عالم الذكاء الاصطناعي يشمل أصابع اليد

ساهم الواقع الافتراضي في منحنا الإحساس بالصورة والصوت، وقد ساهم المهندسون في يومنا هذا بابتكار أصابع استشعارية تحاكي الإحساس باللمس.

استعان الفريق البحثي المكون من باحثين صينيين بمثال عملي يوضح إمكانية التربيت على قطة بأسلوب افتراضي، حيث برزت الحاجة لتطوير هذا المشروع خلال الحجر الصحي أثناء فترة إغلاقات كوفيد-19 وظهور الحاجة لاحتضان أحد أفراد العائلة.

تتكون هذه التكنولوجيا المطورة من أصابع تشبه في سمكها جلد الإنسان، على نقيض التكنولوجيا السابقة التي احتوت على قفازات كبيرة الحجم. وتساهم هذه التكنولوجيا في منح مرتديها الشعور  بالضغط الواقع عليها والذبذبات وطبيعة الملمس من خلال تعديل التردد ومقدار جهد التيار الكهربائي للإشارات، حيث تتميز بإمكانية محاكاة خشونة بعض المواد كورق الزجاج والصخور ونعومة المواد الأخرى كالحرير والزجاج.

تصعب محاكاة الشعور بالضغط المتواصل دون وجود الذبذبات

ويكانغ لن, باحث

ونشر الفريق البحثي نتائج المشروع في سبتمبر 2022 في المجلة الدولية “ساينس أدفانسيز”، وهي مجلة علمية متعددة التخصصات تتضمن مجموعة من المجالات التي تشمل العلوم الحياتية والعلوم الاجتماعية والعلوم الفيزيائية والعلوم البيئية وعلوم الكمبيوتر.

ويمكن الاستفادة من هذه التكنولوجيا أيضًا في مساعدة رجال الإطفاء ورواد الفضاء والغطاسين الذين يرتدون بدلات الأمان العازلة والتي تعيق بدورها حاسة اللمس لديهم بسبب حجمها الكبير.

ناقش الباحث المشرف على المشروع، ويكانغ لن، التحديات التي تؤثر على محاكاة الإحساس بشعور حمل هاتف متحرك. ففي حال تم حمله لوقت محدد، سيتم الشعور بضغط متواصل. أما إذا بدأ بالاهتزاز، حينها سيتم الشعور بالذبذبات ويتلاشى الشعور بالضغط. وعلق ويكانغ لن قائلًا: “تصعب محاكاة الشعور بالضغط المتواصل دون وجود الذبذبات”.

وتمثل عدم القدرة على محاكاة نوع واحد من المستقبلات بشكل دقيق دون الحاجة لتفعيل المستقبلات الأخرى واحدًة من التحديات الشائعة التي تواجه أجهزة المحاكاة الكهربائية. وفي هذا الصدد، علق باحث آخر من المشروع وهو زينغباو يانغ، قائلًا: “نسعى إلى التغلب على هذه المشكلة في مشروعنا البحثي القادم”.

يذكر أن الفريق البحثي يهدف إلى الاستفادة من أداة “برايل” في خدمة الأفراد الذين يعانون من مشكلات بصرية وفي مجال التسوق الافتراضي الذي يتيح للأفراد المتسوقين الإحساس بملمس أقمشة الملابس.

تفنيد صحة الفرضيات البحثية المتعلقة
بحالات فقدان المقدرة على الكلام

توجد في الدماغ العديد من المناطق التي تلعب دورًا هامًا في عمليات النطق، وتعتبر منطقة بروكا واحدة منها، حيث تقع في الجزء الأيسر من الدماغ وترتبط ارتباطًا وثيقًا بعمليات النطق وإنتاج الكلام.

