تعتمد الباحثة في دولة الإمارات ليندا زو على تكنولوجيا النانو
لتطوير مواد جديدة لاستخدامها في تلقيح السحب›››
تُدرّس ميريت مور، عالمة فيزياء الكم الحاصلة على شهادة الدكتوراه في فيزياء الليزر والذرّة من جامعة أكسفورد، علم الروبوتات الإبداعي في جامعة نيويورك أبوظبي وتعتبر راقصة باليه ساهمت في تقديم عروض الرقص مع فرق عالمية كفرقة زيوريخ باليه والباليه الوطني النرويجي وبوسطن باليه.
وتتلاقى اختصاصات ميريت واهتماماتها معًا في نقطة تتجسد بالرقص مع روبوتات تعاونية، وهي روبوتات صناعية يمكنها العمل جنبًا إلى جنب مع البشر في المكان نفسه.
فقد يكون الإبداع أحيانًا مجرد دمج للأفكار بطرق مختلفة
– د. ميريت مور
تحدثت الدكتورة ميريت مع مجلة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا حول دمج الفن والعلوم، وتحويل مشروعها للدكتوراه إلى رقصة تصويرية لمسابقة وطموح جديد رأى النور بعد ظهورها في مسلسل واقعي مضن على قناة بي بي سي.
| سؤال: أنت راقصة باليه وعالمة فيزياء، وهذا مزيج غير عادي، فهل يمكنك إطلاعنا على المزيد؟
بدأتُ الرقص في عمر 12 أو 13 عامًا، لكن قيل لي بأنني لن أتمكن من الاحتراف أبدًا، لذلك قررت دراسة الفيزياء في جامعة هارفارد، لكن حبي للرقص لم يتغير على الرغم من ذلك، فقد قمت بالعديد من اختبارات الأداء وأخذت إجازة مدة عام للرقص.
وعندما كنت أحضر لأطروحة الدكتوراه بالتعاون مع جامعة أوكسفورد، رقصت مع فرقة الباليه الوطنية الإنجليزية، ثم ظهرت جائحة كوفيد والتحقتُ ببرنامج الإقامة في آرت لاب بجامعة هارفارد.
لقد أثار الذكاء الاصطناعي اهتمامي من حيث طريقة تعزيز قدرتنا على الإبداع، فقد يكون الإبداع أحيانًا مجرد دمج للأفكار بطرق مختلفة. فمثلًا لم أتمكن من الرقص مع البشر لكن تمكنت من الرقص مع الروبوتات لإنها لم تصب بعدوى الفيروس، وذلك بعد أن ساهمت إحدى شركات الروبوتات في إعارتي روبوت.
نشرتُ عددًا من الفيديوهات على الإنترنت ودُعيت للرقص بشكل مباشر، الأمر الذي فتح أبوابًا لمزيد من الأسئلة والاحتمالات.
| س: لقد قلتِ سابقَا بأن الفيزياء ساعدتكِ في أن تصبحي راقصةً أفضل، هل يمكنكِ إخبارنا المزيد حول هذا الأمر؟
ج: لم أتمكن من التواجد كثيرًا في استوديو الرقص لأنني كنت منشغلة بدراسة الفيزياء طوال اليوم، لذلك لجأت إلى قوة التصور في الليل وكنت أتخيل أداء حركات الباليه، وكنت في نفس الوقت ملمة بفهم القصور الذاتي وعزم الدوران والاحتكاك وطريقة تأثير الذراعين على سرعة الحركة وإبطائها.
دانس يور بي إتش دي
شجعت المسابقة العلمية الدولية “دانس يور بي إتش دي” العلماء منذ عام 2008 على مناقشة وشرح أطروحات الدكتوراه الخاصة بهم من خلال الرقص التوضيحي. Read more›››
وحصل الفائزون على جوائز نقدية، إضافة لشعورهم بالفخر والتميز.
