المصدر: Unsplash

تتزايد معدلات استخدام السيارات الكهربائية على مستوى العالم، وهو أمر رائع بالنسبة للبيئة، ولكن قد تواجه الهياكل الحالية لمواقف السيارات والطرق صعوبة في تحمّل وزن المركبات.

فوفقًا لموقع “سستاينبيليتي باي نامبرز“، يزن متوسط السيارة حوالي 1600 كيلوغرام، وعلى الرغم من أنها لا تُعتبر خفيفة، إلّا أن السيارات الكهربائية من نفس السعة تزن أكثر بكثير، حيث يزن الطراز 3 من سيارات تسلا على سبيل المثال 1830 كغ.

ولكن ما سبب هذا الفرق في الوزن؟ وهل هذا شيء جيد أم سيء؟

يكمن السر في البطارية، حيث تزن بطارية الطراز 3 من سيارات تسلا حوالي 489 كغ، بينما تزن بطارية السيارة العادية ما بين 11 و 25 كغ. تمتلك سيارات هذا الطراز من تسلا واحدة من أثقل بطاريات السيارات إلّا أنها أكثر سيارات تسلا مبيعًا أيضًا.

هناك إيجابيات لا غُبار عليها للمركبات الكهربائية ذات الوزن الثقيل، مثل انخفاض مركز الثقل وزيادة الاستقرار على الطريق والقدرة على التحكم، حيث يجعل هذا السيارة أكثر أمانًا وأقل عرضة للانقلاب أثناء وقوع حادث، فقد تسببت حوادث انقلاب السيارات في 21% من وفيات ركاب السيارات عام 2021.

يجعل كل من فوائد السلامة إلى جانب التحسين البيئي السيارة الكهربائية تبدو خيارًا رائعا، إذًا ما هو الجانب السلبي؟

الصورة Unsplash

قد يكون الجانب السلبي هو مرآب السيارات.

فقد تسبّب الحمل الزائد للمركبات على السطح في انهيار مرآب للسيارات عام 2023 في مدينة نيويورك، وقد تستمر هذه المشكلة في الظهور مع زيادة عدد المركبات الكهربائية على الطرق.

كان مرآب السيارات هذا يعاني من مشاكل هيكلية قبل الانهيار، لكن قد تضطر البلدان التي لديها بنى تحتية وقواعد قديمة إلى التصدي لهذه المخاطر.

صُمِّم الهيكل النموذجي لموقف السيارات ليدوم حتى 40 عامًا، ولكن سيواجه مرآب السيارات القديم صعوبة في تحمّل وزن مركبات أثقل بنسبة 30% مما تم بناؤه لتحمّله.

شهد متوسط وزن السيارة بشكل عام وليس فقط للمركبات الكهربائية، ارتفاعًا سنويًا منذ عام 1981 وفقًا لوكالة حماية البيئة، كما أن المشكلة لا تكمن فقط في مرآب السيارات، فالطرق معرضة أيضًا للخطر.

يشير تقرير البنية التحتية للجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين لعام 2021 إلى أن “43% من الطرق العامة في الولايات المتحدة في حالة سيئة أو متوسطة، كما أن الحكومات الفيدرالية وحكومات الولايات والحكومات المحلية ستحتاج إلى إعطاء الأولوية للاستثمارات الاستراتيجية المخصصة لتحسين الطرق والحفاظ عليها والتي تزيد من السلامة العامة في النظام الموجود لدينا، بالإضافة إلى التخطيط لطرق المستقبل، والتي سيتعيّن عليها وضع كل من المركبات المتصلة وذاتية القيادة في الاعتبار.”

فلا شك بأن لا أحد يريد الوقوع في حفرة بينما يقود سيارته الكهربائية الجديدة.

الصورة Unsplash

وفقًا لوزارة النقل الأمريكية، تُسبب زيادة الوزن المحوري من 8000 كيلوغرام إلى 9000 كيلوغرام (بشكل متزايد على الأرجح، بالتزامن مع ارتفاع نسبة استخدام الشاحنات الكبيرة الكهربائية)، أضرارًا أكبر بنسبة 50% على الرصيف.

ولكن ما هو الحل؟


يشير مقال نُشر عام 2024 في موقع “ستراكتشر ماغ” إلى الحاجة إلى تحسين البنية التحتية وفقًا للقانون لمواكبة الطلب المتزايد على المركبات الكهربائية، خاصة أنه يتم إنشاء محطات الشحن عادةً في مواقع قريبة من بعضها، وهذا يعني قيودًا إضافية وثابتة متعلقة بالوزن في الأماكن نفسها في المواقف.

ويخلص المقال إلى أنه “من الممكن أن يساهم خطر حدوث انهيار إنشائي كارثي في المستقبل في التأثير سلبًا على قدرة تكنولوجيا المركبات الكهربائية على البقاء كجزء من الجهود الوطنية للحد من انبعاثات الكربون، لذا يمتلك المهندسون والمقاولون فرصة للمساهمة في توفير بنية تحتية سليمة لتمكين تكنولوجيا المركبات الكهربائية من أن تكون جزءًا من مكافحة تغير المناخ.”

يقترح المهندسون الذين شاركوا في التأليف، غومبيرتز وهيغر بقيادة المدير جيمس ماكدونالد من سيمبسون، وهي شركة أمريكية للهندسة الإنشائية، خطة وقائية شاملة تشمل: مراقبة مواقف السيارات التي تقف فيها المركبات الكهربائية عادةً والسماح لأصحاب المركبات الكهربائية بإيقاف مركباتهم فقط في المناطق التي يمكنها التعامل مع الوزن الزائد بشكل أفضل، وفرض حد أقصى للوزن المسموح وتوزيع أماكن إيقاف السيارات الكهربائية في مناطق مختلفة.

ذكرت مجلة فوربس عام 2022 أن التدابير الوقائية أقل تكلفة بكثير من الإجراءات الاستجابية، حيث تتراوح تكلفة إعادة تعبيد ميل واحد من الطرق من 100 ألف دولار أمريكي إلى مليون دولار أمريكي.

انضم لقائمتنا البريدية

احصل على آخر المقالات والأخبار والتحديثات الأخرى من مجلة
مراجعة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا