الصورة : Shutterstock

تمثل التطورات الأخيرة في تكنولوجيا المستشعرات الحيوية لدينا خطوة مهمة تسهم في النهوض بمجالات التشخيص والمراقبة البيئية، حيث يُتوقّع أن يصبح المستشعر الحيوي القائم على أكسيد الغرافين المخفف، أداةً محورية في التطبيقات الطبية والبيئية، بفضل حساسيته العالية وقدرته على الإرسال المتعدّد وتصميمه القوي.

وتعود أهمّية هذه الخطوة إلى إمكانية تحسين مجال الكشف المبكر عن السرطان بالاستعانة بقدرة المستشعر الحيوي على اكتشاف المؤشرات الحيوية مثل مستضد السرطان الجنيني على المستويات السريرية ذات الصلة، التي قد تسهم في تحسين نتائج العلاج ومعدلات شفاء المرضى بصورة كبيرة.

وقد سلّط استخدامه الناجح في الكشف عن فيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة النوع 2، أثناء جائحة كوفيد، الضوءَ على قدرته على الاستجابة بسرعة في الأزمات الصحية الناشئة، من خلال تمكّنه من التشخيص السريع وإتاحة فرصة الحصول عليه لكافّة أفراد المجتمع. وبعيدًا عن الرعاية الصحية، يسهم الدور الذي يلعبه المستشعر الحيوي في المراقبة البيئية، مثل الكشف عن الملوثات ومسبّبات الأمراض في المياه، في التصدّي لأبرز التحديات العالمية مثل جودة المياه وسلامتها، وتؤكّد هذه القدرات على تنوع استخداماته وتأثيره المجتمعي، ما يضمن قدرته على العمل كحل غير مكلّف وقابل للتطوير والاستخدام في مواجهة القضايا الملحة في مجال الرعاية الصحية والاستدامة البيئية. وبالتزامن مع توجّهنا المستمر نحو الاستخدام التجاري، ينصبّ تركيزنا على ضمان توفيره لكافّة شرائح المجتمع واستخدامه في التأثير على نطاق واسع ومواصلة الابتكار في هذا المجال المهم.

ربما تكون جائحة الكوفيد العالمية مجرد تجربة من الماضي، لكن لا ينفك عالَم الأبحاث يعمل بجد على عدد لا يُحصى من الأسئلة التي نشأت طوال فترة الأزمة، وتشمل بعض هذه الألغاز مرض الكوفيد طويل الأمد ولِمَ قد يُصاب به أحدٌ ولا يُصابُ به الآخر.

يستمر الأشخاص المصابون بالكوفيد طويل الأمد، في إظهار الأعراض لأشهرٍ أو حتى سنواتٍ تلي حصولهم على نتيجةٍ سلبية لفحص الفيروس، وتشمل الأعراض الأكثر شيوعًا التعب الشديد وضبابية الوعي أو اضطرابًا في الذاكرة ودوارًا ومشاكل في حاستي الشم والتذوّق.

وقد تساعد دراسة حديثة نُشرت في مجلة “إن بي جاي” الرقمية والمعنيّة بمختلف مجالات العلوم، في التنبؤ بمن هم أكثر عرضة للخطر.

وقد أشار البحث إلى أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض طويلة الأمد بعد الإصابة بفيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة من النوع 2، يظهرون خصائص فسيولوجية مميزة يمكن اكتشافها من خلال الأجهزة القابلة للارتداء.

راقب الباحثون عشرين ألف شخص عبر أجهزة يمكن ارتداؤها، وكشفت القواسم المشتركة بين المصابين بالكوفيد طويل الأمد أن هؤلاء الأشخاص أظهروا معدل ضربات قلب أعلى أثناء الراحة وقلة المشي.

ثبت أن كوفيد طويل الأمد يؤثر على أولئك الذين يعانون بشكل عام من انخفاض جودة الحياة والرفاهية العامة، ما يشير إلى انخفاض مستويات اللياقة و/أو الظروف الموجودة مسبقًا قد تساهم في شدة حالات ما بعد الكوفيد.

أشار البحث أيضًا إلى الفوائد المحتملة للتكنولوجيا القابلة للارتداء في تتبع التوجّهات الصحية وتحديد الأشخاص المعرّضين لخطر الإصابة بالكوفيد طويل الأمد.

إقرأ المزيد حول هذا الموضوع: ماذا نعرف عن أعراض فيروس كورونا طويلة الأمد

انضم لقائمتنا البريدية

احصل على آخر المقالات والأخبار والتحديثات الأخرى من مجلة
مراجعة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا