رئيس مشروع “راشد روفر”: مهمة استكشاف القمر
تعكس طموح دولة الإمارات

يمكن القول بأن مركبة “راشد روفر” قد تحطمت بعد أن أعلنت الشركة اليابانية المسؤولة عن تشغيل المسبار فقدان الاتصال بالمركبة خلال هبوطها. وقال مدير المشروع المسؤول عن الفريق الإماراتي الذي طور المركبة أن وصول المركبة التكنولوجية إلى الفضاء هو إنجاز بحد ذاته.


أشار الدكتور حمد المرزوقي، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف القمر في مركز محمد بن راشد للفضاء وخريج جامعة خليفة، قبيل محاولة هبوط المركبة إلى أن الفريق الإماراتي المكلف بمهمة “راشد روفر” على دراية بصعوبة هبوط المركبة، ولكن هذا الإنجاز يستحق المحاولة.

وأكد الدكتور حمد على أن هذه المهمة تعكس روح المغامرة التي تصل من خلالها دولة الإمارات إلى كل ما تريد، حيث قال: “تعتبر هذه المهمة دليلًا واضحًا على أننا لا نقوم بوضع الأهداف فقط، وإنما نترجمها على الواقع وهذا بحد ذاته يعد نجاحًا”.

وأضاف: “تعتبر الخبرات والمعارف التي اكتسبناها نجاحًا بحد ذاته عزز ثقتنا في مهام الفضاء”.

وقال فريق شركة (آي سبيس) بأنه سيواصل البحث عن الأسباب التي  أدت إلى فقدان الاتصال عن بعد بمركبة “هاكتو آر”.

بدأت أول مهمة لاستكشاف القمر  في العالم العربي منذ ثلاث سنوات، وتطمح دولة الإمارات أن تكون الدولة الرابعة في هبوط مركبتها على سطح القمر.

يعتبر هبوط المركبات الفضائية على سطح القمر بشكل سلس أمرًا في غاية الصعوبة نظرًا لعدم وجود غلاف جوي وعدم قدرة المظلات على إبطاء حركة المركبات، وقد نجح في تحقيقه فقط الولايات المتحدة والصين والاتحاد السوفييتي.

CAPTION: اختار الفريق موقع الهبوط لسهولة الهبوط IMAGE: أنس البني 

وهدف المشروع إلى دراسة المواد على سطح القمر كالغبار والتربة والحطام الصخري ورصد النشاط الإشعاعي والإشارات الكهربائية، لما توفره من بيانات هامة يمكن الاستفادة منها في المهمات المقبلة. وتم تزويد المركبة الجوالة بكاميرتين ضوئيتين عاليتي الدقة للتنقل في أنحاء السطح، وبالتالي تحقيق الدراسة الجيولوجية لموقع الهبوط.

ويعتبر حجم  مركبة “راشد روفر” أحد أهم التحديات التي واجهها الفريق المكلف بالمهمة.


قال الدكتور حمد: “نمتلك فريق عمل صغير يعمل على المشروع، حيث بذل الفريق مجهودًا كبيرًا من بداية المهمة وتصميم المفاهيم حتى هذه اللحظة. ففي معظم الحالات يعمل فريق متخصص في ضبط التصاميم وفريق يتخصص بالعمل على الجانب الهندسي وآخر متخصص بإجراء الاختبارات وفريق آخر يتخصص بالعمليات. أما نحن، فقد قمنا بالعمل على جميع هذه العمليات والمراحل منذ البداية”.

وقال: “تعتبر هذه المعرفة التي اكتسبناها من خلال هذه المهمة هي معرفة كبيرة وفي غاية الأهمية”.

وأضاف: “يوجد لدينا الآن مجموعة من الخبراء الذين يقومون بإجراء اتصالات مع الأنظمة على سطح القمر  وخبراء مسؤولون عن أنظمة التنقل، كما يوجد العديد من الجهات في منطقة الشرق الأوسط التي تسعى إلى الوصول لهذه الخبرات والاستفادة منها”.

المعرفة التي اكتسبناها من خلال هذه المهمة هي معرفة كبيرة وفي غاية الأهمية.