تُنسب قدرة الإنسان على نطق الأفكار وتوظيف الكلمات المحكية والمكتوبة بشكل دقيق إلى منطقة بروكا التي سميت بهذا الاسم وفقًا للطبيب الفرنسي بيير بول بروكا الذي اكتشفها في العام 1861، حيث أظهرت دراساته للجزء الأيسر الأمامي من الدماغ أن الأشخاص الذي يعانون من الـ “أفازيا”، وهي فقدان القدرة على الكلام والقراءة والكتابة الناجم عن تلف عصبي بسبب سكتة دماغية، لديهم خلل في جزء معين من قشرة الدماغ يُدعى منطقة بروكا، والذي اعتُبر الدليل التشريحي الأول لتحديد وظائف الدماغ.

وبالنظر لأهمية منطقة بروكا في معالجة القدرات اللغوية، فإن حدوث أي ضرر في هذه المنطقة يعيق عملية إنتاج الكلام.

وفي هذا الإطار، قام فريق بحثي دولي ضم باحثين من كلية لندن الجامعية في المملكة المتحدة وجامعة ديل ديسارولو في التشيلي وجامعة خليفة، بتفنيد الافتراض السائد لوقت طويل والذي ينص على أن التلف الحاصل في منطقة بروكا يساهم في حدوث مشاكل في النطق طويلة الأمد بعد الإصابة بالسكتة الدماغية.

من جانبه، قال الدكتور محمد صغيّر، أستاذ دكتور في قسم الهندسة الطبية الحيوية في جامعة خليفة: “تأثرت مشكلة فقد القدرة على الكلام وعلم الأعصاب السلوكي لما يزيد عن 150 سنة بالاستنتاج الذي توصل إليه بروكا والذي ينص على أن الناجين من السكتات الدماغية الذين لديهم صعوبات شديدة ودائمة في النطق يعانون من وجود تلف في منطقة بروكا“. الصورة: Unsplash

واكتشف الباحثون من خلال دراساتهم أن أسباب عدم القدرة على الكلام طويل الأمد ليس الخلل في منطقة بروكا ولكن في المناطق المحيطة لها والتي تتصل بها بشكل وظيفي. وقاموا بنشر دراستهم في المجلة العلمية المرموقة “برين”.

وأضاف: “لم يكن بروكا قادرًا على تحديد مستوى الإصابات في مرضاه لأنه رفض تشريح العينات وفضل الاحتفاظ بها للبحث مستقبلًا. وركزت شروحات بروكا على التلف الذي بدا واضحًا له دون أي تقييم لدور الأضرار في المناطق المجاورة كمنطقة المادة البيضاء على سبيل المثال. ومن ناحية أخرى، تم الكشف عن حجم الإصابات في منطقة بروكا في العام 2007 عن طريق دراسة قائمة على التصوير بالرنين المغناطيسي تمكنت من إظهار التلف في العديد من مناطق المادة الرمادية والمادة البيضاء”.

وأكدت نتائج الفريق البحثي أن أسباب الإصابة بفقدان القدرة على الكلام لوقت طويل يعود إلى وجود تلف في أنسجة الدماغ المحيطة والمتمثلة بمناطق المادة البيضاء والرمادية وليس منطقة بروكا..

وتُعرف المادة البيضاء على أنها الأنسجة التي تنتقل عبرها الرسائل إلى مناطق مختلفة في الجهاز العصبي المركزي، بما في ذلك الدماغ. أما المادة الرمادية فتحتوي على معظم خلايا الدماغ العصبية وتتحكم بالعضلات وجهاز الإدراك الحسي كالرؤية والسمع والكلام واتخاذ القرارات.

سعى الباحثون إلى اختبار دور التلف في منطقة بروكا في فقدان المقدرة على إنتاج الكلام لمدة ثلاثة أشهر كحد أدنى بعد الإصابة بسكتة دماغية في الجزء الأيسر الأمامي من الدماغ.

