يقدم كل من الخشب والجاذبية والرمل وغيرهم حلولًا ممكنة›››
إذا كان هناك دروس نتعلمها من جائحة فيروس كوفيد-19، فهي الحاجة إلى مراقبة الأمراض الناشئة.
طرحت الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية في عام 2009 السؤال التالي: “تساهم مراقبة الأمراض الناشئة في تحقيق الأمن العالمي، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا لو تعرضت مراقبة الأمراض الناشئة والقدرات المختبرية للخطر، هل كان بإمكان الجهات الصحية التعامل مع”سارس” أو اكتشاف ظهور فيروس جائح في الوقت المناسب لتحذير العالم والحد من انتشاره؟”.
الإجابة باتت واضحة الآن.
يعد تتبع الأمراض ذات المصدر الحيواني ومسببات الأمراض التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر أمراً بالغ الأهمية في مجال الكشف عن ظهور المرض في أقرب وقت ممكن. وستواصل الأمراض ذات المصدر الحيواني ظهورها وسيكون من المستحيل تتبع كل شيء ومنع تفشي الأمراض، لكن يمكن لوجود نظام عالمي لمراقبة الأمراض حيوانية المنشأ أن يقلل من فرص ظهورها وانتشارها عالميًا.
السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا لو تعرضت مراقبة الأمراض الناشئة والقدرات المختبرية للخطر، هل كان بإمكان الجهات الصحية التعامل مع”سارس” أو اكتشاف ظهور فيروس جائح في الوقت المناسب لتحذير العالم والحد من انتشاره؟
– مارغريت تشان
نجد أن معظم مسببات الأمراض الجديدة هي حيوانية المنشأ ويعتبر ظهورها المتزايد نتاجًا لممارسات استخدام الأراضي وإنتاج الغذاء والضغط السكاني. ويعتبر سارس كوف-2 مثالًا على فيروس حيواني المنشأ كان ظهوره مرجحاً، وفقاً لما قالته اللجنة المستقلة للتأهب للجوائح، حيث يقول الخبراء أيضًا أنه أصبح تفشي الأمراض حيوانية المنشأ يتكرر بشكل كبير، مما يزيد من الحاجة إلى اكتشاف تلك الأمراض بشكل أفضل وإلى التأهب بشكل أكثر فعالية.
ويعتبر من الأفضل الكشف عن المرض حيواني المصدر في أسرع وقت ممكن، حيث تتطلب مصادر البيانات إلى التمييز بين نمط المرض الطبيعي والنمط غير الطبيعي، علماً بأنه يمكن الحصول على البيانات من ملاك الحيوانات والأطباء البيطريين وأفراد المجتمع ومقدمي الرعاية الصحية وغيرهم، ويمكن أن تتراوح البيانات ما بين الملاحظات العشوائية إلى العينات البيولوجية.
وعندما يتم جمع البيانات، يجب تحليلها وتقديمها لصانعي القرار لتفسير المعلومات وتحقيق الاستفادة الصحيحة منها.
وعلى صعيد آخر، ساهم تطور تكنولوجيا المعلومات في إحراز التقدم والحصول على طرق جديدة لجمع ونقل المعلومات الوبائية والسريرية والديموغرافية، الأمر الذي أدى إلى تحسن كبير في إدارة البيانات وبرمجيات القرارات وأنظمة تحليل المعلومات وعرضها وتفسيرها والاستفادة من المعلومات.
إضافة لذلك،أتاح الوصول الواسع إلى الإنترنت أيضاً عملية نشر المعلومات في الوقت المناسب. وهذا ما حدث بالفعل حين تمت مشاركة المعلومات حول تفشي المرض بشكل مباشر في المواقع الإلكترونية المتخصصة وشبكات التواصل الاجتماعي والقنوات غير الرسمية الأخرى خلال الأيام الأولى من الجائحة. الجدير بالذكر أن الشبكة العالمية للإنذار بالأمراض المتفشية والاستجابة لها التابعة لمنظمة الصحة العالمية تعتمد على بيانات المواقع الإلكترونية للمراقبة اليومية.
ويتم الحكم على أنظمة مراقبة الأمراض وفقًا للعديد من العوامل التي تشمل توقيتها وبساطتها ومرونتها وموثوقيتها وحساسيتها. وفي تقرير صدر عام 2009، لم تتمكن لجنة المجلس القومي للبحوث في الولايات المتحدة، والمعنية بتحقيق قدرة عالمية مستدامة لمراقبة الأمراض الناشئة من الحيوان والاستجابة لها، من تحديد “مثال واحد لنظام فعال ومتكامل لمراقبة الأمراض حيوانية المنشأ في مجال الصحة البشرية وصحة الحيوان”.
لم يكن هناك نظام عالمي فعال ومتكامل لمراقبة الأمراض الحيوانية المنشأ والاستجابة لها في عام 2009، لكن بعد جائحة كورونا، يجب أن يكون بناء هذا النظام على رأس أولوياتنا.
يذكر أن مراقبة الحيوانات قد تساهم في الوقاية من المخاطر.
تعد مراقبة الخفافيش، التي يتوقع أنها المصدر الأساسي لفيروس كوفيد-19 وصولًا إلى الإنسان عبر كلاب الراكون، العامل الأهم لتجنب الكوارث المقبلة. وصرحت إيمّا تيلينغ من جامعة كوليدج دبلن لصحيفة ذي غارديان: “تتمتع الخفافيش بقدرة على تعليمنا الكثير من الدروس حول طريقة مواجهة الأمراض”.