الدكتور حمد المرزوقي, مدير مشروع الإمارات لاستكشاف القمر


CAPTION: المرزوقي بجانب مركبة “راشد روفر” IMAGE: مركز محمد بن راشد للفضاء

وضم المشروع عددًا من المشاركين، منهم محمد رامي المعري، مدير مركز الفضاء وعلوم الكواكب في جامعة خليفة.

وقال محمد المعري في حديث له مع مجلة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا: “يعتبر وجود عضو في الفريق العلمي من جامعة محلية كجامعة خليفة مصدر فخر لنا”.

وفي سياق متصل، بذل الفريق المكلف بمشروع مركبة “راشد روفر” جهودًا كبيرة وهامة اشتملت على تصميم الأنظمة والأدوات المخصصة للمهمة.

CAPTION: تم بناء مركبة “راشد روفر” من قبل فريق إماراتي بالكامل IMAGE: مركز محمد بن راشد للفضاء

وقد كان من المقرر أن تقوم “راشد روفر”، المركبة التي سميت كذلك تيمنًا بالمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي الأسبق، بمهمة استكشاف للقمر تمتد لـ 14 يومًا.

ولعبت جامعة خليفة دورًا بارزًا في هذا المشروع تمثل بجمع البيانات وتحليلها والعمليات العلمية.

وفي الوقت الحالي، تعمل دولة الإمارات على مشروع مركبة فضائية ثانية. وقال الدكتور حمد قبل محاولة هبوط المركبة: “لم ننتظر من هذه المحاولة النجاح أو الإخفاق، وستكون المركبة القادمة أكثر تطورًا”.
ويحظى برنامج الإمارات لاستكشاف الفضاء بالعديد من المشاريع الأخرى القادمة.
وقال حمد المرزوقي: “نهدف إلى إطلاق قمر صناعي يتميز بالاستشعار عن بعد ليكون أحدث قمر صناعي للاستشعار عن بعد يطلقه مركز محمد بن راشد للفضاء، كما سيكون القمر الصناعي الحراري الرابع للمركز”.

وأضاف: “وننظم خلال هذا العام برنامجًا صغيرًا يُطلق عليه (مبادرة استضافة الحمولة)، وهي منصة تضم مجموعة من الأقمار الصناعية الصغيرة التي تتيح للدول النامية بإرسال الحمولات إلى الفضاء”.

وعلى المستوى الشخصي، صرح الدكتور حمد لمجلة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا قبل هبوط مركبة راشد: “يمثل القمر بالنسبة لي حالة خاصة، لاسيما في ثقافتنا كمسلمين، حيث نتبع التقويم القمري ونعتمد على مراقبة القمر لتحديد بداية شهر رمضان المبارك ونهايته”.

وأضاف: “اختلف منظوري اليوم بالنسبة للقمر في الوقت الحالي منذ اللحظة التي بدأنا من خلالها إجراء مهمات استكشاف القمر وتطوير مركبتنا القمرية التي تتجول هناك. ففي كل ليلة أنظر فيها إلى القمر، أدرك أنه لا يمكنني رؤية مركبة راشد لكن أعلم أنه يوجد هناك شيء مصنوع بأيدينا، وهذا شعور لا يمكنني التعبير عنه بالكلمات، إلا أنني أشعر بالفخر بأن أكون جزءًا من هذا الفريق الذي عمل في هذا المشروع”.

أليست على قيد الحياة!

تتأثر العديد من التطورات العلمية بالطبيعة كمحاكاة أصابع الوزغ (البرص أو أبوبريص) وتكنولوجيا الروبوتات التي تقوم على طبيعة بعض الحيوانات كالفهود. وفي هذا الإطار، قام فريق بحثي من جامعة رايس في الولايات المتحدة بالاستفادة من الحيوانات بأسلوب مختلف ومتقدم من خلال ابتكار مجال دراسي جديد يُسمى “نكروبيوتكس” الذي يركز على تحويل العناكب الذئبية الميتة إلى روبوتات.

