يقدم كل من الخشب والجاذبية والرمل وغيرهم حلولًا ممكنة›››

استضافت جامعة خليفة مؤخرًا رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي وثلاثة أعضاء من طاقم المهمة العلمية “البعثة 69″، حيث شاركوا الحديث عن تجاربهم على متن محطة الفضاء الدولية مع مجموعة من المهندسين والباحثين العلماء والطلبة.
وأجاب روُّاد الفضاء الأربعة على العديد من الأسئلة واستمعوا إلى تعليقات وإشادات بالتجارب التي يتجاوز عددها 200 تجربة أجراها الفريق في جاذبية شديدة الضعف بتوجيه من مجموعة من العلماء الذين تولوا مهمات الإشراف بدءًا من كوكب الأرض.
أكد سلطان النيادي، والذي يُعَد أول رائد فضاء عربي وإماراتي تمكن من إكمال مهمة فضائية طويلة، أن التجربة كانت صعبة. وأوضح المهندس سلطان النيادي، الذي أصبح الآن بطلًا وطنيَّا، أنه تعرض للعديد من الضغوطات عند إجرائه البحوث للعلماء في الفضاء، مؤكدًا على أهمية مهامه التي قام بها.
لكن يتعين على رائد الفضاء في البداية أن يعتاد تحديات العمل في بيئة تكاد تنعدم فيها الجاذبية.
كان الأمر صعبًا في بدايته، حيث كنا نُثبِّت الأشياء على الطاولة باستخدام شريط فيلكرو اللاصق، لكن أحيانًا كنا ننسى بعض الأشياء على الطاولة دون تثبيت بحكم عدم اعتيادنا الأمر لتتطاير بعيدًا على نحو مفاجئ.
وذكر سلطان أيضًا أن أداء مهام معقدة كإدخال إبرة في قماش أثناء التحدث إلى العلماء على الأرض عبر سماعة كان أمرًا صعبًا. وقال: “كان من الممكن أن تتعرض التجربة للإخفاق ولكن لم أرغب بذلك، حيث تعاملت معها بالتدريج وبطريقة ممنهجة حتى أتقنتها في النهاية من دون مشاكل”.
وبحسب مركز محمد راشد للفضاء، فقد تضمنت التجارب علم الموائع ودراسة سلوكياتها في البيئة ذات الجاذبية الضعيفة والتقنيات التي قد تساهم في الاكتشافات المستقبلية لأعماق الفضاء.
ورافق سلطان النيادي في زيارته إلى جامعة خليفة زملاؤه في وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” وهم، رائد الفضاء وارين “وودي” هوبرغ والقائد سيرغي بروكوبييف ومهندس الطيران ديمتري بيتيلين. وقد بقي رائدا الفضاء بروكوبييف وبيتيلين على متن محطة الفضاء لمدة تجاوزت عامًا، حيث يشتبه بوجود قطعة من المخلفات الفضائية أدت إلى تعطيل كبسولة عودتهم لمدة 3 أشهر ليقضوا وقتًا أطول على متن محطة الفضاء الدولية بعد أن كان من المقرر أن تنتهي مهمتهم بعد ستة أشهر. وفي السياق، تعتبر جولتهم في الفضاء على متن محطة الفضاء الدولية لمدة 371 يومًا مع الأميركي فرانك روبيو كان ثالث أطول مهمة فضائية في التاريخ.
إضافة لمشاركة رواد الفضاء تجاربهم وخبراتهم، قاموا أيضًا بزيارة مختبرات جامعة خليفة.
تحدث روُّاد الفضاء بشكل طريف عن رؤية الوجوه الجديدة التي وصلت إلى محطة الفضاء لإتمام النصف الثاني من العام، بينما تحدثوا بجدية عما تمثله محطة الفضاء الدولية بالنسبة لهم. وقال بروكوبييف: “تُعد محطة الفضاء الدولية مشروعًا للجنس البشري بأكمله ومثالًا فريدًا للتعاون الدولي”.

وجرى عرض فيلم فيديو للأنشطة اليومية التي مارسها الضيوف الأربعة على متن محطة الفضاء الدولية. وتضمن الفيديو صورًا لما يبدو نظامًا مكثفًا للياقة البدنية لأن البقاء لفترة طويلة في بيئة ذات جاذبية ضعيفة قد يؤدي إلى فقدان الكتلة العضلية، وبالتالي ضعف كثافة العظام. لذا، فإن ممارسة التمارين الرياضية تخفف من حدة هذه المشاكل الصحية.
وقال النيادي أن طاقم المهمة كانوا يمارسون التمارين الرياضية لمدة ساعتين ونصف يوميًا. وتضمنت هذه التمارين تدريبًا للقلب والأوعية الدموية (للمحافظة على ضخ الدم في حدوده الدنيا) وتدريبًا للمقاومة. وأضاف: “عندما عُدنا، تبين لنا أننا لا نزال نحتفظ بالكتلة العضلية ولكن افتقدنا الاتزان اللازم للمارسة التمارين البدنية مجدَّدًا على الأرض والذي ساهم بدوره في تحقيق التعافي بعد الهبوط بشكل سريع”.
وتمكنا، بعد مشاريع البحث العلمي والحفاظ على اللياقة البدنية، من إيجاد وقت للتسلية والتواصل بيننا.
وذكر النيادي في مقابلة مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا أن هوبرغ وبروكوبييف كانا يستمتعان بممارسة لعبة الشطرنج وقاما بطباعة إحدى قطع اللعبة باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وذلك بعد أن عامت القطعة الأصلية في الفضاء ولم يتمكنوا من العثور عليها مُجدّدًا.
يذكر أن أفراد الطاقم أجمعوا على أن الدرس الأهم في هذه الرحلة هو الصداقة الدائمة، حيث قال هوبرغ: “نعتبر سلطان النيادي أخًا وصديقًا مدى الحياة”.