محمد صغيّر, أستاذ دكتور في قسم الهندسة الطبية الحيوية في جامعة خليفة

قام الفريق ببحث فرضيتهم من خلال اختبار ما إذا كان فقدان المقدرة على الكلام أصعب عند الأشخاص الناجين من السكتات الدماغية والذين تركز الضرر لديهم في منطقة بروكا، أم الأشخاص المصابون في منطقة بروكا والمناطق المحاذية لها.

وتوصلت هذه الدراسة إلى معظم المرضى المصابين بعدم المقدرة على الكلام لديهم تلف يتعدى نطاق منطقة بروكا في الدماغ، الأمر الذي دعا الباحثين إلى اعتبار أن الإصابة في منطقة بروكا وحدها تسبب أضرارًا متوسطة في إنتاج الكلام. إضافة لذلك، تؤدي الإصابة بالسكتة الدماغية إلى حدوث تلف في مناطق عديدة مجاورة لمنطقة بروكا، لذلك قد يصعب تحديد الجزء المسبب للمشكلات السلوكية الظاهرة لنا.

ولعلاج تلك المشكلة، قام الفريق البحثي بدراسة عدد كبير من الأشخاص الناجين من السكتات الدماغية الذين يعانون من تلف في الجزء الأيسر الأمامي من الدماغ ولكنهم مختلفون في مستويات الضرر ما بين منطقة بروكا والمناطق المحيطة. واعتمد اختيار الباحثين لمناطق الدماغ على الجمع ما بين الدليل التشريحي والوظيفي والمادة البيضاء التي تربط جميع المناطق المسؤولة عن الكلام في الدماغ.

وقال الدكتور محمد: “على عكس الدراسات السابقة، تهدف دراستنا إلى تحليل أثر التلف في منطقة بروكا على القدرات الكلامية بعد أشهر من السكتة الدماغية التي تصيب الجزء الأيسر الأمامي من الدماغ، إضافة لدراسة أثر ذلك التلف على المناطق المجاورة لمنطقة بروكا، حيث سعى الباحثون إلى دراسة دور التلف في منطقة بروكا في فقدان المقدرة على إنتاج الكلام لمدة ثلاثة أشهر كحد أدنى بعد الإصابة بسكتة دماغية في الجزء الأيسر الأمامي من الدماغ”.

يذكر أن الفريق البحثي تمكن من إثبات حقيقة أن الدليل المؤيد للتلف في منطقة بروكا لا يفسر تباين القدرات في إنتاج الكلام، إضافة لغياب الأثر طويل الأمد للتلف في منطقة بروكا والذي أبطل صحة الفرضية. وفي هذا الصدد، أكد الباحثون على الارتباط الوثيق بين التلف في منطقة بروكا وصعوبات الكلام طويلة الأمد وعزوا ذلك إلى حدوث تلف في المادة البيضاء.

تقنية طباعة الصور المجسمة قد تحد من الحاجة
إلى عمليات تغليف الأغذية

قام فريق بحثي بتطوير طريقة لطباعة الصور المجسمة والقابلة للأكل على الطعام باستخدام الليزر وعصير الذرة، حيث يمكن الاستفادة من هذه العملية في الحد من متطلبات عمليات التغليف طالما يمكن طباعة المعلومات الغذائية بشكل مباشر على المنتج الغذائي.

تعتبر الشوكولاتة المصنوعة بالصور المجسمة أمراً شائعاً بين صانعي الشوكولاتة الذين يحرصون على تميز منتجاتهم التي تترك أثراً لدى المستهلك، حيث تقوم هذه الطريقة على طباعة الصور المجسمة القابلة للأكل على أسطح الشوكولاتة بأسلوب يعكس ألوان الطيف اللامعة. وتستخدم هذه التقنية في صناعة أنواع معينة من الشوكولاتة، كما أنها تعد طريقة تقليدية تتمثل في طباعة الصور المجسمة على الأطعمة من خلال الاستعانة بأسطح معدنية، ما يتطلب كمية كبيرة من المعدن الذي قد يجعل الغذاء غير صالح للأكل.