تستعين العناكب بأرجلها خلال عمليات المشي والقفز  للمشي لكنها لا تقوم بذلك كغيرها من الحيوانات، فهي لا تعتمد في حركتها على انقباض العضلات وانبساطها وإنما تعتمد على قوة الضغط. تفتقر العناكب للقدرة على تمديد العضلات في أرجلها لأنها تعتمد على  قوة دفع الدم التي تمنحها الحركة كنظام هيدروليكي يمكنها من القفز، وعندما يموت العنكبوت تلتوي أرجله لعدم توفر الضغط.

قام الفريق البحثي بإعادة إدخال الضغط إلى أرجل العنكبوت من خلال حقن إبرة في ظهره لتمديدها وإزالة الضغط لإتاحة ثنيها، وهو ما وفر للباحثين فرصة للاستفادة من سيقان العنكبوت كمقابض تلتقط الأشياء. ومن خلال هذا البحث، تمكن الفريق من إظهار قدرة العنكبوت على التقاط الأشياء الدقيقة وذات الشكل الغريب وحمل الأجسام التي تزيد عن كتلة جسمها بنسبة 130%.

إن القدرة على التقاط الأشياء ليست الفائدة الوحيدة التي نجنيها من استخدام المواد الحيوية، فالطبيعة هنا تلعب دورًا كبيرًا في التخلص من الفضلات.

يمكن للمقابض أن تتلاشى في الطبيعة المحيطة وأن تتحلل المادة حيويًا بشكل كامل، على عكس الآليات الحيوية والحيوية المختلطة التي تعتمد على مواد اصطناعية، حيث تم استخدام المقابض في 700 دورة تشغيل قبل التحلل الذي يعتبر التحدي الوحيد في مجال التعامل مع الكائنات الحية الميتة.

ويعتبر العدد (700) الذي يمثل عدد دورات التشغيل منخفضًا مقارنة مع المقابض غير الحيوية، حيث تُستخدم المقابض الاصطناعية في الزراعة لالتقاط الأغذية خفيفة الوزن كالفطر والتوت بأنواعه بعدد دورات يتراوح ما بين 263،000 و700,000 دورة.

وإضافة لمحدودية الأداء، يوجد العديد من المتغيرات التي يجب أن تؤخذ بالاعتبار عند التعامل مع المواد الحيوية.

ليست جميع العناكب الذئبية تحظى بنفس الحجم، وبالتالي ليست جميعها تعيش لفترة طويلة. ووفقًا لذلك، تؤثر التغيرات في الحجم على فعالية المقبض وقوته.

وذكر  الفريق البحثي في المجلة الدولية “أدفانسد ساينس” التي تُعنى بعلوم المواد والعلوم الطبية والحياتية والفيزيائية والهندسية: “قد يلعب مفهوم تحويل الكائنات الحية الميتة إلى روبوتات دورًا بارزًا في تصنيع مقابض أكثر استدامة للحد من تراكم الفضلات والمخلفات الناتجة عن التكنولوجيا. ومن جهة أخرى، سيواصل الفريق البحث عن كائنات حية أخرى ذات أنظمة حركية هيدروليكية ودراستها في المجال البحثي الجديد.

تساؤلات من قبل المدرسين حول آلية الاستفادة من “تشات جي بي تي”

تم حظر “تشات جي بي تي”، وهو أداة ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر قادرة على كتابة الشعر والأخبار والمقالات، في العديد من الجامعات حول العالم. وفي نفس الوقت، تعتمد جامعات أخرى على هذه الأداة في القاعات الدراسية باعتبارها أداة يمكن أن تحدث ثورة في مجال التعليم.

وفي هذا الصدد، شجع الدكتور أحمد سامر وزان، الأستاذ المشارك في جامعة زايد في أبوظبي على استخدام روبوت الدردشة خلال محاضراته مشيرًا إلى أنه لا يمكن لمثل هذه الأدوات أن تحل محل الإنسان وقدرته على التفكير الناقد.

وقال الدكتور أحمد وزان، الذي قام مؤخرًا بتقديم محاضرة حول هذا الموضوع في جامعة خليفة، أن “تشات جي بي تي” يوفر نتائج سطحية وأن التعلم الحقيقي يكمن في عملية اكتشاف أداة الذكاء الاصطناعي.

