يقدم كل من الخشب والجاذبية والرمل وغيرهم حلولًا ممكنة›››
يعد مصطلح كورونا طويل الأمد مصطلحاً شاملاً لمجموعة واسعة من الأعراض التي يمكن أن تشمل عدم القدرة على التركيز والتعب وضيق التنفس بعد أشهر أو حتى سنوات من الإصابة بعدوى فيروس كورونا. لكن لماذا يصاب به بعض الناس ولا يصاب به البعض الآخر؟
لتعريفات غامضة ومتفاوتة، حيث تقول بعض المنظمات إن فيروس كورونا طويل الأمد، والذي يُطلق عليه أيضاً متلازمة ما بعد كورونا، هو وجود الأعراض بعد أربعة أسابيع من الإصابة، بينما يُعرفها البعض الآخر على أنها أعراض تظهر بعد ثلاثة أشهر أو أكثر بعد الإصابة. لكن الباحثين بدأوا في الكشف عن هذه الظاهرة لفهمها بشكل كامل

النساء الأكثر تضرراً
أطلقت حكومة الولايات المتحدة في أغسطس 2022 خطة العمل الوطنية للبحوث بشأن فيروس كورونا طويل الأمد لبحث المتلازمة ودعم الأشخاص المصابين.
وفي أكتوبر 2022، نشر مكتب الإحصاء الأمريكي والمركز الوطني للإحصاءات الصحية دراسة استقصائية توضح مدى الانتشار الواسع لفيروس كورونا طويل الأمد – والذي تم تحديده في المسح على أنه ظهور أعراض بعد ثلاثة أشهر أو أكثر من الإصابة.
وكان من بين نتائج المسح ما يلي:
من المرجح أن تصاب النساء بفيروس كورونا طويل الأمد أكثر من الرجال، ربما بسبب الاختلافات الهرمونية والمناعية بين الرجال والنساء، كما أنهن أكثر عرضة للإصابة بأعراض حادة.
وفقاً للمسح، بلغت نسبة النساء المصابات بـفيروس كورونا طويل الأمد في الولايات المتحدة 17%، مقارنة بـ 11% من الرجال خلال الجائحة.
ومن بين جميع النساء، كان لدى نسبة 2.4% أعراض حادة تكفي للحد بشكل كبير من أنشطتهن اليومية. في حين بلغت نسبة 1.3% من الرجال يعانون من أعراض قللت من قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية.
وفي أوائل عام 2023، أبلغ 15% من إجمالي البالغين في الولايات المتحدة عن أعراض فيروس كورونا طويل الأمد؛ وأبلغ 6% عن الأعراض الحالية.
هل حصلت على اللقاح المضاد لفيروس كورونا؟
توصلت دراسة نُشرت في أكتوبر 2022 في مجلة (جاما) أن اللقاح قد يقلل من فرصك في الإصابة بفيروس كورونا طويل الأمد.
وذكرت الدراسة أنه عند تلقي سلسلة اللقاحات كاملة قبل الإصابة بالفيروس يقلل من خطر الإصابة بفيروس كورونا طويل الأمد، حيث أن اللقاح الجزئي، مثل أخذ جرعة واحدة من لقاح تتكون سلسلته الكاملة من جرعتين، لم يُظهر أي انخفاض في المخاطر.
من جهتها، ذكرت كلير ج.ستيفز، إحدى المشاركات في كتابة الورقة البحثية “لانسيت”لعام 2022، في حديثها إلى مجلة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا أن أحد الدروس المستفادة من دراستها هو مدى أهمية اللقاح.
تقول كلير: “أظهرنا، في أكتوبر 2021، كيف يقلل اللقاح من خطر الإصابة بفيروس كورونا طويل الأمد؛ ويعزى ذلك أساساً إلى أن المُحفّز الأقوى لخطر الإصابة بفيروس كورونا طويل الأمد هو شدة الإصابة الأولى بالمرض؛ فاللقاح يقلل بالفعل من شدة الإصابة الأولى بالمرض”.
وفي دراسة في مجلة “جاما”، تم إدراج الشعور بالتعب والإرهاق على أنه أكثر الأعراض شيوعاً، يليه فقدان حاسة الشم وعدم التركيز وضيق التنفس، كما ارتبط تواتر الأعراض بنوع الجنس، حيث كانت النساء أكثر عرضة لفقدان حاسة الشم والأعراض التقليدية والقلق واضطرابات النوم.
ووجد باحثون من جامعة كنغز كوليدج، الذين نشروا نتائجهم في يوليو 2022، ثلاث مجموعات في فئة فيروس كورونا طويل الأمد، وذلك بناءً على الأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض عبر أحد التطبيقات:
أفادت المجموعة الأولى، وهي المجموعة الأكبر، بوجود أعراض تشمل عدم التركيز وصداع وإرهاق.

