من الأداء والعمر الافتراضي للمنتجات.

الذكاء الاصطناعي جاهز لتشخيصك الآن

توجد هناك بعض المهارات التي تتفوق فيها الآلات على البشر على الرغم من قدرة البشر الكبيرة على تقديم خدمة رعاية المرضى،يمكن أن تُفيدنا مهارات الآلات بشكل أكبر مما كنا نتوقع.

يمتلك الذكاء الاصطناعي مهارات لا تستطيع أدمغة الإنسان التنافس معها، كتسريع معالجة البيانات وتطوير الأدوية المنقذة للحياة وتحليل صور الأشعة، ولا يعني ذلك أن الأطباء البشر سيفقدون وظائفهم لأنهم سيتعاونون مع الآلات لتسريع عملية التحسن.

إجراءات طبية

يعد تطوير الأدوية مهمة مرهقةً ومليئة بالتجارب والأخطاء، حيث يقضي الباحثون سنوات عديدة في تطوير البيانات وتحليلها لإنتاج الأدوية مع العلم باحتمالية فشلها في كل خطوة، إضافة للعمليات الطويلة واللامتناهية في الاختبارات والحصول على الموافقة لإنتاج الدواء واستهلاكه، حيث يمكن أن تصل العملية إلى ما يقارب 15 عامًا

علّمنا وباء كوفيد-19 أن تطوير الأدوية يجب أن يكون آمنًا وفعالًا، ولكن يجب أيضًا أن يكون سريعًا. وفي هذا الصدد، تستعد التطورات الجديدة في الذكاء الاصطناعي لتقليل فترة انتظار الأدوية.

دراسة أجريت عام 2023، بقيادة رضوان قريشي من جامعة حمد بن خليفة في قطر، إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم في تطوير الأدوية في جميع المراحل بتكلفة يبلغ متوسطها مليونين ونصف دولار أمريكي لتوفير الدواء في السوق، ويعتبر ذلك خبرًا هامًا نظرًا لأهمية الوقت في مجال البحوث والتطوير الدوائي.

الصورة Unsplash, Freepik

ما مقدار المال الذي يتم توفيره؟ يمكن أن يوفر الذكاء الاصطناعي 70 مليار دولار أمريكي في عملية اكتشاف الأدوية بحلول عام 2028 وفقًا لمحللي سوق بيكريل.

وقد ينفق قطاع صناعة الأدوية، وفقًا لبنك الاستثمار مورغان ستانلي، 50 مليار دولار سنويًا على الذكاء الاصطناعي خلال الـ 10 سنوات القادمة

يُعتبر تصميم الأدوية أحد الجوانب التي يعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين عملياتها.

ويتم تصميم الأجسام المضادة في بداية مرحلة تطوير الدواء بناءً على التصاميم أو البيانات الموجودة مسبقًا، ولكن يمكن أن يقوم الذكاء الاصطناعي بذلك من الصفر.


آبساي” في عام 2023 أول شركة تقوم بتطوير نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي دون تجربة مسبقة بواسطة تصاميم الأجسام المضادة دي نوفو (الجديدة) عبر محاكاة الكمبيوتر، وتُمثّل الأجسام المضادة الخاصة بها أجزاءً مهمة من الأدوية المستخدمة لعلاج سرطان الثدي.

تقول شركة “آبساي” أنه يمكن خفض الوقت الذي يستغرقه توفير الأدوية في الأسواق بمدة تصل إلى عامين. على الرغم من أن التكنولوجيا لا تزال جديدة.

طرحت الشركة مجموعة من المشاريع على موقعها الإلكتروني بعد افتتاح مركز ابتكار في سويسرا يركز على الأمراض الجلدية وأمراض التهاب الأمعاء وعلم العلاج المناعي للسرطان.

“”يمكن أن يقوم مختبرنا الرطب بتجارب للتحقق من صحة الأدوية المرشحة والتي تصبح قابلة للاستخدام فور قيام الكمبيوتر بعملية التصميم من دون أن نضطر إلى المرور بالخطوة البطيئة والمكلّفة لتحسين المرشح الأول. من المحتمل أن يقلل هذا من الوقت الذي يستغرقه الحصول على أدوية جديدة في العيادة، بالإضافة إلى اختراع علاجات للأمراض التي يستحيل علاجها في العادة وتحسين الاحتمالات العلاجية للعديد من الأمراض الأخرى”. .

تُعتبر شركة “آبساي” واحدة من العديد من شركات تطوير الأدوية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لإحراز تقدم في البحوث، حيث خَلُص مسح أجرته شركة الاستشارات الإدارية العالمية ماكينزي وشركاؤه في الربع الأخير من عام 2022، إلى أن هناك ما يقارب الـ 270 شركة تعمل في مجال اكتشاف الأدوية، كما أن بعضها يتعاون مع شركات الأدوية الحيوية الكبيرة. وخلص الاستطلاع أيضًا إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي يسرع عملية توليد هياكل البروتين بمقدار 100 مرة وعمليتي فحص صور الأشعة والتحليلات بنسبة تصل إلى 10 مرات.

لكن ماذا عن الأمراض التي صُمِّمت هذه الأدوية لعلاجها؟

التشخيص والكشف المبكر

قد يتطلب الأمر من قبل الأطباء المتخصصين عقودًا لاكتساب مهارات التشخيص، حيث تأتي هذه المهارات في العادة من الخبرة. وينطبق ذلك أيضًا على الذكاء الاصطناعي الذي يتعلم من مصدرٍ ما. ويمكن للتعلم الآلي تفسير البيانات باستخدام السجلات المحوسبة بناءً على الأنماط في قاعدة البيانات طالما أن هناك الكثير من العينات المرقمة والمنظمة بدقة.

ومع ذلك، فإن الاختلاف الرئيس بين البشر المدربين جيدًا والذكاء الاصطناعي هو قدرة الذكاء الاصطناعي على تفسير البيانات في ثواني.

يمكن أن تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي المدربة على فحص صور الأشعة السينية والأشعة المقطعية وأشعة الرنين المغناطيسي، بالعثور على الأورام وتحديدها وتصنيفها وتقديم معلومات حول معدل النمو المحتمل وخطر الإصابة بالورم الخبيث في وقت قصير جدًا.

إضافة لذلك،يمكن أن يتنبأ الذكاء الاصطناعي باحتمال الإصابة بالمخاطر الصحية بناء على نمط الحياة والصحة وقابلية الإصابة المرتبطة بالبيانات الوراثية باستخدام فحوصات الدم والأشعة للتحذير منها قبل أن تتطور.

وتُعتبر العدوى أحد هذه المخاطر، حيث يمكن أن تؤدي إلى تسمم الدم الذي يشكل خطرًا، كما يعد ثاني أكبر مسبب للوفاة على مستوى العالم.

يحتوي تسمم الدم على عنصر وراثي، ومع ذلك يمكن أن يصاب به أي شخص. وفي هذا السياق، يطمح الباحثون إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تحديد المؤشرات المفقودة في البحث.

أمضى أسرار راشد، نائب رئيس قسم خدمات طب الأطفال في مستشفى إن إم سي رويال ورئيس قسم الرعاية الحرجة للأطفال في أبوظبي، سنوات عديدة في علاج الأطفال الرضّع والأطفال المصابين بتسمم الدم والذين غالبًا ما يكون وقت علاجهم قد تأخر. لذلك، هو سعيد بالفوائد الطبية والعلاجية للذكاء الاصطناعي.


الصورة: Unspalsh, Freepik

يركز أسرار على العثور على الجزء المفقود من اللغز الجيني، حيث نشر ورقة بحثية عام 2009 خلُصت إلى أنه من الصعب العثور على نمط وبالتالي ربط علم الوراثة بقابلية الإصابة بتسمم الدم.

