قد تساعدك التكنولوجيا على حساب السعرات الحرارية أو اتباع أنظمة غذائية خاصة›››

يبدو أن هناك معلومات جديدة كل يوم عن دور عقاقير فقدان الوزن في محاربة أمراض أخرى تتجاوز السمنة، وهو ما ينطبق على أدوية هرمون ببتيد الشبيه بالغلوكاجون-1 “جي إل بي 1” الذي يواصل تحقيق تقدمه في مكافحة الأمراض، بدءًا من الإدمان وحتى الأمراض الالتهابية، حيث تواصل أدوية هذا الهرمون إظهار فعاليتها في علاج العديد من الأمراض المختلفة حتى وصلت مرض السرطان المعروف بخطورته.
أفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة بأن 13 نوعًا من أنواع السرطان مقترنة بالسمنة لدى البالغين، حيث يُصَنَّف البالغ الذي يصل مؤشر كتلة جسمه إلى 30 أو أكثر على أنه شخص سمين. ويعني ذلك أن حوالي شخصين من كل خمسة بالغين في الولايات المتحدة يعانون السمنة. وتقدر أحدث الدراسات العالمية في هذا الشأن، والمنشورة في مجلة “ذا لانسيت” في عام 2022، عدد المصابين بالسمنة في العالم بنحو 1 مليار نسمة.
أظهرت بيانات المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة، في عام 2019، حالات ارتباط السمنة بأمراض السرطان، حيث ارتبطت السمنة بنسبة 34.9% من حالات سرطان الكبد وبنسبة 53.1% من حالات سرطان بطانة الرحم و37.1% من حالات سرطان المرارة و37.8% من حالات سرطان المريء الغُدي.
ينبغي تقييم أدوية “جي إل بي -1 راس” للتحكم في هذه الحالات المصاحبة خلال فترة علاج السرطان وللاستفادة منها كوسيلة وقاية ثانوية تؤخر عودة المرض
الفريق البحثي الذي أجرى الدراسة المنشورة في مجلة “جاما”.
يؤدي فقدان الوزن، بشكل منطقي، إلى انخفاض النسب الواردة في هذه الإحصائيات، وهو ما تؤكده البحوث الحديثة.
كانت العلاقة المباشرة بين السمنة والسرطان تعتبر علاقة صعبة الفهم، حيث يمكن أن يفقد شخص ما وزنه ولا يصاب بالسرطان، بينما قد يفقد شخص آخر وزنه ويصاب بالسرطان. لذلك، كانت الدراسات في هذا الشأن تعتمد دائمًا على الملاحظات. ولكن في الفترة الأخيرة، ومع زيادة عدد المرضى الذين يستخدمون ما نطلق عليه اليوم أدوية إنقاص الوزن، ظهرت أرقامٌ مهمة لا يمكن تجاهلها.
ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة “جاما” في عام 2024، استخدم الباحثون أرقام دراسة أجريت في عام 2019 وقارنوا البيانات التاريخية مع أرقام السرطانات الحالية المرتبطة بالسمنة، وهو ما أظهر ارتباطًا قويًا بين استخدام هذه الأدوية (وفقدان الوزن الناتج عنها) وخطر الإصابة بالسرطان المقترن بالسمنة.
اعتمدت الدراسة على بيانات لأكثر من 1 مليون مريض بالسكري من النوع الثاني وجميعهم مقيمين في الولايات المتحدة، وأظهرت نتائج بياناتها انخفاضًا في خطر الإصابة بـ 10 أنواع من أصل 13 نوعًا من السرطان المرتبط بالسمنة لدى الأشخاص الذين تم وصف أدوية “جي إل بي -1 راس” مقارنة بمن تم وصف “الإنسولين” أو “الميتفورمن” لهم.

يشير هذا الارتباط إلى إمكانية استخدام هذه الأدوية كوسيلة وقائية. ويوضح الباحثون كذلك أنه نظرًا إلى أن السكري من النوع الثاني وزيادة الوزن يؤثران بشكل سلبي على المرضى أثناء علاج السرطان، ينبغي تقييم أدوية “جي إل بي -1 راس” للتحكم في هذه الحالات المصاحبة خلال فترة علاج السرطان وللاستفادة منها كوسيلة وقاية ثانوية تؤخر عودة السرطان”.
ويقول لويس جي. آرون، مدير مركز التحكم الشامل في الوزن بكلية “ويل كورنيل” للطب في نيويورك، في تصريحات صحفية لمجلة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا أن الكمية الضئيلة المطروحة في الأسواق حاليًا من هذه الأدوية ليست إلا مجرد البداية فقط.
ويعمل لويس وفريقه على بحث الأدوية الأخرى التي تتيح للمرضى خسارة المزيد من الوزن من خلال استهداف المزيد من هرموناتهم .
لا تزال هذه الأدوية بحاجة إلى بعض الوقت قبل طرحها في الأسواق وبحسب تقديرات فريق لويس، يمكن طرح أحد الأدوية الجديدة، وهو محاكي هرمون “جي إل بي 1” يؤخذ عن طريق الفم من شركة “إيلي ليلي” للأدوية، إضافة لدوائَين آخرين، في الأسواق في نهاية عام 2026. ويقول لويس في ختام تصريحاته للمجلة أن أدوية أخرى عديدة تخضع حاليًا للتجارب السريرية ستتوافر في الأسواق أيضًا في عام 2027.
إقرأ المزيد حول هذا الموضوع: خبير في السمنة يقدم معلومات دقيقة وشاملة حول دواء سيماغلوتايد