اللقاحات والأدوية البديلة وتوخّي الحذر: هكذا نجتاز موسم الإنفلونزا الحالي بسلام.›››
عندما يطلب منك الطبيب فتح فمك وإخراج لسانك، يكون الهدف غالبًا استخدام أداة لإبعاد اللسان قليلًا حتى يتمكن من فحص حلقك لكن يمكن لمظهر اللسان نفسه أن يخبر الطبيب الكثير عن الصحة العامة للمريض، حيث أصبحت اليوم تقنيات التصوير الحراري والذكاء الاصطناعي جزءًا من لعبة تشخيص اللسان التي استُخدمت لقرون
استخدم الطب الصيني التقليدي اللسان كأداة تشخيصية لمدة لا تقل عن 3000 عام.
يرصد الطب الصيني التقليدي ثلاثة معايير للسان لكشف أحوالنا الصحية: لونه وشكله ونوع الطبقة التي تغطي سطحه. فعلى سبيل المثال، يميل لون اللسان السليم إلى درجة من درجات اللون الوردي، بينما إذا كان لونه أحمرًا داكنًا، فربما يشير ذلك إلى مشاكل في النوم أو أرق، وإذا كان لونه مائلًا للزرقة، يشير ذلك إلى ضعف الدورة الدموية.
وبينما يستخدم الطب الصيني التقليدي اللسان كأداة تشخيصية هامة، قد يلجأ الطب الغربي إلى رصد حالة اللسان إلى جانب مؤشرات أخرى عديدة كالتاريخ الطبي والنتائج المختبرية.
تقترب هذه “الفجوة” بين الطبين من الانتهاء، لاسيما مع تطور التكنولوجيا كالتصوير الحراري والأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
ابتكر فريق من الباحثين مؤخرًا أداة لكشف الحالة الصحية باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهي مصممة للطب الصيني التقليدي من خلال استقبال صور الإشعاع الحراري واستعراض الاندماج السلس بين مبادئ تفاعل الإنسان مع الكمبيوتر وتطبيقات الرعاية الصحية.

يـلـتـقـط الـتـصـويـر الـحـراري باسـتـخـدام الأشـعـة تحـت الحـمـراء صورا تـفـصـيـلية لـحـالة اللـسـان ويـسـجـل تـوزيـع الـحـرارة عـلـى اللـسـان لـتـنـتـج فـي الـنـهـايـة صـور حـراريـة تـوضـح الـتـغـيـرات فـي درجـة الـحـرارة.
ويـقـول أفـراد الـفـريـق إن بـحـثـهـم يـتـمـيـز عـن غـيـره بـفـضـل أداتهم الـمحـمـولة فـي الـيـد لـلـتـشـخـيـص بـالإشـعـاع الـحـراري والـمـنـدمـجـة مـع مـبـادئ تـفـاعـل الإنسـان مـع الكـمـبـيـوتـر، والتي طـوّرت بالـتـعـاون مـع مـمـارسـي الـطـب الـصـيـنـي الـتـقـلـيـدي.
وأدى نـمـوذج الـتـعـرف عـلـى اللـسـان عـن طـريـق عـلامـة الأسـنان باسـتخـدام خوارزمـيـة “ديـنـس نيت تي” إلـى نـتـائـج ذات مـتـوسـط دقـة أعـلـى بـنـسـبـة 25 بالـمـائـة مـن النـمـاذج الأخـرى للـتـعـرف علـى الـلـسـان عـن طريـق الأسـنـان والمـصممة لـتـوحـيـد مـعـايـيـر وأتـمـتـة الـتـشـخـيـص بـالـلـسـان فـي الـطـب الـصـيـنـي الـتـقـلـيـدي.
وقد برز تطور حديث آخر في التشخيص باللسان يعتمد في نتائجه على الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة.
وتتناول ورقة بحثية منشورة في مجلة “تكنولوجيز” المتخصصة في الاتجاهات التكنولوجية الحديثة نظامًا جديدًا لرؤية الكمبيوتر يحلل التغيرات في ألوان اللسان ويتيح إمكانية التشخيص في الزمن الفعلي.
وتتنبأ هذه التحليلات بالإضافة إلى تعلم الآلة بالأحوال الصحية بنسبة دقة تتجاوز 98 بالمائة.
استخدم الباحثون كاميرا إنترنت لالتقاط صور في الزمن الفعلي لكلٍ من الأفراد المرضى والأصحاء واستطاعوا التمييز بينهم ببساطة باستخدام لون اللسان.
يطبق النظام ست خوارزميات لتعلم الآلة لتصنيف صور اللسان في مجموعة متفاوتة من مستويات الإضاءة.
ويقول جافان تشال، من جامعة أستراليا، والمشارك في كتابة البحث: “أُجرِيَت دراسات (للتشخيص باستخدام لون اللسان) من دون التحكم في مستوى الإضاءة، ولكن لا يعتبر اللون معيارًا موضوعيًا إلى حدٍ بعيد”.
تدرب النموذج على أكثر من 5000 صورة تغطي سبع فئات لونية. وتوضح النماذج أن نظم الذكاء الاصطناعي للتشخيص باللسان تتسم بالدقة والكفاءة ووفرة الكلفة وعدم احتياجها إلى الإجراءات الجراحية، كما تُعَد هذه المميزات هامة بصفة خاصة في المناطق التي يصعب الوصول فيها إلى نوع من الرعاية الصحية، حيث يُعَد التصدي لتأثير الإضاءة على ألوان اللسان تحديًا كبيرًا يعوق عملية التشخيص باللسان.
لذلك، عندما تنظر مستقبلًا في المرآة، احرص على ملاحظة حالة لسانك ورؤية ما قد يبدو غير طبيعي، فقد يكون إخراج لسانك أمام نفسك هو المفتاح للوقاية من مشاكل صحية محتملة.
مواضيع ذات صلة: طريقة التنفس قد تكون مؤشرًا على وجود مرض الزهايمر