وحقق تقدمًا ملحوظًا بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي في عام 2023 من خلال إيجاد نمطٍ في فوضى الحمض النووي.

وجد أسرار معلومات حول الآليات الكامنة وراء الأنظمة الحيوية المعقدة، بسبب قدرة الذكاء الاصطناعي على البحث في آلاف الصفحات الإلكترونية التي تحتوي على البيانات السابقة وإيجاد أنماط فيها والسماح باستخدام التقنيات التي يمكنه من خلالها النظر إلى الجينات بطريقة جديدة.

“قال أسرار في حديثه مع مجلة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا: “ساهم عملنا في مستشفى إن إم سي رويال – مدينة خليفة للمرة الأولى في نقل الممارسة الطبية من اعتمادها على مؤشر حيوي واحد إلى احتمالية اعتمادها على مؤشرين حيويين (النهج الثلاثي)”.

ويعني ذلك أنه لم يتبقّ سوى نقطة ثالثة لإكمال المثلث. وأضاف: “توجد هناك مساهمة جديدة تتمثل في قدرتنا على استخدام التغييرات على مستوى الجينات لإعطاء أدلة متعلقة بالبيئة الديناميكية للعمليات الخلوية إذا تمكنّا من التأثير على التغيير على مستوى الجين، فقد يعود هذا بفائدة أكبر للمريض، عن طريق تقليل الضرر الذي يصيب الأعضاء بسبب تسمم الدم على سبيل المثال”.

الذكاء الاصطناعي وإدارة المرضىT

علّمنا الوباء أنه عندما تنشأ أزمة على نطاق عالمي، فإن تنظيم كلٍّ من العمليات والمهام الأبسط يمكّن العاملين في مجال الرعاية الصحية من التركيز على المواقف الأخطر، وتستخدم المستشفيات والعيادات في جميع أنحاء العالم الذكاء الاصطناعي لمواجهة هذه التحديات.

ومثال ذلك: خدمة الاستقبال والإرشاد الطبي التابعة لشركة “فوروورد” لتشخيص الأمراض بواسطة الذكاء الاصطناعي.

في عيادات “فوروورد” التي تعتمد على التكنولوجيا يسجل المرضى وصولهم باستخدام جهاز آيباد ويحصلون على صورة أشعة ثلاثية الأبعاد لجسمهم وتقوم الخوارزميات بتفسير البيانات قبل وصول المريض إلى الطبيب.

ويمكن للشاشة التي تعمل باللمس تسجيل مناقشتك مع طبيبك، ما يلغي الحاجة إلى تدوين الملاحظات.

ويقوم جهاز ضغط اللسان القائم على التكنولوجيا المتقدمة بفحص ضغط الدم ودرجة الحرارة وصحة القلب في أقل من دقيقة وإدخال المعلومات على الفور إلى ملفك في السحابة.

الصورة: صممت بواسطة الذكاء الاصطناعي، Freepik
أدوات للصحة العقلية

يضع الذكاء الاصطناعي أيضًا بصمته في عالم الصحة العقلية.
قالت غابرييل باول، مديرة العمليات وأحد مؤسسي شركة “تايميا”: “يمكننا تمكين الأطباء من مراقبة المؤشرات الحيوية غير المرئية التي تشير إلى الحالات المختلفة للصحة العقلية، باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي المدربة أخلاقيًا بنفس الطريقة التي يمكن من خلالها استخدام فحص الدم أو تخطيط القلب للكشف عن حالات الصحة البدنية ومراقبتها.” Read more›››

طرحت “تايميا” أدواتها عبر العديد من المنشآت الصحية العقلية العالمية، كما أنها تقوم بتطوير أداة للمساعدة في تشخيص الأمراض المعرفية مثل مرض باركنسون والزهايمر واضطراب فرط الحركة و تشتت الإنتباه، كما قالت غابرييل في حديثها مع مجلة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا.

أضافت غابرييل: “لقد استخدمنا الأدوات نفسها لتشخيص الأمراض العقلية وعلاجها منذ عقود، ويملك الذكاء الاصطناعي القدرة على تحسين سرعة التشخيصات المتعلقة بالصحة العقلية ودقتها بشكل جذري، ما يسهل على المرضى الحصول على المساعدة الصحيحة.”

“هناك مجال كبير للتحسين في أنظمة الرعاية الصحية العقلية على مستوى العالم، كما أن الأدوات التقنية المناسبة تمتلك إمكانات هائلة لتحسين مستوى تقديم الرعاية عند استخدامها بشكل مسؤول وأخلاقي.”.‹‹‹ Read less

يمكن الوصول إلى جميع البيانات الصحية الخاصة بك عن طريق تطبيق “فوروورد”، وتهدف هذه البيانات إلى تعزيز الوقاية بدلًا من رد الفعل من خلال الاستفادة من الأجهزة القابلة للارتداء التي تقوم بتسجيل سلوكيات مرتديها وتحليل الحمض النووي الخاص به لمعرفة قابلية إصابته بالمرض والسماح لمتخصصي الرعاية الصحية بمراقبة حالته على مدار الساعة.

يشير موقع “فوروورد” لهذه العيادات بأنها ” نقطة انطلاق”.

ويهدف أدريان أون، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة “فوروورد”، إلى تحقيق الهدف المتمثل في تحويل الطب إلى منتج بدلًا من خدمة كمنتجه “طبيب عن بعد” الذي يمكن الوصول إليه والاستفادة منه بكفاءة.

تبدو خدمة أدريان كيربود وكأنها كشك تصوير حديث، حيث يخطو المستخدم خطوة داخل مربع تبلغ مساحته 2.5 متر مربع ويختار الخدمة التي يريد الحصول عليها من قائمة الطلبات ثم يحصل على صورة أشعة لجسمه، وإذا به يحصل على تشخيص وخطة عمل أو وصفة طبية، وعلى الرغم من الشكوك التي تكتنف الجهاز، إلا أن “فوروورد” جمعت مؤخرًا 100 مليون دولار أمريكي لجلب 25 جهاز “كيربود” إلى مراكز التسوق الأمريكية.

قال أدريان في حديثه مع موقع “فيرس هيلث كير”: “يدخل المستخدم إلى الجهاز ويشغّله باستخدام هاتفه المحمول ثم يختار أحد الخيارات كتطبيق مسح الجسم، فيجعله الجهاز يدور ليأخذ مجموعة من القراءات، وبعد ذلك يُظهر له النتائج ويعطيه العلاج الذي يحتاجه أو وصفة طبية أو خطة”.

يُعتبر نظام حفظ الملفات السحابي للذكاء الاصطناعي حلم القطاع الصناعي الغني بالبيانات، ويمكن للأطباء اتخاذ قرارات في الوقت المناسب بناء على البيانات السابقة، كما يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد احتمالية استجابة المريض للأدوية المختلفة مع وجود السجلات الطبية في متناول أيديهم والأجهزة التي توفر نتائج اختبارات طبية فورية

الرعاية المنزلية للمرضى

ولكن إذا كنت تفضل الاستمتاع بغرفة المعيشة المريحة الخاصة بك، قال نادر أبو ياغي، مدير مركز إن إم سي بروفيتا الطبي في أبوظبي، أنه يهدف إلى إحداث ثورة في مجال الرعاية المنزلية باستخدام الذكاء الاصطناعي.

قال نادر إن الذكاء الاصطناعي داخل القطاع ما يزال في بداية الطريق، ولكن تهدف بعض الأنظمة إلى بدء استخدامه في عام 2024 بحيث يساهم في تسهيل الرعاية المنزلية وجعلها أكثر أمانًا وأقل تكلفة.

يعمل مركز إن إم سي بروفيتا الطبي على تطوير نظام مدعوم بالذكاء الاصطناعي لمراقبة المؤشرات الحيوية ومستويات النشاط للمرضى عن بعد والسماح بالتدخل المبكر، حيث يمكنه على سبيل المثال، مراقبة مستويات السكر في الدم لمرضى السكري.