وأفادت المجموعة الثانية بوجود الأعراض الأكثر شيوعاً في المرحلة المبكرة من الجائحة قبل توفر اللقاحات، وشملت الأعراض التنفسية مثل ضيق شديد في التنفس وألم في الصدر.
وأفادت المجموعة الثالثة، وهي المجموعة الأصغر، بوجود أعراض تشمل خفقان القلب وتغيرات في الجلد والشعر وآلام في العضلات.

متحورات الفيروس وشدة المرض
،لا شك أن متحورات الفيروس وشدة المرض يصنعان الفارق أيضاً. فقد أفادت دراسة عُرضت على المؤتمر الأوروبي لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية في أبريل أن الأشخاص الذين أصيبوا خلال موجات أوميكرون كان من المحتمل إصابتهم بالأعراض المزمنة تماماً مثل الأشخاص الذين لم يصابوا من قبل بفيروس كورونا، لكن الأشخاص المصابين بالفيروس الأصلي كانوا أكثر عرضة بنسبة 67% للإصابة بأعراض طويلة الأمد من الأشخاص الذين لم يصابوا من قبل بعدوى فيروس كورونا.
وكما أشارت كلير سابقاً، فإن شدة الإصابة الأولى هي إحدى العوامل. لذا من المهم منع العدوى الشديدة، لماذا؟ مرة أخرى، لا تزال الإجابة على هذا السؤال تمثل لغزاً، لكن يشير موقع Mayoclinic.org إلى أن الالتهاب وتلف الأعضاء الناجم عن مرض شديد يمكن أن يحفز الإصابة بفيروس كورونا طويل الأمد.
عوامل أخرى
كما هو الحال مع العديد من الأمراض، فإن الأمر معقد بسبب ارتباطه بالعديد من العوامل الأخرى. تشير دراسة نُشرت في مجلة “نيتشر ميديسن” إلى أن المخاطر الأخرى لفيروس كورونا طويل الأمد تشمل العِرق والحرمان الاجتماعي الاقتصادي والتدخين والسمنة والأمراض المصاحبة الأخرى.
وقد أشارت الدراسات السابقة إلى أن العُمر كان إحدى المشكلات المرتبطة بهذه المخاطر، ولكن راي ماكس، من قسم طب المسنين وعلم الشيخوخة في جامعة كولومبيا، يشير في ورقته البحثية التي نُشرت في فبراير إلى أنه لا يوجد أي دليل على ذلك، وقال: “لا يمكن أن يكون العمر وحده عاملاً، لأن مخاطر الفيروس تؤثر بشكل عشوائي على الناجين من فيروس كورونا بشكل عام بغض النظر عن التطعيم أو الحالة الصحية”.
الارتباط بالصحة النفسية
قد يكون لـفيروس كورونا طويل الأمد أيضاً ارتباط بالصحة العقلية على الرغم من أنه لا يزال هناك بعض التساؤل حول ما إذا كان ذلك سببًا أم نتيجة؛ فالمرضى الذين أصيبوا بفيروس كورونا طويل الأمد كانوا
ويتساءل الباحثون الآن عما إذا كانت التغييرات في كيمياء الدماغ هي سبب المشكلة أو ما إذا كان المرضى يعانون من الشعور بالضيق نتيجة فقدان الوظيفة.
بدأت الأمور تبشر بالخير
الخبر السار هو أن النسبة المئوية للأشخاص الذين أصيبوا بـفيروس كورونا ولديهم أعراض فيروس كورونا طويل الأمد قد انخفضت، فقد بلغت النسبة 19% في يونيو 2022، لكنها انخفضت إلى 11% في يناير 2023، وذلك وفقًا لمؤسسة “كايسر فاميلي فاونديشن”.