بحث الفريق في طريقة آمنة وسريعة لطباعة الصور المجسمة القابلة للأكل على جميع أنواع الأغذية.

طور الباحثون طريقة تعتمد على استخدام شريط رقيق وجاف مكون من شراب الذرة والفانيلا والماء، والذي يُطلى فيما بعد بطبقة من الصبغة السوداء المنقوشة باستخدام الليزر، حيث يُغطى الشريط بالصبغة بطريقة تترك خطوطاً بارزة عليه، وعندما يُسلط الضوء على تلك الخطوط تقوم بكسره مكونةً طيف متعدد الألوان يظهر في زوايا مختلفة. وتوصل الفريق البحثي إلى إمكانية التحكم بشدة الألوان وكميتها من خلال التحكم بالأشكال المنقوشة على الصبغة أو من خلال تغيير نسب محتوى السكر في شريط شراب الذرة.

يسعى الفريق البحثي إلى تطبيق هذه الطريقة بالاستعانة بصبغة غذائية يمكن أن تحل محل الصبغة السوداء المستخدمة في التجارب لتصبح الأطعمة المصنوعة بتقنية طباعة الصور المجسمة متوفرة في كل مكان.

تم نشر هذا المشروع في المجلة العلمية المرموقة “أميريكان كيميكال سوساييتي نانو” التي تركز على البحوث المتخصصة بمستقبل علوم النانو وتكنولوجيا النانو، وتم تمويله من قبل كل من جامعة خليفة وصندوق الوطن وشركة الدار العقارية ومجلس البحوث الهندسية والعلوم الفيزيائية.

الإبل توقف عمل الكلى لتفادي مخاطر الجفاف

لنتمكن من فهم آلية احتفاظ الإبل بالماء بشكل أفضل، قام فريق بحثي ضم باحثين من جامعة بريستول وجامعة الإمارات وجامعة خليفة بفحص جينات كلى الإبل بعد أن تعرضت لجفاف حاد بهدف التعرف إلى آلية تعايشها لفترات طويلة في ظروف مناخية قاسية دون شرب الماء والدروس التي يمكن للإنسان أن يتعلمها من ذلك.

وقام الفريق البحثي بنشر نتائج بحثهم في المجلة العلمية الدولية “كوميونيكيشنز بيولوجي” المتخصصة في بحوث علوم الأحياء Communications Biology.

قال الدكتور عبده آدم، الأستاذ الدكتور في علم الأدوية في جامعة خليفة: “تؤكد عمليات التكيف السلوكية والنفسية أن الماء لا يذهب هباء، حيث تأكل الإبل أوراق النباتات وتتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس بقدر الإمكان وتتكاثر في فصل الشتاء وتشرب كميات كبيرة من الماء عندما يتوفر لتقوم بتعويض نقص السوائل الناتج عن التجوال في الصحراء”.

تلعب الكلى الدور الأكبر في عملية حفظ الماء في الجمل، ويعتبر الإبل مصدرًا مهمًا بالنسبة للإنسان بسبب الكلى التي يمتلكها. الصورة: Unsplash

وتُعرف الإبل بقدرتها على شرب 30 غالونًا من الماء في 13 دقيقة فقط، كما تحظى بقدرة على التكيف في تجنب الصدمة الإسموزية من خلال شرب الماء ببطء.

يساهم الممر الأنفي الذي يتميز بتعقيده في منع فقدان الماء خلال عملية الزفير ليتبخر على سطح فتحتي الأنف ويرطب الهواء الجاف خلال عمليات التنفس، وبالتالي تنخفض درجة حرارة الدم في أوردة الأنف.

يقوم الدم المبرد في الأوردة بفضل جدران الأوعية الدموية الرقيقة بتبريد الدم في الشرايين المؤدية إلى الدماغ، ما يعني أن دماغ الجمل له درجة حرارة منخفضة مقارنة بدرجة حرارته جسده ككل.