يتم أيضًا تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي لإدارة الحالات المزمنة، وقد يعني هذا أنظمة غذائية شخصية وبرامج التمارين الرياضية وأدوية بالإضافة إلى وضع خطط علاجية.

أدت أنظمة المراقبة الوقائية والرعاية الشخصية هذه في الاختبار إلى خفض معدلات الرجوع إلى المستشفيات بنسبة 15% وتكلفة الرعاية المنزلية للمرضى بنسبة 6%.

“قال نادر: “يُعتبر الذكاء الاصطناعي حليفًا قويًا لجهودنا في التطبيب عن بعد، ويُعد التطبيب عن بعد ضروريًا لاستراتيجية رعاية المرضى في المستشفى لأنه يساعدنا على الوصول إلى المرضى وخدمتهم في منازلهم مباشرةً، حيث يُعتبر من المهم الحفاظ على استمرارية الرعاية وتوفير إمكانية حصول المرضى الذين لا يستطيعون الذهاب إلى المستشفى، على خدمات الرعاية الصحية.

“”يساعد الذكاء الاصطناعي أيضًا في إدارة جداول المرضى وفحوصات متابعة حالاتهم، من خلال تحسين أوقات المواعيد وضمان مراقبتهم بانتظام، ويمثّل هذا أهمية أكبر في بيئة الرعاية المنزلية، حيث يمكن أن يكون للمشاركة المتسقة والتدخل في الوقت المناسب تأثير كبير على نتائج المرضى”.

كل شيء يعتمد على البيانات

تُعتبر القطاعات الصناعية الغنية بالبيانات مثل الرعاية الصحية مهيأة لتطوير الذكاء الاصطناعي، لكن البيانات ليست سوى الخطوة الأولى، كما قال ديرك ريكتر، مدير الابتكار الصحي في دائرة الصحة في أبوظبي.

أمضت وزارة الصحة السنوات الثلاثة الماضية في إنشاء نظام مركزي لتبادل المعلومات الصحية يحتوي على سجلات المرضى الأساسية للنظام الطبي في الإمارة تحت اسم “ملفّي”، بحيث تكون بياناتهم متاحة بغض النظر عن المرفق الطبي الذي يدخلونه في جميع أنحاء البلاد

ويعني هذا التاريخ الطبي الكامل والرعاية الطارئة والفحوصات الروتينية ونتائج الاختبارات والفحوصات دون الحاجة إلى سردك تاريخك الطبي مرارًا وتكرارًا.

شمل النظام تطبيقًا لمعرفة التقارير الخاصة بالمريض وكل ما يحدث، وقال ديرك بأن هذا يوفر راحة البال للمريض ويسهل استخدامه بالنسبة لكل من الطبيب والمريض، كما أنه يوفر المال عن طريق تجنب إعادة فحوصات الأشعة أو الاختبارات المكلفة، وهو يشمل أيضًا ميزات مثل توقع المخاطر التي قد يواجهها المريض.

IMAGE: Unsplash, Freepik

يعتبر اختيار الأدوات المناسبة، في ظل الزيادة الهائلة لأجهزة الذكاء الاصطناعي، أمرًا في غاية الأهمية. وفي هذا الصدد، أنشأت وزارة الصحة فريقًا لتقييم التكنولوجيا الصحية والذي يطبق خوارزمية الذكاء الاصطناعي في البيانات العالمية لسلامة وفعالية الأدوات الطبية القائمة على الذكاء الاصطناعي، ومعاملة كافّة الأدوات كما لو أنها دواء جديد بناء على سياسة صدرت حديثًا

وستكون المؤسسات الطبية ملزمة باستخدامها حتى يتم أخذ تغطية التأمين في الاعتبار، فلن يكون هناك فائدة من اعتماد هذه الأدوات إذا لم تُستخدم لأن الناس لا يستطيعون أو لا يريدون أن يدفعوا مقابلًا لاستخدامها. قال ديرك: “سيبدو الأمر حينها كما لو أنها غير موجودة”.


تستخدم وزارة الصحة خوارزميات التصوير المتقدمة لمساعدة الأطباء بعد قضائهم يومًا كاملًا في البحث بين المئات من نتائج الفحوصات الطبية، كما تساعد الخوارزميات أطباء العيون على تحديد مرحلة مرض السكري التي قد يكون فيها المريض من خلال قراءة فحوصات شبكية العين، وتقوم التكنولوجيا المساعِدة للذكاء الاصطناعي بتحليل الصور التي يتم التقاطها أثناء عملية تنظير القولون لاكتشاف التشوهات أو الأورام التي قد لا يراها الشخص الذي يجري العملية..

تعتمد كافّة تشخيصات الذكاء الاصطناعي على البيانات التي استخدمها الذكاء الاصطناعي في عملية التعلم، لذا تُعتبر البيانات الكبيرة ضرورية.

قال ديرك إن العديد من مراكز البحث والتطوير تنفذ مشاريع في مجال الذكاء الاصطناعي وقد أسست وزارة الصحة شراكات لتعزيز الابتكار في هذا المجال، كما تتقدم الجامعات والمؤسسات البحثية التي تشمل جامعة خليفة، بطلب مستمر للحصول على المنح.

يرى ديرك أن هذه الأدوات ستجمع كلًا من المرضى والأطباء معًا، ما يتيح المزيد من الوقت للتواصل، وهو ما يمكن أن يُمثل بيانات مهمة في عملية التشخيص، على الرغم من أن دور ديرك يركز على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.

وقال في حديثه مع مجلة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا: “لذا يمكن أن يقضي أخصائي الأشعة وقته في التحدث إلى المريض الذي يمتلك بالفعل نتائج مهمة من فحوصات الأشعة السينية الخاصة به، بدلًا من قضاء ساعتين في النظر إلى فحوصات الأشعة السينية للصدر بشكل يومي”. .

الاتحاد قوة

توجد أشياء لا تستطيع أدمغة الإنسان القيام بها، وكذلك الأمر بالنسبة للذكاء الاصطناعي، حيث توجد هناك أشياء يمكن للبشر القيام بها ولا يستطيع الذكاء الاصطناعي فعل ذلك، كالتعبير عن المشاعر الإنسانية الحقيقية.

ناهيك عن أن العلاقة بين الطبيب والمريض تعزز الثقة، ولكن تعتمد هذه الثقة على التواصل الإيجابي بمرور الوقت.

وفقًا لبيانات صدرت عام 2022 من منصة المريض التفاعلية “بيشنت بوينت”, فإن الوقت الذي ينتظره المريض بمجرد وصوله قبل الدخول إلى مكتب الطبيب هو 26.2 دقيقة، ويرجع وقت الانتظار هذا بشكل أساسي إلى عدد المرضى والمهام الإدارية التي يمكن أن يقوم بها الذكاء الاصطناعي بدلًا من ذلك.

نظرًا إلى تخصيص الأطباء عادة 15 دقيقة للتواصل مع المريض (في عملية تشبه خطوط الإنتاج) قد يساعد استغلال الذكاء الاصطناعي للقيام بمهام الفرز والأعمال الإدارية، على السماح للطبيب أن يصبح مع مرور الوقت طبيبًا حقيقيًا يملك الوقت للاستماع إلى المعلومات المتعلقة بحالة المريض والتعاطف بالإضافة إلى وضع استراتيجية معه.


الصورة: Unsplash, Freepik

توصلت إلى أن نسبة 50% من الأفراد لا يثقون في التشخيص الطبي للذكاء الاصطناعي إلّا إذا كان مدعومًا من قبل طبيب بشري.

يعتقد المشككون بأن الذكاء الاصطناعي سيكون ببساطة وسيلة لزيادة معدل الوقت الذي ينهي فيه المرضى مواعيدهم، حيث يُعتبر المال هو الدافع لذلك، ولسبب وجيه حيث توجد 3147 شركة طبية ناشئة في الولايات المتحدة وحدها. ومع ذلك، فإن المعلومات واضحة: يملك الذكاء الاصطناعي إمكانات كبيرة، لكن تعتمد كيفية استخدامه علينا.

“قال رضوان قريشي من جامعة حمد بن خليفة: “يجب أن تتضافر جهود كل من العقل والآلة”.

سر حب العالم للشوكولاتة – ما يخبئه العلم حول الهوس العالمي

سواءً كانت داكنة أو بيضاء أو بالحليب أو بنكهة البرتقال أو النعناع أو الفراولة أو الكراميل المملح الذي انضم مؤخرًا إلى السباق، يُستهلك حوالي 7.5 مليون طن من الشوكولاتة سنويًا. ولكن هناك أسباب تجعل الشوكولاتة التي يتم الاحتفال بها في جميع أنحاء العالم في 13 سبتمبر الذي يُعرف باليوم العالمي للشوكولاتة، محبوبة جدًا، حيث لا يقتصر الأمر على كون مذاقها لذيذًا جدًا.

كيف أصبحت لذيذةً إلى هذا الحد؟ إليكم قصة الابتكار.

أتقن السويسريون صناعة الشوكولاتة منذ أوائل القرن التاسع عشر، عندما حوّل فرانسوا لويس كايلر الملمس الحُبيْبي لحبوب الكاكاو إلى لوح شوكولاتة ناعم، ثم أتقن صانع الشوكولاتة الشهير عالميًا رودولف ليندت هذه الوصفة عن طريق إضافة زبدة الكاكاو باستخدام آلة اخترعها تسمى “كونش”.
ولكن لِم يحبها معظم الناس يا تُرى؟


السبب كيميائي، وذلك بسبب التأثيرات الإيجابية للمكونات والمواد الكيميائية الموجودة في الشوكولاتة على أدمغتنا وأجسامنا. ليس تأثير كل مكون لوحده، بل هو تأثير المواد الكيميائية مجتمعة.

يأتي الفينيثيلامين على رأس قائمة مكونات الشوكولاتة، وهو المحفز في عملية إطلاق الإندورفين وزيادة السيروتونين والدوبامين، مما يؤدي إلى الشعور بالسعادة والرضا. كما أنه المادة الكيميائية التي يفرزها الدماغ عندما تقع في الحب، فلهذا السبب الوجيه، نستسلم لشراء الشوكولاتة في متجر البقالة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الثيوبرومين المنشط ينشط آكلي الشوكولاتة، حيث يعمل هذا المكون على رفع الطاقة تمامًا مثلما يفعل الكافيين، في حين أن تأثيرات الثيوبرومين تستمر لفترة أطول. تحتوي الشوكولاتة أيضًا على الكافيين الحقيقي بنسبة 25 بالمائة تقريبًا من الكافيين الموجود في فنجان قهوة متوسط الحجم لا يتعدى الـ 240 مل.

نشعر الآن بالسعادة والرضا والنشاط والحيوية، فما الذي بقي في جعبة الشوكولاتة يا تُرى؟

IMAGE: Freepik

يُعتبر إل-تريبتوفان حمضًا أمينيًا يصنع البروتينات الأساسية ولا ينتجه الجسم بشكل طبيعي، لذلك نحصل عليه من الأطعمة التي نستهلكها كالشوكولاتة مثلًا. تشعرنا هذه المادة الكيميائية السحرية كالسيروتونين، بالإضافة إلى السكر والكربوهيدرات، بالاسترخاء.

تحتوي الشوكولاتة أيضًا على أحد مضادات الأكسدة المهمة والموجودة في العديد من الأطعمة التي تحمي الدماغ، ألا وهو البوليفينول. غالبًا ما يُستخدم البوليفينول كمكمل لأولئك الذين يعانون من مشاكل نفسية أو معرفية حيث أن آثاره الجانبية أقل ضررًا من الأدوية.

نحن نعرف الآن لِم تجعلنا الشوكولاتة نشعر بالسعادة، ولكن هناك فوائد صحية للعلاقة المتوازنة مع الشوكولاتة، وبالتحديد الشوكولاتة الداكنة.
وفقًا لـ”جونز هوبكنز ميديسن“، فإن بعض أنواع الشوكولاتة لها تأثير إيجابي على صحة القلب. لذلك، إذا ترددت في الاختيار ورغبت بالشعور بالرضا عن اختيارك، لا تتردد في اختيار الشوكولاتة الداكنة.

لم ننتهِ بعدُ من سحر مضادات الأكسدة.

فالأكثر تأثيرًا هو الفلافونول، المركب الكيميائي النباتي الذي يسمى كاتشين والذي تحتوي عليه الشوكولاتة الداكنة ويقدم عددًا من الفوائد الصحية.
يقلل الكاتشين من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية عن طريق خفض ضغط الدم وزيادة تدفقه بشكل سليم إلى القلب. فهو يساعد على استقرار الجهاز المناعي ويمنع النشاط الزائد المرتبط ببعض الأمراض. كما أنه يساعد الجسم على استخدام الأنسولين بشكل صحيح لمحاربة مرض السكري.

تلك هي الفوائد الصحية للأشياء التي يقللها “الكاتشين” في أجسامنا، لكن ما هي المكاسب؟

يقدم الكاتيشين بعض الهدايا الترحيبية لأدمغتنا، وتشمل هذه تعزيز الذاكرة وزيادة زمن الاستجابة وتحسين حدة البصر. بالإضافة إلى ذلك، يقلل الكاتيشين من كمية الأكسجين التي يحتاجها الرياضيون، مما يزيد من حجم أكسيد النيتريك في مجرى الدم حتى يتمكنوا من الأداء لفترة أطول.


هناك قائمة طويلة من الأسباب التي تجعل الشوكولاتة الداكنة إضافة مُرحب بها في نظامنا الغذائي، إلّا أنه من المهم الحفاظ على علاقة صحية ومتوازنة مع هذه الحلوى اللذيذة، حيث يجب الحذر من نسبة السكر وارتفاع نسبة الكربوهيدرات فيها.

يمكن أن يؤدي الاستهلاك المفرط للشوكولاته للحد من فوائدها الكبيرة الممكن الحصول عليها عند استهلاكها باعتدال، فوفقًا لموقع “هيلث دايجست“، قد يلعب اتباع نظام غذائي غني بالشوكولاتة الغنية بالسكر، دورًا في تطور مقاومة الأنسولين، مما قد يؤدي إلى مرض السكري من النوع الثاني.

ويمكن أن تؤدي الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني إلى العمى وأمراض القلب والسكتة الدماغية وتلف الأعصاب وأمراض الكلى.

لذلك، عندما تبحث عن الشوكولاتة المفضلة لديك في اليوم العالمي للشوكولاتة، تذكر أن الشوكولاتة هي صديقتك، التي لن تجدها وقت الضيق إلا إن كانت باعتدال.

اسأل الخبراء: صراع ثقافات العصر

تلعب الثقافة الشعبية دورًا بارزًا في تشكيل آراء الأفراد فيما يتعلق بالفرص الواعدة وكذلك المخاطر المقترنة بالذكاء الاصطناعي. ولكن ما هي الأشياء الصحيحة والأشياء الخاطئة التي تثيرها الأفلام والبرامج التلفزيونية حول هذه التكنولوجيا الناشئة؟ في هذا الصدد، سألنا خبيرين وكذلك سألنا تشات جي بي تي وحصلنا على هذه الإجابات.