يحتاج الطلبة إلى فهم الموضوع بشكل كامل ليعرفوا أن الإجابة كانت سطحية، كما يتعين عليهم التفكير بشكل نقدي للكشف عن النتائج الأكثر دقة وصحة.

إذا طُرح سؤال على “تشات جي بي تي” فإن إجابته ستكون عامة دون أية تفاصيل حقيقية، وذلك يحتم على المستخدم طرح المزيد من الأسئلة الدقيقة للحصول على نتائج ذات قيمة حقيقية، وهنا يبدأ التعلم حسب تعبيره.

قال الدكتور أحمد: “لا تقوم هذه الأداة بعمليات التفكير النقدي”، مؤكدًا على أن المعلمين يجب أن يستخدموا هذه الأداة في مجال تحسين الجوانب التقنية في الكتابة لدى الطلبة وليس الاعتماد الكلي عليها.

الدكتور أحمد سامر وزان، أستاذ مشارك في جامعة زايد

لم يكن ذلك رأي الدكتور أحمد فقط، فالعديد من المعلمين يستخدمون روبوتات الدردشة بأسلوب إبداعي لكتابة القصص وتوفير أسئلة الاختبارات التجريبية للإعداد للامتحانات والحصول على المعلومات النقدية والكتابة التي تصدرها لتعزيز مهاراتهم، حيث لا تقتصر الفائدة على الطلبة.

ويستفيد المعلمون من هذه المنصة في مجال التخلص من المهام الإدارية، أي سيُتاح لهم الوقت الأكبر للتركيز على التعليم. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يقوم “تشات جي بي تي” بكتابة برنامج الحصص ورسائل إلكترونية للوالدين وجداول أعمال الاجتماعات، كما يمكن أن يقوم بإنتاج محتوى تطويري متخصص للإداريين ومشاركته مع فرقهم وتطوير محتوى واضح المعالم. ويرى بعض المعلمين أنه بوجود المخاطر، سيواصل الذكاء الاصطناعي تطوره ويجب على الطلبة تعلم آلية استخدامه بشكل فعال وضمن الأطر الأخلاقية.

وعلى الرغم من إمكانية الاستفادة من “تشات جي بي تي” في مجال التعليم، إلا أنه لا يخلو من بعض المخاطر، حيث يجب على المعلمين أن يكونوا على دراية بقدرات روبوتات الدردشة ليتسنى لهم التأكد من مدى تعلم الطلبة. ومن جهة أخرى، يقوم معلمون آخرون بإضافة امتحانات ارتجالية شفوية لاختبار الطلبة المشتبهين بالغش.

جدير بالذكر أن “تشات جي بي تي” لا ينتج نفس المقال مرتين، لذلك يصعب تحديد السرقات الأدبية.

وقد لاحظ بعض الأستاذة وجود معلومات خاطئة على الرغم من صحة تركيب الجمل وقواعد اللغة وعلامات الترقيم. وبذلك، تم الكشف عن بعض الطلبة الذين اعتمدوا على الذكاء الاصطناعي في إنجاز مهامهم بشكل كامل.

وفي إطار سعيهم للتصدي لهذه المشكلة، تتجه أنظار المدرسين إلى أجهزة كشف المحتوى القادرة على تحليل النصوص وتحديد احتمالية إنتاجها بواسطة الذكاء الاصطناعي، إلا أنه لا يمكن الوثوق بهذه الأجهزة والاعتماد عليها.

لذلك، قامت بعض الجامعات في مختلف أنحاء العالم بحظر استخدام روبوتات الدردشة نظرًا لعدم دقة أجهزة كشف المحتوى وإمكانية حدوث السرقات الفكرية.

فعلى سبيل المثال، وضعت جامعة “ساينس بو” الفرنسية بعض القوانين للعقوبات التي تترتب على الطلبة المنتهكين للتعليمات المتعلقة بالتكنولوجيا، وقد ذكرت الجامعة في خبر صحفي لها أن عقوبات استخدام “تشات جي بي تي” قد تصل إلى حد الاستبعاد من الجامعة وقد تصل أحيانًا أخرى إلى الاستبعاد من منظومة التعليم العالي الفرنسي بأكملها.