وفقًا لدراستنا التحليلية، تتأثر الجينات التي تلعب دورًا محوريًا في عمليات الاحتفاظ بالماء في الإبل بالتغيرات الحاصلة في مستويات الكوليسترول، حيث يساهم الحد من إنتاج الكوليسترول في حفظ الماء في الكلية.

عبده آدم ، أستاذ دكتور في الصيدلة، جامعة خليفة

وتحظى خلايا الدم الحمراء أيضًا بشكلها الخاص الذي يعزز دور الإبل في تحمل الجفاف. إضافة لذلك، قلما تقوم الإبل بعملية التعرق حتى في أشد درجات الحرارة وبذلك فإنها تحتفظ بالماء  لأطول فترة ممكنة.

نعم، فعلى الرغم من جميع هذه المزايا، يعود الدور الأكبر للاحتفاظ بالمياه في الإبل إلى الكلى.

وأضاف الدكتور عبده: “في سياق تغير المناخ، يوجد توجه جديد في فهم الآليات التي تمكن الإبل من التعايش في الظروف الصحراوية، حيث قمنا بفحص الكلى عند الإبل للتعرف إلى طريقة تأثر الجينات بالجفاف الحاد وعملية تعويض السوائل السريعة.

وفي هذا الإطار، توصلنا لتحليل مفاده أن الجينات المسؤولة عن الاحتفاظ بالماء تتأثر بمستويات الكوليسترول الذي يساهم الحد من إنتاجه في تعزيز دور الكلى على الاحتفاظ بالماء”.

يتميز البول الذي تخرجه الإبل بأنه عالي التركيز للاحتفاظ بأكبر نسبة ممكنة من الماء، الأمر الذي يتطلب توفر خصائص تشريحية معينة في الكلى لتتمكن من القيام بذلك. وأثبتت البحوث السابقة في هذا المجال أن الكلى لدى الإبل الصغيرة في العمر تختلف في تركيبها عن تلك البالغة والذي يفسر النقص الكبير في الماء عند الإبل البالغة الذي ينتج عنه جفاف حاد يؤثر على دور الجينات ويعزز آلية الاحتفاظ بالماء بشكل أفضل.

ولاحظ الفريق البحثي وجود دور فعال لنسبة الكوليسترول في الكلى خلال عملية الاحتفاظ بالماء، حيث تقل كميات الكوليسترول في أغشية الكلى عند الإبل التي تعاني من الجفاف وينخفض نشاط الجينات التي تتحكم في إنتاج الكوليسترول.

وقال الدكتور عبده: “لاحظنا تغيرات كبيرة في كميات بعض الجينات والبروتينات في كلى أحد الإبل العربية خلال فترة تعرضه للجفاف الحاد وتليها عملية سريعة لتعويض السوائل، حيث خرجنا بنتائج تشير إلى أن الجينات في التركيب الحيوي للكوليسترول وما نجم عنه من انخفاض بنسب الكوليسترول في أغشية الكلى هو ردة فعل الكلى للجفاف”.

يتم تنظيم العديد من الناقلات والقنوات الأيونية عن طريق تغير مستويات الكوليسترول في الخلية، حيث تساهم حالة الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة في حدوث عدم توازن في الشحنات الكهربائية في الجسم، كما تعد الكلى أحد العوامل التي تحافظ على توازن مستويات الشحنات الكهربائية.

وتتوقف الحركة داخل القنوات الأيونية وتُغلق عند زيادة كميات الكوليسترول، وفي حال انخفاض مستوياتها تتحرك جزيئات الماء والشحنات الكهربائية في جميع أجزاء الكلى، وبالتالي يتم امتصاصه في مجرى الدم، ما يسبب زيادة في تركيز البول.

وتوصل الباحثون أيضًا إلى أن الجينات التي تنظم عملية إنتاج بروتينات “أكوابورين-2” خلال فصل الصيف تكون أكثر فاعلية بهدف الاستعداد للظروف المناخية الصعبة خلال الفصل.