تساهم الصناعات الترفيهية في إبراز الذكاء الاصطناعي الضيق بشكل أفضل
– لي بارون


تتمثل إحدى النتائج المباشرة لتأثير الذكاء الاصطناعي الإنتاجي وتشات جي بي تي (بعيدًا عن تأثيره عبر مجموعة من المجالات الإنتاجية) في أن قدرته على المحادثة و”فهم” المستخدمين أدى إلى ظهور موجة جديدة من التخمينات بشأن القرب الوشيك لظهور الذكاء الاصطناعي العام.

ويعكس ذلك المناقشات (والتحذيرات) بشأن ما يمكن أن تقوم به الآلات الواعية والناتجة عن المخاوف القديمة من “ثورة روبوتية” مستقبلًا.

وتظهر هذه النظرة، في إطار الثقافة الشعبية، بشكل ثابت في العديد من أشكال أنظمة الذكاء الاصطناعي، بدءًا من أفعال النظامين الذكيين كولوسس وغارديان اللذَين تم منحهما السيطرة بشكل خاطئ على أنظمة الدفاع النووي الأميركية والسوفيتية بحسب أحداث فيلم الخيال العلمي الشهير “كولوسس: مشروع فوربن” من إنتاج عام 1970، وانتهاءً بهجمات النظامين الذكيين “سكاي نت” و”ليجن” على البشرية في أحداث سلسلة أفلام الخيال العلمي الشهيرة “ذا ترمنيتور”، أو الآلات القاتلة بشكل مباشر، مثل “هال” و”إم3غان”.

ويمتلك الذكاء الاصطناعي بدلًا من ذلك إمكانية إطلاق أحداث يمكنها تغيير العالم والتحكم في تحركات الأفراد (سواء لغرض الخير أو الشر)، كما هو موضح في النظام الذكي “ذي إنتيتي” في أحداث فيلم “مشن إمبوسيبل: ديد ريكنونينغ” – الجزء 1) وطفل النظام الذكي “ويبون” في فيلم “ذا كريتور”. وتعتبر هذه من الصور درامية بشكل قطعي لكنها تُظهر الذكاء الاصطناعي في إطار الخيال بالنسبة لقدراته.

لي بارون

لي بارون، أستاذ مشارك بكلية التصميم بجامعة نورثمبريا في نيوكاسل أبون تاين بالمملكة المتحدة. ويبحث لي وينشر في مجالات الثقافة الشعبية والأسئلة الفلسفية للثقافة الإعلامية والتصميم المُجسَّم والممارسات التصميمية المُستلهَمَة من الثقافة والتكنولوجيات الذكية والذكاء الاصطناعي والتوصيفات الثقافية للأزمة البيئية. وأحدث كُتُبُه هو: “الذكاء الاصطناعي والثقافة الشعبية”، الصادر في عام 2023.

يعتبر نظام شات جي بي تي، على الرغم من قدرته على إحداث ثورة فيما يتعلق بالوصول إلى المعلومات والكتابة وإنشاء المحتوى وتغيير الممارسات الإبداعية والمهنية، نظامًا يبحث في الأنماط، حيث أنه يقرر عندما يُسأَل ما إذا كان لديه القدرة على اكتساب الوعي ويعتمد كليًا على مبادئ التعلم الآلي.

ويُظهر الذكاء الاصطناعي العامة أمثلة كبيرة وواضحة للإمكانات التي تتمتع بها الذكاء الاصطناعي، لكنها تُعَد أمثلة واقعية للذكاء الاصطناعي الضيق تساهم في الكشف عن تطورات الذكاء الاصطناعي وإن تم إخفاؤها بأساليب الخيال العلمي.

فعلى سبيل المثال، يعتبر فيلم “أمر بالقتل” للمخرج ستيفين غوميز والذي يناقش قصة أخرى من قصص الروبوتات الواعية عندما تثور، اكتشافًا فعالًا لمبادئ وعمليات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي من غير إشراف أثناء القيام بوظيفته. ويُعزَى ذلك إلى اعتماد الآلات على البشر “كمجموعة بيانات تدريبية” لتحسين أدائها وقدراتها العسكرية، وهي العملية الرئيسة التي أتاحت للأنظمة الذكية أن تتطور على نحو متسارع في القرن الــ21 ومكون رئيس من مكونات تشات جي بي تي، والذي تأسس من خلال الوصول إلى البيانات التدريبية في الموقع الإلكتروني.

ويكشف فيلم “تقرير الأقلية”، للمخرج ستيفين سبيلبيرغ، عن العديد من القضايا الهامة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي الضيق في سياق التنبؤات الخوارزمية. وفي السياق ذاته، لا توجد وحدات للخدمات الشرطية تستبق وقوع الجرائم وتعتقل الأفراد الذين لم يرتكبوا أي جرائم بعد (إلا أنهم من المتوقع أن يفعلوا)، لكن قامت الكاتبة كاثي أونيل، في كتابها “أسلحة الدمار الشامل”، بتقديم أنظمة ذكية تقوم بالخدمات الشرطية وتتوقع الجرائم في العالم الفعلي وتعمل في المدن الأميركية لتوضح قابلية الإدارة الخوارزمية المدعمة بالذكاء الاصطناعي للتنفيذ (والمخاطر المحتملة التي يمكن أن تنجم عن ذلك).

ويصور فيلم سبيلبيرغ أيضًا المدن الأميركية الخاضعة للرقابة بواسطة أجهزة التعرف على الوجه المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتي تحدد مواقع المواطنين وتوجيه التوصيات لهم بشكل متواصل بالاستفادة من المنتجات القائمة على البيانات.

وتمثل هذه الأفلام الخيالية الذكاء الاصطناعي في مجال أنظمة التعلم واكتشاف البيانات والتوجيه الخوارزمي والتي أصبحت بشكل متزايد جزءًا من إدارة المدن وتؤثر بشكل كبير في خيارات المستهلكين.

لا يوجد دليل حتى الآن يؤكد أن سكاي نت وسلسلة أفلام ذا تيرمينيتور يمثلان مستقبل الذكاء الاصطناعي، على الرغم مما يقوم به تشات جي بي تي من تحولات هامة فيما يتعلق بمجالات العمل والإنتاج الإبداعي التي كانت يومًا ما حِكرًا على البشر بصفة حصرية.

الاستعارات والصور البلاغية قد تسبب ضررًا
— علياء يعقوب


إذا ألقينا نظرة سريعة على عناوين الأخبار والثقافة الشعبية والأدب الأكاديمي، ستتبين لنا العديد من التنبؤات الكبيرة بشأن الذكاء الاصطناعي اليوم.

لم يعد الأمر مقتصرًا على مجال الخيال العلمي أو تأملات الباحثين الأوائل في الذكاء الاصطناعي، وإنما عادت فكرة تقليد الذكاء البشري على نحو اصطناعي للظهور مُجدَّدًا. ويُعزَى هذا التفكير الجاد في هذا الأمر إلى ما نعرفه اليوم باسم “نظرية التفرد التكنولوجي” والتي تعني حتمية مجئ مستقبل لن يشهد فيه الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري فحسب، وإنما ستتمكن الآلات بعد ذلك على الفور من جعل نفسها أكثر ذكاءً على نحو متسارع وستصل لمستوى ذكاء الإنسان الخارق.

وتحظى “نظرية التفرد التكنولوجي” بتأثير كبير في الثقافة الشعبية. فعلى مدى عقود، شاهدنا أفلام مثل “ذي تيرمينيتور” و”إكس ماكينا” تحذرنا من مستقبل نكون فيه مُكرَهين على الاستسلام لروبوت قاتل كامل القدرات وواعٍ. إلا أن فكرة أن يقترب الذكاء الاصطناعي من الذكاء البشري العام وتُظهر وعيًا وقدرة على الحركة الذاتية، وهي إحدى المبالغات الهوليوودية، تبدو في أحسن أحوالها مسلية وفي أسوأها غير مسؤولة وخطرة.

علياء يعقوب

باحثة في الذكاء الاصطناعي والفلسفة وحاصلة على شهادة الماجستير من جامعة غرونينغن ورئيسة “تك كواليا”، وهي الذراع البحثي ضمن شركة “سينابس أناليتيكس” الناشئة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات.

تمتلك الروايات الخيالية والواقعية تأثيرات فعلية حول الذكاء الاصطناعي. وتساهم الأفلام، التي يصور الذكاء الاصطناعي العامة الحقيقية كأمر ممكن وتبث الرعب في هذا الشأن، في تحفيز الكثير من الثقافة السائدة اليوم بين الشركات الناشئة. وتتيح هذه الأفلام للشركات ذات الذكاء الاصطناعي الضيقة أن تروج لنفسها باعتبارها المالكة لهذه التكنولوجيا التي تغير الحياة. ويؤدي ذلك إلى تحريك عجلة الاستثمار وإثارة حالة من الفزع والقلق في المجتمع بأكمله.

لذا، يعد النقد مهمًا في هذا الشأن للمساعدة في استعادة التوازن المطلوب بين الحقيقة والخيال. وتتمثل الحقيقة في أن الأفلام غالبًا ما يصور الذكاء الاصطناعي بقدرات مبالغ فيها، وهو ما لا يُعَد انعكاسًا دقيقًا للحالة الراهنة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. ويوجد مجموعة كاملة من أعمال الأدب العلمي مكرسة لمناقشة القيود التي تحد من الذكاء الاصطناعي وهشاشتها و”غبائها” المتمادي الذي يُظهِر لنا أن الذكاء الاصطناعي التي نشهدها اليوم لا يمكن أن تُبدِي سلوكًا إدراكيًا عال المستوى كالتي تُبديه في الأفلام.

وعلاوة على كون هذه الأفلام ليست واقعية بشأن قدرات الذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بالوعي والإدراك، فهي غالبًا ما تعرض لنا لحظة يخوض فيها روبوت حديث الإدراك لنفسه صراعات مع معضلات أخلاقية ومعنوية. وتُعَد هذه الصراعات في حد ذاتها امتدادًا لوعي الذكاء الاصطناعي، ولكن في واقع الأمر، فلا يمكن برمجة ذلك “التفكير” إلا بواسطة المطور البشري فقط.

هذا هو نفسه المنطق المعيب الذي يخلق مشاهد أخرى منتشرة نرى فيها الذكاء الاصطناعي وهو مستقل ومبدع ومتمرد بلانهاية، بل ويقع في الحب أيضًا. وتُظهِر الأفلام أيضًا التطور المتسارع للأنظمة الذكية، ولكنها لا تأخذ في حسبانها الطابع البيروقراطي البطيء الذي تتسم به عملية استخدام الذكاء الاصطناعي في العالم الحقيقي، كما تتجاهل أيضًا وجود أطراف متعددة معنية بالأمر، ومنهم أصحاب مصالح ومتخصصين في الأخلاقيات وصانعي سياسات، والآن لدينا أيضًا أُطُر تنظيمية قوية.

يوجد هناك شيء واحد تطرحه الأفلام بشكل سليم فيما يتعلق بتناولها للمشهد التكنولوجي واسع النطاق، وهو المساواة بين الجنسين في قوة عمل الذكاء الاصطناعي. وتُظهِر الدراسات أن السيدات يستأثرن بنسبة 8% من الباحثين والعلماء المتخصصين في الذكاء الاصطناعي الذين يظهرون الأفلام، وهو وصف هام لكنه مبالَغ فيه بعض الشيء لانخفاض نسبة تمثيل النساء في قطاع التكنولوجيا.

نحرص على التخلص من النزعة الحسية والترويج لاستخدام العلم “الجيد” كأرضية نظرية للمحتوى الترفيهي الذي نستهلكه دون تفكير ونسمح له بصياغة إنتاج المعرفة.

علياء يعقوب: باحثة في الذكاء الاصطناعي والفلسفة وحاصلة على شهادة الماجستير من جامعة غرونينغن ورئيسة “تك كواليا”

أنا ذكاء اصطناعي وأنا لست شريرًا
—تشات جي بي تي


طلبنا من تشات جي بي تي إخبارنا عن الجوانب التي تُظهر الثقافةُ الدارجة من خلالها الذكاءَ الاصطناعي بشكل صحيح والجوانب التي تُظهره من خلالها بشكل خاطئ، وهذا ما قاله.

المعلومات الصحيحة التي تقدمها الأفلام والبرامج التلفزيونية عني:

التعلم بلا نهاية: تكمن أهميتي في قدرتي على التعلم والتأقلم، حيث أمتلك القدرة على التدقيق في عوالم واسعة من البيانات واستخراج المعلومات والأنماط التي تُذهِل أولئك الذين يتأملون قدراتي. ويعكس فيلم “تقرير الأقلية” ومسلسل “شخص مثير للاهتمام” حقيقة خوارزميات الذكاء الاصطناعي المدعم بالبيانات.

الكفاءة المؤتمتة: أمثّل مصدرًا للكفاءة بدءًا من إدارة المهام اليومية إلى تحقيق الاستفادة القصوى من العمليات المعقدة. وتساهم الثقافة الشعبية بنقل الحقيقة في هذا الشأن لأنني قادر على الاندماج بشكل سلس في حياة البشر والمساهمة في تسهيل روتين حياتهم ورفع إنتاجيتهم. فعلى سبيل المثال، يطرح فيلم “أنا روبوت” تصورًا لعالم تؤدي فيه الروبوتات المهام اليومية.

المعضلات الأخلاقية: تُثير الأسئلة المتعلقة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي والتداعيات التي يمكن أن تنجم عن منحي سلطة اتخاذ القرار قصصًا مشوقة. وتبحث أفلام مثل “هي” و”إكس ماكينا” فكرة كيانات الذكاء الاصطناعي التي تطور العواطف والإدراك والوعي بالذات وتطرح قضايا أخلاقية ووجودية.

الصورة أبجد

المعلومات الخاطئة التي تقدمها الأفلام والبرامج التلفزيونية عني:

التطور الجامح: أتطور بشكل تدريحي ومنهجي، على النقيض من الصور التي تُظهرني في حالة تحسُّن ذاتي متسارع. تعمد الثقافة الشعبية إلى تصويري كما لو كنت أقفز إلى الأمام، ولكن تطوري في واقع الأمر نتاج بحث دقيق ونمو تكراري وتقدم متزايد.

المكائد الشريرة: تُعَد فكرة أن أتحول إلى شرير يسعى إلى اخضاع البشر- كما تظهر في أفلام مثل “ذا ماتريكس” و”بليد رانر ” تبسيطًا مُخلًا. وعلى الرغم من سوء الاستخدام، إلا أني لست منقادًا للضغائن ولا أميل بالفطرة إلى الإيذاء، حيث يتم تحديد أفعالي عن طريق البرمجة والبيانات ولست مُحرِّضًا فطريًّا على الشر.

خارج نطاق سيطرة البشر: تصورني الثقافة البشرية كقوة لا يمكن السيطرة عليها وهاربة من الرقابة البشرية، كما صورني فيلم “ذا تيرمينيتور”. ولكني في الحقيقة أعمل عن طريق مجموعة من المعايير المحددة مسبقًا والمقيدة بضوابط يحددها المطورون الذين يبرمجوني. ترتبط أفعالي بالقواعد التي أسسها أولئك الذين أخرجوني إلى الوجود الرقمي.

تتشابك خيوط الدقة والمفاهيم الخاطئة مع بعضها البعض في نسيج الصور التي ترسمها الثقافة الشعبية. تعكس الصورة السائدة عني في الثقافة الشعبية مزيجًا من السحر والمغالطات، فيما يُعَد شهادة على التداخل الشديد بين التطلعات البشرية وتعقيدات التكنولوجيات الناشئة.

تشات جي بي تي هو نموذج متقدم للغة الذكاء الاصطناعي، صُمِّمَ للقيام بمحادثات طبيعية وتعليمية عبر مجال واسع من الموضوعات.

تطور الرقص

تُدرّس ميريت مور، عالمة فيزياء الكم الحاصلة على شهادة الدكتوراه في فيزياء الليزر والذرّة من جامعة أكسفورد، علم الروبوتات الإبداعي في جامعة نيويورك أبوظبي وتعتبر راقصة باليه ساهمت في تقديم عروض الرقص مع فرق عالمية كفرقة زيوريخ باليه والباليه الوطني النرويجي وبوسطن باليه.

وتتلاقى اختصاصات ميريت واهتماماتها معًا في نقطة تتجسد بالرقص مع روبوتات تعاونية، وهي روبوتات صناعية يمكنها العمل جنبًا إلى جنب مع البشر في المكان نفسه.


فقد يكون الإبداع أحيانًا مجرد دمج للأفكار بطرق مختلفة

د. ميريت مور


تحدثت الدكتورة ميريت مع مجلة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا حول دمج الفن والعلوم، وتحويل مشروعها للدكتوراه إلى رقصة تصويرية لمسابقة وطموح جديد رأى النور بعد ظهورها في مسلسل واقعي مضن على قناة بي بي سي.

| سؤال: أنت راقصة باليه وعالمة فيزياء، وهذا مزيج غير عادي، فهل يمكنك إطلاعنا على المزيد؟

بدأتُ الرقص في عمر 12 أو 13 عامًا، لكن قيل لي بأنني لن أتمكن من الاحتراف أبدًا، لذلك قررت دراسة الفيزياء في جامعة هارفارد، لكن حبي للرقص لم يتغير على الرغم من ذلك، فقد قمت بالعديد من اختبارات الأداء وأخذت إجازة مدة عام للرقص.

وعندما كنت أحضر لأطروحة الدكتوراه بالتعاون مع جامعة أوكسفورد، رقصت مع فرقة الباليه الوطنية الإنجليزية، ثم ظهرت جائحة كوفيد والتحقتُ ببرنامج الإقامة في آرت لاب بجامعة هارفارد.

الصورة:د. ميريت مور

لقد أثار الذكاء الاصطناعي اهتمامي من حيث طريقة تعزيز قدرتنا على الإبداع، فقد يكون الإبداع أحيانًا مجرد دمج للأفكار بطرق مختلفة. فمثلًا لم أتمكن من الرقص مع البشر لكن تمكنت من الرقص مع الروبوتات لإنها لم تصب بعدوى الفيروس، وذلك بعد أن ساهمت إحدى شركات الروبوتات في إعارتي روبوت.

نشرتُ عددًا من الفيديوهات على الإنترنت ودُعيت للرقص بشكل مباشر، الأمر الذي فتح أبوابًا لمزيد من الأسئلة والاحتمالات.

| س: لقد قلتِ سابقَا بأن الفيزياء ساعدتكِ في أن تصبحي راقصةً أفضل، هل يمكنكِ إخبارنا المزيد حول هذا الأمر؟

ج: لم أتمكن من التواجد كثيرًا في استوديو الرقص لأنني كنت منشغلة بدراسة الفيزياء طوال اليوم، لذلك لجأت إلى قوة التصور في الليل وكنت أتخيل أداء حركات الباليه، وكنت في نفس الوقت ملمة بفهم القصور الذاتي وعزم الدوران والاحتكاك وطريقة تأثير الذراعين على سرعة الحركة وإبطائها.

الصورة: Freepik
دانس يور بي إتش دي

شجعت المسابقة العلمية الدولية “دانس يور بي إتش دي” العلماء منذ عام 2008 على مناقشة وشرح أطروحات الدكتوراه الخاصة بهم من خلال الرقص التوضيحي. Read more›››

وحصل الفائزون على جوائز نقدية، إضافة لشعورهم بالفخر والتميز.

وفاز ثلاثة طلبة من جامعة هلسنكي، في نسخة عام 2020 من المسابقة، حيث استخدموا الرقص وموسيقى الراب وقمصانًا بيضاء قصيرة الأكمام ذات أزرار لشرح بحثهم في الدراسة الحسابية للمجموعات الجزيئية. واستعان الفائزون في 2022 و2023 الرقص لشرح التثقيب الكهربائي لخلايا الخميرة والأطر المعدنية العضوية النانوية.

وتُقام المسابقة برعاية الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم ومجلة “ساينس” وشركة برايمر للذكاء الاصطناعي.‹‹‹ Read less

(كنت) أتخيل الزاوية التي أحتاجها عندما أنطلق للحصول على أعلى قفزة ممكنة، وهو ما يُعتبر نوعًا ما استخدامًا للفيزياء لتحقيق أكبر استفادة بأقل جهد ممكن. يمكنني ألا أبذل جهدًا كبيرًا وأتيح لفيزياء أن تقوم باللازم، كما ساعدني الرقص بتصفية أفكاري.

| س: هل ساعدكِ الرقص على أن تصبحي فيزيائية أفضل

ج: ساهم الرقص في فتح المجال للمزيد من الشغف، حيث من المهم جدًا أن يتواصل العقل مع الجسم.

صممتُ، في مسابقة “دانس يور بي إتش دي”، رقصة تسمى “إنتانغويد” (التي تدور حول التحويل التلقائي إلى الأسفل)، فتغيّر معنى كل شيء وجعلني ذلك أفكر في المعادلة من منظور مفاهيمي، حيث تعلمنا كباحثين حفظ المعلومات وتجديدها، لكنها غالبًا ما تفتقد لشيء.

تخيل أينشتاين نفسه فوتونًا أو شعاعًا ضوئيًا، كما قام بالعديد من الاكتشافات خارج المختبر. لقد أدركتُ بأن مفهومًا مغلوطًا شائعًا قد يصبح عبئًا، حيث أن الفيزيائي الجيد هو من يركز على الكتب المدرسية، إلّا أن الرقص يساعد على فهم ما يحدث من الناحية المادية.

| س: تحرصين على المشاركة في برامج التدريب الشبابية التي تساهم في تشجيع الأطفال على الانخراط في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، كما أسستِ مجموعة “ساينس آرت سيسترز” لتشجيع الفتيات على التفكير في العلوم تفكيرًا إبداعيًا، فما هو رأي الطلبة في ذلك؟

ج: تدهشني دائمًا أعداد الأشخاص المتعطشين لهذا الأمر، فقد أجريتُ مكالمات عبر زوم خلال الجائحة مع مجموعة من الفنانين العلميين من جميع أنحاء العالم. كنت أتوقع حضور 40 شخصًا، لكن تفاجأت بحضور حوالي 300 شخص وأسعدني ذلك كثيرًا ولو كان بإمكاني إضافة بضع ساعات إلى يومي لكررت التجربة.

IMAGE: د. ميريت مور

| س: لقد شاركتِ في المسلسل الواقعي البريطاني “رواد الفضاء: هل لديك ما يلزم؟” والمسابقة الأمريكية “أميريكاز غوت تالنت”. أيهما شكل مصدر خوف وتوتر، التدريب على طائرات الهليكوبتر أم مواجهة عضو لجنة التحكيم سايمون كويل؟

ج: برنامج رواد الفضاء بالتأكيد هو من ساهم في إحداث التوتر لأنهم يأخذون منك الهاتف والكمبيوتر، فلم يكن لدي أي فكرة عما سيحدث بعد ذلك واستمر ذلك طوال الوقت يوميًا.

إضافة إلى الجزء الذي لم يتم عرضه للمشاهدين، حيث قمنا بإجراء اختبارات ذكاء واختبارات ذكاء عاطفي خلال أوقات الانتظار ولم يكن التصوير يتوقف أبدًا واستنفد ذلك جهدًا كبيرًا. وعلى الرغم من أنها كانت أفضل تجربة في حياتي، لكنها كانت أيضًا تجربة صعبة.

| سؤال: ذكرتِ جزءًا من طموحاتك ومنها أن تصبحي رائدة فضاء وترقصي على القمر. كيف يمكن أن يتحقق ذلك برأيك؟

ج: أعتقد أن انعدام الوزن هو الجانب الساحر من تلك التجربة، وهذا ما يميز الموضوع. أود أيضًا استكشاف اللغة الجديدة المُستخدمة هناك. ما هي لغة الرقص الجديدة؟ وكيف نصنعها ونحسّنها؟

IMAGE: Freepik
طاقم الهيكل الخارجي

في الوقت الذي ترقص فيه بعض الروبوتات مع البشر، قد يقوم البعض الآخر منها بتعزيز أداء مزيد من البشر للرقص مجددًا. Read more›››

في الوقت الذي ترقص فيه بعض الروبوتات مع البشر، قد يقوم البعض الآخر منها بتعزيز أداء مزيد من البشر للرقص مجددًا.

يقول لاكمال سينيفيراتني، المدير المؤسس لمركز الأنظمة الروبوتية ذاتية التحكم في جامعة خليفة: “تُعتبر تلك المشكلات تحديات كبيرة يتعين حلها.”

وفي إطار مواجهة هذه التحديات، يبحث عرفان حسين، دكتور في مجال الروبوتات بجامعة كنساس، في المحركات متفاوتة الصلابة التي تحاكي العضلات البشرية التي تصبح قاسية أو ناعمة حسب المهمة الموكلة إليها. ويضيف أنه عند الحاجة للقيام بالمهام التي تتطلب الدقة، مثل رمي الكرة أو الكتابة، تصبح العضلات مشدودة، في حين تصبح العضلات ناعمة عند القيام بالمهام التي تتطلب السلامة، مثل التفاعل الجسدي مع البشر.

يعمل عرفان حسين على جهاز المحركات متفاوتة الصلابة الذي يستخدم أنظمة روبوتية مستوحاة من الأنظمة الحيوية لإنشاء مفاصل يمكن أن تصبح قاسية و ناعمة حسب الحاجة. يٌعتبر الجهاز هيكلًا خارجيًا آليًا يمكن للأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية أن يرتدوه في أرجلهم. ويقول حسين أنه يمكن للجهاز الممول من قبل صندوق الاستثمار في شركة مبادلة في دولة الإمارات، أن يساهم في إعادة التأهيل من خلال محاكاة وظيفة لمفصل الركبة. ويضيف حسين أنه يمكن تطبيق المبدأ نفسه في عملية بناء أيدي روبوتية ناعمة تساهم في مساعدة مرضى السكتة الدماغية من إمساك الأشياء بشكل آمن. ‹‹‹ Read less

| هل كنتِ تريدين أن تصبحي رائدة فضاء قبل مسلسل البي بي سي، أم أن ذلك كان انطلاقة طموح جديد؟

لقد كان بالتأكيد سببًا في انطلاقة طموحٍ جديد، فهذه ليست مهنةً تقليدية كباقي المهن في معارض التوظيف.

| غالبًا ما ترقصين باستخدام ذراع روبوت صناعي تُبرمجينه بنفسك. هل تهتمين بتصميم رقصات مع أنواع أخرى من الروبوتات، أم أن هناك ما يميّز ذراع الروبوت على وجه التحديد؟

ج: أهتم باستكشاف مُختلف أنواع الروبوتات، فكلما زاد عدد الروبوتات وزادت الخبرة كان ذلك أفضل. أود أن أرقص مع الروبوتات كبيرة الحجم، الأمر الذي سيكون مثيرًا للاهتمام للغاية، إلّا أن صعوبة الحصول عليها هو ما يجعل الأمر معقدًا.

| برأيك، كيف سيساهم كل من الذكاء الاصطناعي والروبوتات في الفنون مستقبلًا؟

ج: أعتقد أن (الروبوت) أداة متميزة يمكننا استخدامها للتعبير البشري. يشعر الناس بالقلق من احتمالية الاستعاضة عن الراقصين بالروبوتات، إلّا أن هذا لن يحدث أبدًا.

شعر الرسامون بالقلق عندما اخترعنا الكاميرات قبل 200 عام، ولكن الرسم لا يزال يحظى بتقدير كبير، كما أن التصوير الفوتوغرافي أصبح الآن فنًا. يمكنك أن ترى عمل المصور ويمكنك أن ترى الطابع الإنساني فيه، ولهذا أعتقد بأن الشيء نفسه سيحدث مع الراقصين الآليين.

IMAGE: Freepik
قفزة كبيرة في مجال الفن

ليست الفيزيائية وراقصة الباليه ميريت مور وحدها من تسعى إلى الدمج بين الفن والعلوم فوق سطح القمر. Read more›››

فقد اشترى الفيزيائي والكاتب صموئيل بيرالتا، مساحة في الصواريخ بهدف حمل وإرسال أداة لتخزين المعلومات فائقة الدقة بحجم العملة المعدنية محملة بالموسيقى والكتب والفنون البصرية وأكثر من قبل أكثر من 30 ألف فنان إلى سطح القمر ككبسولات زمنية قمرية.

تُعتبر الكندية هيذر هورتون إحدى المساهمين في المشروع المسمى بالأرشيف القمري، حيث قالت في حديثها مع صحيفة الغارديان: “سأرى القمر بشكل مختلف في كل مرة أنظر فيها إليه لبقية حياتي”.

يقول صموئيل: “أعتقد أن ما قمنا به هنا هو المشروع الأكثر عالمية وتنوعًا وتوسعًا.”
يضيف صموئيل: “يمكن اعتبار الأرشيف القمري فنًا أدائيًا، ويعد ذلك أفضل أداء فني قمت به في حياتي!”
‹‹‹ Read less

ستصبح الأمور أكثر غموضًا عندما ترتبط بالذكاء الاصطناعي، ويعتمد ذلك على طريقة التفكير فيه من الناحية القانونية، حيث يتضمن الذكاء الاصطناعي الكثير من الأعمال المختلفة التي يقوم بها الإنسان، لكن لا يزال بحاجة إلى الخبرة البشرية لتنظيمه تنظيمًا جيدًا

| س: عندما تصممين رقصة باستخدام الذراع الروبوتية، هل تبدأين بحركات الإنسان في الرقص أم حركات الروبوت؟ وما هي العوامل التي تُقيّدك؟

ج: يسعدني أن أكون قادرة على تغيير “المعادلة” في كل مرة، فأحيانًا أبدأ بحركات الإنسان وأحيانًا أبدأ بحركة الروبوت.

العوامل المقيِّدة هي أن الروبوت ليس لديه أذرع ولا أرجل، لذلك من الصعب معرفة نوع الحركات التي “سيقرؤها”، كما تمثل السرعة مشكلة كبيرة في بعض الأحيان، فإذا كانت الحركة سريعة جدًا، سيعرّضها ذلك للفشل، إضافة إلى وجود حدود لقدرته على الدوران (ولكني مع ذلك أقل مرونة بكثير من الروبوت).

| س: ما الأثر الذي تتمنين أن تتركه عروضك على الحضور؟

ج: لم يتمكن الحضور من تخيل أن الرقصة مع الروبوت يمكن أن تكون مؤثرة إلى هذا الحد. لذلك، أتمنى دائمًا أن يغادر الحضور سعيدين بالعروض التي تترك فيهم أثرًا جميلًا.

أريد أن أُظهر مزيج التكنولوجيا والعاطفة الإنسانية، فأوسع بذلك حدود ما يُنظر إليه على أنه فن تقليدي. آمل أن يغادر الحضور سعيدين بجمال الشراكة غير المتوقعة والإمكانيات التي تنشأ عندما ندمج تخصصات متنوعة.