وفاز ثلاثة طلبة من جامعة هلسنكي، في نسخة عام 2020 من المسابقة، حيث استخدموا الرقص وموسيقى الراب وقمصانًا بيضاء قصيرة الأكمام ذات أزرار لشرح بحثهم في الدراسة الحسابية للمجموعات الجزيئية. واستعان الفائزون في 2022 و2023 الرقص لشرح التثقيب الكهربائي لخلايا الخميرة والأطر المعدنية العضوية النانوية.
وتُقام المسابقة برعاية الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم ومجلة “ساينس” وشركة برايمر للذكاء الاصطناعي.‹‹‹ Read less
(كنت) أتخيل الزاوية التي أحتاجها عندما أنطلق للحصول على أعلى قفزة ممكنة، وهو ما يُعتبر نوعًا ما استخدامًا للفيزياء لتحقيق أكبر استفادة بأقل جهد ممكن. يمكنني ألا أبذل جهدًا كبيرًا وأتيح لفيزياء أن تقوم باللازم، كما ساعدني الرقص بتصفية أفكاري.
| س: هل ساعدكِ الرقص على أن تصبحي فيزيائية أفضل
ج: ساهم الرقص في فتح المجال للمزيد من الشغف، حيث من المهم جدًا أن يتواصل العقل مع الجسم.
صممتُ، في مسابقة “دانس يور بي إتش دي”، رقصة تسمى “إنتانغويد” (التي تدور حول التحويل التلقائي إلى الأسفل)، فتغيّر معنى كل شيء وجعلني ذلك أفكر في المعادلة من منظور مفاهيمي، حيث تعلمنا كباحثين حفظ المعلومات وتجديدها، لكنها غالبًا ما تفتقد لشيء.
تخيل أينشتاين نفسه فوتونًا أو شعاعًا ضوئيًا، كما قام بالعديد من الاكتشافات خارج المختبر. لقد أدركتُ بأن مفهومًا مغلوطًا شائعًا قد يصبح عبئًا، حيث أن الفيزيائي الجيد هو من يركز على الكتب المدرسية، إلّا أن الرقص يساعد على فهم ما يحدث من الناحية المادية.
| س: تحرصين على المشاركة في برامج التدريب الشبابية التي تساهم في تشجيع الأطفال على الانخراط في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، كما أسستِ مجموعة “ساينس آرت سيسترز” لتشجيع الفتيات على التفكير في العلوم تفكيرًا إبداعيًا، فما هو رأي الطلبة في ذلك؟
ج: تدهشني دائمًا أعداد الأشخاص المتعطشين لهذا الأمر، فقد أجريتُ مكالمات عبر زوم خلال الجائحة مع مجموعة من الفنانين العلميين من جميع أنحاء العالم. كنت أتوقع حضور 40 شخصًا، لكن تفاجأت بحضور حوالي 300 شخص وأسعدني ذلك كثيرًا ولو كان بإمكاني إضافة بضع ساعات إلى يومي لكررت التجربة.
| س: لقد شاركتِ في المسلسل الواقعي البريطاني “رواد الفضاء: هل لديك ما يلزم؟” والمسابقة الأمريكية “أميريكاز غوت تالنت”. أيهما شكل مصدر خوف وتوتر، التدريب على طائرات الهليكوبتر أم مواجهة عضو لجنة التحكيم سايمون كويل؟
ج: برنامج رواد الفضاء بالتأكيد هو من ساهم في إحداث التوتر لأنهم يأخذون منك الهاتف والكمبيوتر، فلم يكن لدي أي فكرة عما سيحدث بعد ذلك واستمر ذلك طوال الوقت يوميًا.
إضافة إلى الجزء الذي لم يتم عرضه للمشاهدين، حيث قمنا بإجراء اختبارات ذكاء واختبارات ذكاء عاطفي خلال أوقات الانتظار ولم يكن التصوير يتوقف أبدًا واستنفد ذلك جهدًا كبيرًا. وعلى الرغم من أنها كانت أفضل تجربة في حياتي، لكنها كانت أيضًا تجربة صعبة.
| سؤال: ذكرتِ جزءًا من طموحاتك ومنها أن تصبحي رائدة فضاء وترقصي على القمر. كيف يمكن أن يتحقق ذلك برأيك؟
ج: أعتقد أن انعدام الوزن هو الجانب الساحر من تلك التجربة، وهذا ما يميز الموضوع. أود أيضًا استكشاف اللغة الجديدة المُستخدمة هناك. ما هي لغة الرقص الجديدة؟ وكيف نصنعها ونحسّنها؟
طاقم الهيكل الخارجي
في الوقت الذي ترقص فيه بعض الروبوتات مع البشر، قد يقوم البعض الآخر منها بتعزيز أداء مزيد من البشر للرقص مجددًا. Read more›››
في الوقت الذي ترقص فيه بعض الروبوتات مع البشر، قد يقوم البعض الآخر منها بتعزيز أداء مزيد من البشر للرقص مجددًا.
يقول لاكمال سينيفيراتني، المدير المؤسس لمركز الأنظمة الروبوتية ذاتية التحكم في جامعة خليفة: “تُعتبر تلك المشكلات تحديات كبيرة يتعين حلها.”
وفي إطار مواجهة هذه التحديات، يبحث عرفان حسين، دكتور في مجال الروبوتات بجامعة كنساس، في المحركات متفاوتة الصلابة التي تحاكي العضلات البشرية التي تصبح قاسية أو ناعمة حسب المهمة الموكلة إليها. ويضيف أنه عند الحاجة للقيام بالمهام التي تتطلب الدقة، مثل رمي الكرة أو الكتابة، تصبح العضلات مشدودة، في حين تصبح العضلات ناعمة عند القيام بالمهام التي تتطلب السلامة، مثل التفاعل الجسدي مع البشر.
يعمل عرفان حسين على جهاز المحركات متفاوتة الصلابة الذي يستخدم أنظمة روبوتية مستوحاة من الأنظمة الحيوية لإنشاء مفاصل يمكن أن تصبح قاسية و ناعمة حسب الحاجة. يٌعتبر الجهاز هيكلًا خارجيًا آليًا يمكن للأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية أن يرتدوه في أرجلهم. ويقول حسين أنه يمكن للجهاز الممول من قبل صندوق الاستثمار في شركة مبادلة في دولة الإمارات، أن يساهم في إعادة التأهيل من خلال محاكاة وظيفة لمفصل الركبة. ويضيف حسين أنه يمكن تطبيق المبدأ نفسه في عملية بناء أيدي روبوتية ناعمة تساهم في مساعدة مرضى السكتة الدماغية من إمساك الأشياء بشكل آمن. ‹‹‹ Read less
| هل كنتِ تريدين أن تصبحي رائدة فضاء قبل مسلسل البي بي سي، أم أن ذلك كان انطلاقة طموح جديد؟
لقد كان بالتأكيد سببًا في انطلاقة طموحٍ جديد، فهذه ليست مهنةً تقليدية كباقي المهن في معارض التوظيف.
| غالبًا ما ترقصين باستخدام ذراع روبوت صناعي تُبرمجينه بنفسك. هل تهتمين بتصميم رقصات مع أنواع أخرى من الروبوتات، أم أن هناك ما يميّز ذراع الروبوت على وجه التحديد؟
ج: أهتم باستكشاف مُختلف أنواع الروبوتات، فكلما زاد عدد الروبوتات وزادت الخبرة كان ذلك أفضل. أود أن أرقص مع الروبوتات كبيرة الحجم، الأمر الذي سيكون مثيرًا للاهتمام للغاية، إلّا أن صعوبة الحصول عليها هو ما يجعل الأمر معقدًا.
| برأيك، كيف سيساهم كل من الذكاء الاصطناعي والروبوتات في الفنون مستقبلًا؟
ج: أعتقد أن (الروبوت) أداة متميزة يمكننا استخدامها للتعبير البشري. يشعر الناس بالقلق من احتمالية الاستعاضة عن الراقصين بالروبوتات، إلّا أن هذا لن يحدث أبدًا.
شعر الرسامون بالقلق عندما اخترعنا الكاميرات قبل 200 عام، ولكن الرسم لا يزال يحظى بتقدير كبير، كما أن التصوير الفوتوغرافي أصبح الآن فنًا. يمكنك أن ترى عمل المصور ويمكنك أن ترى الطابع الإنساني فيه، ولهذا أعتقد بأن الشيء نفسه سيحدث مع الراقصين الآليين.
قفزة كبيرة في مجال الفن
ليست الفيزيائية وراقصة الباليه ميريت مور وحدها من تسعى إلى الدمج بين الفن والعلوم فوق سطح القمر. Read more›››
فقد اشترى الفيزيائي والكاتب صموئيل بيرالتا، مساحة في الصواريخ بهدف حمل وإرسال أداة لتخزين المعلومات فائقة الدقة بحجم العملة المعدنية محملة بالموسيقى والكتب والفنون البصرية وأكثر من قبل أكثر من 30 ألف فنان إلى سطح القمر ككبسولات زمنية قمرية.
تُعتبر الكندية هيذر هورتون إحدى المساهمين في المشروع المسمى بالأرشيف القمري، حيث قالت في حديثها مع صحيفة الغارديان: “سأرى القمر بشكل مختلف في كل مرة أنظر فيها إليه لبقية حياتي”.
يقول صموئيل: “أعتقد أن ما قمنا به هنا هو المشروع الأكثر عالمية وتنوعًا وتوسعًا.”
يضيف صموئيل: “يمكن اعتبار الأرشيف القمري فنًا أدائيًا، ويعد ذلك أفضل أداء فني قمت به في حياتي!”
‹‹‹ Read less
ستصبح الأمور أكثر غموضًا عندما ترتبط بالذكاء الاصطناعي، ويعتمد ذلك على طريقة التفكير فيه من الناحية القانونية، حيث يتضمن الذكاء الاصطناعي الكثير من الأعمال المختلفة التي يقوم بها الإنسان، لكن لا يزال بحاجة إلى الخبرة البشرية لتنظيمه تنظيمًا جيدًا
| س: عندما تصممين رقصة باستخدام الذراع الروبوتية، هل تبدأين بحركات الإنسان في الرقص أم حركات الروبوت؟ وما هي العوامل التي تُقيّدك؟
ج: يسعدني أن أكون قادرة على تغيير “المعادلة” في كل مرة، فأحيانًا أبدأ بحركات الإنسان وأحيانًا أبدأ بحركة الروبوت.
العوامل المقيِّدة هي أن الروبوت ليس لديه أذرع ولا أرجل، لذلك من الصعب معرفة نوع الحركات التي “سيقرؤها”، كما تمثل السرعة مشكلة كبيرة في بعض الأحيان، فإذا كانت الحركة سريعة جدًا، سيعرّضها ذلك للفشل، إضافة إلى وجود حدود لقدرته على الدوران (ولكني مع ذلك أقل مرونة بكثير من الروبوت).
| س: ما الأثر الذي تتمنين أن تتركه عروضك على الحضور؟
ج: لم يتمكن الحضور من تخيل أن الرقصة مع الروبوت يمكن أن تكون مؤثرة إلى هذا الحد. لذلك، أتمنى دائمًا أن يغادر الحضور سعيدين بالعروض التي تترك فيهم أثرًا جميلًا.
أريد أن أُظهر مزيج التكنولوجيا والعاطفة الإنسانية، فأوسع بذلك حدود ما يُنظر إليه على أنه فن تقليدي. آمل أن يغادر الحضور سعيدين بجمال الشراكة غير المتوقعة والإمكانيات التي تنشأ عندما ندمج تخصصات متنوعة.