لاحظنا تغيرات هامة في كميات بعض الجينات والبروتينات المحددة في الكلى في سنام أحد الجمال العربية خلال حالات الجفاف الحادة وحالة تعويض السوائل المفرطة.

عبده آدم

تساهم تلك البروتينات في تشكيل قناة داخل الأغشية الخلوية تتيح لجزيئات الماء المرور من خلالها. وفي حالات الجفاف، تندمج قنوات بروتينات “أكوابورين-2” في الأغشية الخلوية للكلية لتتيح إعادة امتصاص الماء في مجرى الدم، الأمر الذي يسبب زيادة في تركيز البول.

وتوصل الباحثون كذلك إلى أن انخفاض معدلات الكوليسترول تؤدي إلى ارتفاع مستويات بروتينات “أكوابورين-2”. عندما تقوم الإبل بشرب الماء، يقل نشاط التعبيرات الجينية لديها وتُغلق القنوات وتعود جينات تكوين الكوليسترول إلى مستوياتها الطبيعية.

يساهم هذا البحث في تعزيز فهمنا لمزايا التطور التي يقوم بها الجمل العربي للتعايش في الصحراء وتحقيق التطور الأفضل في مجال التصحر في ظل تغير المناخ، كما يساهم فهم آليات ضبط نسب الماء في حالات الجفاف في تطبيق العديد من المفاهيم التي من شأنها دعم مفهوم الحفاظ على الماء في نطاق واسع من التخصصات.

الكشف عن آثار صيغة الرفض التي يبديها
الإماراتيون لالتقاط الصور مع السياح

تعتبر الإجابة على أمر ما بصيغة الرفض أسلوبًا غير مرغوب به على الإطلاق، إلا أننا قد نلجأ لاستخدامه بين الحين والآخر لأسباب عديدة. ويؤثر التنوع الثقافي بين المتحدثين على طريقة الاستجابة للرفض، فقد لا يتأثر أحد المتحدثين بالرفض في حين أن متحدث آخر قد يشعر بالاستياء حيال ذلك.

قام باحثان من جامعة خليفة وهم، الدكتور تانجو ديفيسي، أستاذ مشارك في قسم اللغة الإنجليزية والدكتورة جيسيكا مدراج، وهي أيضًا أستاذة مشاركة في نفس القسم، بدراسة للتعديل على ذلك الأسلوب من خلال البحوث التي تمحورت حول الطريقة التي يستخدمها الإماراتيون في رفض التقاط الصور مع السائحين.

وتعود أسباب ذلك للعديد من العوامل الاجتماعية والثقافية التي لم يتم التطرق لها بشكل عميق. وفي هذا الصدد، قام الدكتور تانجو والدكتورة جيسيكا بطرح سؤال على 94 طالبًا وطالبة حول كيفية الرد على التقاط صورة مع السائحين، وتم نشر بحثهم في المجلة العلمية المرموقة  “رشن جيرنال أوف لنغويستكس”.

وقال الباحثان: “يعتبر الوعي بالقواعد الاجتماعية والثقافية أمرًا ضروريًا للتواصل الفعال مع الأشخاص من مختلف الثقافات، ويضم هذا الوعي العادات الاجتماعية والأساليب التي تُتَبع في استخدام اللغة لتحقيق أهداف التواصل”.

وفي ظل استخدام اللغة الإنجليزية للتواصل بين الأفراد من العديد من الثقافات والدول المختلفة، فإن المشكلة تظهر بشكل عام بسبب طريقة التعبير وليس إتقان القواعد والمفردات، فيجدر بالمتحدث التعبير عن نفسه بلغة مناسبة اجتماعيًا وثقافيًا.

