مصدر الصورة: Shutterstock

تم حظر “تشات جي بي تي”، وهو أداة ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر قادرة على كتابة الشعر والأخبار والمقالات، في العديد من الجامعات حول العالم. وفي نفس الوقت، تعتمد جامعات أخرى على هذه الأداة في القاعات الدراسية باعتبارها أداة يمكن أن تحدث ثورة في مجال التعليم.

وفي هذا الصدد، شجع الدكتور أحمد سامر وزان، الأستاذ المشارك في جامعة زايد في أبوظبي على استخدام روبوت الدردشة خلال محاضراته مشيرًا إلى أنه لا يمكن لمثل هذه الأدوات أن تحل محل الإنسان وقدرته على التفكير الناقد.

وقال الدكتور أحمد وزان، الذي قام مؤخرًا بتقديم محاضرة حول هذا الموضوع في جامعة خليفة، أن “تشات جي بي تي” يوفر نتائج سطحية وأن التعلم الحقيقي يكمن في عملية اكتشاف أداة الذكاء الاصطناعي.

يحتاج الطلبة إلى فهم الموضوع بشكل كامل ليعرفوا أن الإجابة كانت سطحية، كما يتعين عليهم التفكير بشكل نقدي للكشف عن النتائج الأكثر دقة وصحة.

إذا طُرح سؤال على “تشات جي بي تي” فإن إجابته ستكون عامة دون أية تفاصيل حقيقية، وذلك يحتم على المستخدم طرح المزيد من الأسئلة الدقيقة للحصول على نتائج ذات قيمة حقيقية، وهنا يبدأ التعلم حسب تعبيره.

قال الدكتور أحمد: “لا تقوم هذه الأداة بعمليات التفكير النقدي”، مؤكدًا على أن المعلمين يجب أن يستخدموا هذه الأداة في مجال تحسين الجوانب التقنية في الكتابة لدى الطلبة وليس الاعتماد الكلي عليها.

الدكتور أحمد سامر وزان، أستاذ مشارك في جامعة زايد

لم يكن ذلك رأي الدكتور أحمد فقط، فالعديد من المعلمين يستخدمون روبوتات الدردشة بأسلوب إبداعي لكتابة القصص وتوفير أسئلة الاختبارات التجريبية للإعداد للامتحانات والحصول على المعلومات النقدية والكتابة التي تصدرها لتعزيز مهاراتهم، حيث لا تقتصر الفائدة على الطلبة.

ويستفيد المعلمون من هذه المنصة في مجال التخلص من المهام الإدارية، أي سيُتاح لهم الوقت الأكبر للتركيز على التعليم. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يقوم “تشات جي بي تي” بكتابة برنامج الحصص ورسائل إلكترونية للوالدين وجداول أعمال الاجتماعات، كما يمكن أن يقوم بإنتاج محتوى تطويري متخصص للإداريين ومشاركته مع فرقهم وتطوير محتوى واضح المعالم. ويرى بعض المعلمين أنه بوجود المخاطر، سيواصل الذكاء الاصطناعي تطوره ويجب على الطلبة تعلم آلية استخدامه بشكل فعال وضمن الأطر الأخلاقية.

وعلى الرغم من إمكانية الاستفادة من “تشات جي بي تي” في مجال التعليم، إلا أنه لا يخلو من بعض المخاطر، حيث يجب على المعلمين أن يكونوا على دراية بقدرات روبوتات الدردشة ليتسنى لهم التأكد من مدى تعلم الطلبة. ومن جهة أخرى، يقوم معلمون آخرون بإضافة امتحانات ارتجالية شفوية لاختبار الطلبة المشتبهين بالغش.

جدير بالذكر أن “تشات جي بي تي” لا ينتج نفس المقال مرتين، لذلك يصعب تحديد السرقات الأدبية.

وقد لاحظ بعض الأستاذة وجود معلومات خاطئة على الرغم من صحة تركيب الجمل وقواعد اللغة وعلامات الترقيم. وبذلك، تم الكشف عن بعض الطلبة الذين اعتمدوا على الذكاء الاصطناعي في إنجاز مهامهم بشكل كامل.

وفي إطار سعيهم للتصدي لهذه المشكلة، تتجه أنظار المدرسين إلى أجهزة كشف المحتوى القادرة على تحليل النصوص وتحديد احتمالية إنتاجها بواسطة الذكاء الاصطناعي، إلا أنه لا يمكن الوثوق بهذه الأجهزة والاعتماد عليها.

لذلك، قامت بعض الجامعات في مختلف أنحاء العالم بحظر استخدام روبوتات الدردشة نظرًا لعدم دقة أجهزة كشف المحتوى وإمكانية حدوث السرقات الفكرية.

فعلى سبيل المثال، وضعت جامعة “ساينس بو” الفرنسية بعض القوانين للعقوبات التي تترتب على الطلبة المنتهكين للتعليمات المتعلقة بالتكنولوجيا، وقد ذكرت الجامعة في خبر صحفي لها أن عقوبات استخدام “تشات جي بي تي” قد تصل إلى حد الاستبعاد من الجامعة وقد تصل أحيانًا أخرى إلى الاستبعاد من منظومة التعليم العالي الفرنسي بأكملها.

انضم لقائمتنا البريدية

احصل على آخر المقالات والأخبار والتحديثات الأخرى من مجلة
مراجعة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا