تصفح العدد الأخير عبر الموقع الالكتروني
هنا
أو
تحميل PDF
مستقبل الماء
إن كنا قد تعلمنا بعض الدروس خلال فترة جائحة كوفيد-19، فأهمها هو الدراية الشاملة للأفراد في مجال العلوم لما لذلك من دور محوري في تحقيق مجتمع صحي خال من الأمراض.
تساهم المعرفة العلمية في منحنا الأدوات اللازمة التي تمكننا من صنع القرارات الذكية الملائمة لصحتنا وصحة أسرنا والقدرة على التمييز ما بين الحقيقة والخيال في خضم الآراء المتضاربة، كما تساهم في توفير الفهم الشامل لتأثير القوى الكبيرة التي صنعها الإنسان والقوى الطبيعية التي تؤثر بدورها على تشكيل العالم والدور الذي يلعبه جميع الأفراد في تحقيق مستقبل مشرق مستدام وعادل للجميع.
وفي إطار ذلك، تأتي توجيهات سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء جامعة خليفة، بإصدار مجلة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا. قمنا بإصدار هذه المجلة بإشراف من سموه لنشارك معرفتنا في العلوم والتكنولوجيا مع المهتمين في مختلف أنحاء العالم وهنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يقوم الباحثون والمبتكرون في جامعة خليفة وغيرها من المؤسسات بمشاريع بحثية علمية متميزة تساهم في إيجاد الحلول للتحديات الهامة في الوقت الحالي والمستقبل.
تعتبر مشكلة المياه من أبرز القضايا التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة المحيطة. وعلى الرغم أن موضوع ندرة المياه النظيفة ليس جديدًا في المنطقة، إلا أن الارتفاع المتزايد في عدد السكان ومشاكل تغير المناخ تساهم في إيجاد المزيد من الضغوطات على موارد المياه، حيث يشهد منسوب المياه الجوفية تراجعًا ملحوظًا وعدم انتظام الأمطار وزيادة المتطلبات الزراعية.
باختصار، تعاني منطقة الشرق الأوسط بما فيها دولة الإمارات من جفاف كبير وشح في الموارد المائية النظيفة، والأمر يزداد سوءًا..
تعد مسألة شح المياه وندرتها شأنًا دوليًا، على الرغم من شدتها في دولة الإمارات والمنطقة بشكل خاص. يفقد حوالي مليون فرد سنويًا حياتهم كل عام بسبب عدم قدرتهم على الوصول للمياه النظيفة، فيما يشهد 4 مليون فرد، أي ما يقارب ثلثي سكان العالم ، ندرة كبيرة في توفر المياه النظيفة لمدة شهر واحد في السنة كحد أدني وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة.
وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية قرارًا ينص على أن نصف كوكب الأرض سيعاني من المزيد من نقص المياه بحلول العام 2050 نتيجة مجموعة من العوامل التي تشمل تغير المناخ الذي يؤدي إلى حدوث فيضانات خطيرة وجفاف وآثار التلوث على جودة المياه والنمو المتوقع لمتطلبات التصنيع وزيادة عدد سكان العالم.
إضافة لآثار نقص المياه الحاد على البيئة والكائنات الحية المعرضة للانقراض. لهذا، فإننا نبحث في الإصدار الأول من مجلة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في بعض الطرق التي يركز عليها الباحثون والمبتكرون في مجال مستقبل المياه وآلية إدارة المصادر بشكل أفضل وقياس التغيرات الجوية والتنبؤ بها نظرًا لدورها في تشكيل عالمنا الجديد والوصول إلى الموارد التي لم نتمكن من الموصول إليها في السابق وتفعيل جميع تلك الجهود دون انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون المسبب الرئيس لمشكلة تغير المناخ.
يمكنك الاطلاع على المزيد من المقالات والفيديوهات والصور في موقعنا الإلكتروني www.KUSTReview.com وعلى فيسبوك و‘نستغرام ولنكدإن وتويتر وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي من خلال البحث عن @KUSTReview حيث يمكنك أن تتابع أفضل التغطيات العلمية في منطقة الشرق الأوسط وجميع أنحاء العالم بالأسلوب الذي تفضله للمشاهدة والاطّلاع.
الدكتور عارف سلطان الحمادي
رئيس التحرير