CAPTION: عدد كبير من السياح الذين يزرون دولة الإمارات. الصورة:Unsplash

وأضاف الباحثان: “نتفاعل مع الأشخاص من ثقافات أخرى بشكل متكرر أكثر من قبل نظرًا للتقدم التكنولوجي وزيادة فرص السفر إلى الدول الأخرى، ولا تزال الفروقات الثقافية بين الأفراد تشكل مجموعة من التحديات، حيث تعتمد الكفاءة اللغوية بشكل كبير على معرفتنا بالأسلوب اللغوي المناسب اجتماعيًا”.

ويغطي أخصائيو اللغويات الاجتماعية في بحثهم جميع الجوانب المجتمعية التي تؤثر على طريقة الكلام، ويشمل ذلك العادات الثقافية والتقاليد وسياق الحديث وطريقة تأثير السلوكيات الاجتماعية السائدة التي تحدد ما يمكن اعتباره استخدامًا مناسبًا للغة في إطار معين.

وقال الباحثان: “يعد استخدام اللغة بأساليب مناسبة اجتماعيًا ولغويًا أمرًا هامًا في الدول التي تستخدم اللغة الإنجليزية كلغة أساسية بين سكانها من خلفيات ثقافية ولغوية متنوعة، ومثال ذلك دولة الإمارات التي تحظى بنسبة مقيمين على أرضها تصل إلى 88.52% من العديد من الدول”.

تشهد دولة الإمارات تزايدًا كبيرًا في عدد السياح. وأضاف الباحثان:”إضافة لعدد السياح المتزايد، حيث تساهم السياحة في دولة الإمارات في زيادة نسبة التنوع الثقافي في المنطقة، الأمر الذي يضاعف فرصة التفاعل بين الأشخاص من مختلف الثقافات وبالتالي ظهور التحديات اللغوية والثقافية لدى السياح والمقيمين والإماراتيين والذي يستدعي حلها توفر مهارات كفاءة الاتصال الثقافي المشترك والمهارات اللغوية”.

ويمكن تعريف كفاءة الاتصال الثقافي المشترك بأنها القدرة على التواصل مع الأفراد من ثقافات أخرى بشكل مناسب وفعال، ويمكن تعريفها أيضًا على أنها الوعي الثقافي الذي يؤدي نقصه إلى حدوث خلل في عملية التواصل كما هو الحال في التعبير عن صيغة الرفض لطلب معين.

واستعان الباحثان في دراستهم التي ضمت 94 طالبًا وطالبة إماراتيين ممن يجيدون اللغة الإنجليزية في الجامعة بالمثال التالي الذي يسأل فيه زوجان سائحان:

“يبدو  لباسك الوطني مميزًا وأنيقًا، هل يمكنني أن ألتقط صورة معك؟”.

وركز البحث على دراسة استخدام الطلبة الإماراتيين للغة الإنجليزية في التعبير عن الرفض  وآثاره السلبية المترتبة على كل من المتحدث والمستمع، حيث يمكن اعتبار الرفض على أنه صيغة كلامية غير لائقة، إلا أنها تعد سلوكًا ثقافيًا.

صعوبة الرفض

وفي هذا السياق، قال الباحثان: “قد تسبب صيغة الرفض الكلامي بعض الانزعاج بالنسبة للمتحدث، كما تشير إلى قلة الوعي في عمليات التواصل مع الآخرين والأساليب اللغوية الملائمة والذي يؤدي إلى شعور الطرف الآخر وهو المستمع بالاستياء والإحراج”.

وأكد المشاركون بالدراسة على شعورهم بالرضى حيال التحدث إلى الزوجَين السائحَين اللذين لم يسبق أن تم الالتقاء بهما من قبل لكن ظهرت الفروقات الجذرية عندما تم الرد على التقاط الصورة.

وأشار المشاركون الذكور من الطلبة إلى حقيقة أنهم يشعرون برضى أكبر من الطالبات لقبول التقاط الصورة، حيث أظهرت النتائج بأن نسبة 58.5% من الطلبة وافقوا على التقاط الصورة ورفضت ما نسبته 32% ذلك، في حين قامت نسبة 9.5% من المشاركين بتقديم الاقتراحات البديلة مع رفض قبول التقاط الصورة.

ويعتمد تأثير نوع الجنس، من ناحية التعبير عن الرفض، على مجموعة متنوعة من العوامل الاجتماعية الثقافية، حيث يمكن للذكور استخدام طرق لغوية مباشرة في الرفض كقول “لا”، بينما الإناث تبدي موافقة سلبية كقول “حسنًا، لكن سأغطي وجهي”.

من ناحية أخرى، أظهر عدد كبير من المشاركات رفضهن للطلب وقام بعضهن بتقديم اقتراح بديل لتصل نسبة صيغ الرفض التي تحتوي على كلام يعبر عن الأسف 31%، وهي نسبة كبيرة مقارنة بالطالبات اللاتي أجبن بـ “لا” بشكل مباشر، إضافة إلى أن المشاركات هن الوحيدات اللاتي استخدم عبارات ظرفية تؤكد رفضهم مثل: جدًا وكثيرًا وحقًا وغيرها، كما في عبارة “أنا متأسفة جدًا”.

يذكر أن الرفض موجود في جميع اللغات، لكن تختلف طرق التعبير عنه من ثقافة لأخرى.

التخفيف من حدة الرفض

يقترح الباحثون الاستعانة بمجموعة من الخصائص اللغوية التي من شأنها تعزيز دور المستمع لتقبل فكرة رفض طلب معين بشكل سلس وتحفز المتحدث لاستخدام استراتيجيات لبقة وإيجابية تجذب اهتمام السائح وتعلقه بالمكان الذي زاره.

يلجأ المتحدث غالبًا للأساليب اللبقة في الكلام لكسب السائح والمحافظة على ارتباطه واهتمامه بالمكان الذي زاره، حيث يميل الرجال للتعبير عن أسفهم للرفض، فيما تقدم السيدات أعذارهن وشرح أسباب عدم الاستجابة للسائح، وهو ما يدعم صحة البحث السابق الذي يوضح أثر الظروف والعوامل الثقافية الاجتماعية في استجابات النوع الاجتماعي. الجدير بالذكر أنه لاتزال البحوث المتمحورة حول استخدام اللهجة الإماراتية غير كافية ولم يتم التوصل بعد إلى نتائج أخرى.

وتشير نتائج هذه الدراسة، على الرغم من محدوديتها، إلى بعض التوجهات اللغوية التي يستخدمها الشباب الإماراتيون المصحوبة بمجموعة القيم الثقافية. ومن جهة أخرى، قد تساهم البحوث الأكثر شمولية في مجال خطاب الرفض المتّبع من قبل السكان الإماراتيين في التركيز على المواقف المختلفة والفئات العمرية والبعد الاجتماعي بين المتحدثين، وبالتالي الحصول على المزيد من المعلومات حول استخدامات اللغة على مستوى ثقافة الدولة وفي نطاقات ثقافية مختلفة.

قال الباحثان: “يمكن أن تؤدي صيغة الرفض إلى حدوث بعض التوتر لدى الأشخاص الذين يمرون بهذا الموقف، وقد تكون الإجابة بـ “لا” أصعب وقعًا خلال التواصل مع أشخاص من ثقافات أخرى مختلفة. لذلك، يكمن الهدف من التواصل مع أفراد من ثقافات متنوعة في تطوير فهم حول الفروقات الدقيقة في التواصل وتقديم الإجابات الملائمة ليكون التواصل مريحًا”.

يُذكر أن المشاركين في الدراسة هم الطلبة المسجَّلين في محاضرات “مقدمة في اللغويات التطبيقية” التي يُشرف عليها الباحثان بهدف تعزيز عملية فهم الطلبة لمحتويات المساق الأكاديمي بشكل أفضل والمساهمة بتحقيق الوعي حول طريقة التعبير عن صيغ الرفض.