يقدم كل من الخشب والجاذبية والرمل وغيرهم حلولًا ممكنة›››
يقترح الباحثون طريقة يُمكن الاعتماد عليها في تحديد الهوية تضاهي في نتائجها بصمات الأصابع.
لا يُعد استخدام الأذنين للتعرف على البشر أمرًا جديدًا، إلّا أن برامج الجرائم المفضلة لدينا لا تزال تعتمد على الأساليب القديمة – مثل رفع بصمات الأصابع أو جمع الحمض النووي – للقبض على المشتبه به، إذ من المرجح أن يلمس المجرمون أدوات مسرح الجريمة بأيديهم أكثر من قيامهم بفرك أذانهم.
ومع ذلك، فقد استُخدمت في محاكمة جريمة قتل عام 1997 بعد أن حصل التحقيق على بصمة الأذن من النافذة التي دخل القاتل من خلالها. وكانت الإدانة اللاحقة هي الأولى التي تستخدم بصمات الأذن كمحدد للهوية. إلّا أن الحكم أُلغي في عام 2004 عند الاستئناف، لأن الحمض النووي المأخوذ من بصمة الأذن أشار إلى مشتبه به مختلف. وكان رأي الخبير الذي تمت الاستعانة به في المحاكمة، هو الذي عزز حكم الإدانة.
على الرغم من أن بصمة الأذن في هذه الحالة لم تثبت فعاليتها، إلّا أن الدراسات الحديثة أظهرت بأنّه يمكن الاعتماد على الأذنين كأداة موثوقة لتحديد الهوية مثل بصمات الأصابع
طوّر فريق من الباحثين من جامعة جورجيا في عام 2022 برنامجًا يمسح الأذنين، وكان الهدف منه خدمة العالم بعد كوفيد-19، حيث يرتدي الناس الكمامات – التي تحول دون التعرف على أصواتهم- على الصوت – ليكونوا أكثر إدراكاً لما يلمسونه.
لم تعد الكمامات تُسبب مشكلة كما في السابق، ولكن لاتزال هناك حالات أمنية أخرى يمكن أن يكون تحديد بصمة الأذن فيها مفيدًا.
تتشكل الأذنين بشكل كامل وتتطور عند الولادة، ولا تتغير بمرور الوقت، باستثناء التغيرات المرتبطة بالعمر. حيث تُعتبر كل أذن فريدة من نوعها، حتى أذني الشخص الواحد، مما يجعلها مصدرًا موثوقًا لتحديد الهوية – حتى من مسافة بعيدة.
وعلى الرغم من عدم إمكانية الوصول إلى بصمات الأصابع أو الحمض النووي لشخص ما من خلال صورة، إلّا أن صورة أذنك يمكنها أن تخبرنا من أنت، وعن طريق عدد من الجرائم المسجلة بالفيديو، يمكن أن تساعد المقاييس الحيوية للأذن في تحديد الجناة.
حدث تطور أحدث فيما يتعلق بتحديد الهوية عن طريق الأذن، عندما اعتمد فريق من علماء الطب الشرعي وعلماء الأسنان من جميع أنحاء العالم على دراسة أجراها روبرتو كاميرير عام 2011 والتي قاست المناطق التشريحية الأربع للأذن وجمعت تلك القياسات لإنتاج رمز فريد من نوعه يختلف من شخص لآخر
حيث استعانوا بمجموعة عينات أكبر وقسموها إلى مجموعات عرقية متعددة لتوسيع نطاق العمل وضمان مستوى أعلى من الدقة، فوجدوا أنه عندما أضافوا الرموز الخاصة بأذني كل شخص معًا، لم يكن هناك أي تكرار للرموز. وهذا يعني 814 محددًا فريدًا للهوية بالأذن. وخلص الفريق إلى أن “احتمالية وجود شخصين مختلفين لهما نفس الرمز (تعريف إيجابي كاذب) أقل من 0.07 بالمائة”.
لذا، إذا كنت تخطط للقيام بفعل إجرامي، تأكد من ارتداء أغطية الأذن. سوف يحمونك من البرد ومن أن يُقبض عليك أيضًا.
يقترح فريق من الباحثين من جامعة خليفة أنه يمكن التغلب على العوامل التي قد تمنع التعرف الدقيق لبصمة الأذن في الصور ثنائية وثلاثية الأبعاد – مثل الوضعية والضوء والقياس – من خلال الجمع بين هذه العناصر للتحقق من صحة النتائج .
“على حد علمنا، تُعتبر هذه هي المرة الأولى التي تُدمج فيها سمات الأذن ثنائية الأبعاد وثلاثية الأبعاد لبناء كاشف وواصف لمطابقة زوج من الأذنين ثلاثية الأبعاد، حيث أدى الجمع بين ميزات المجالين ثنائي وثلاثي الأبعاد، إلى زيادة كفاءة التعرف بشكل كبير.
يرى الفريق بأنه يمكن لكل من كشف النقاط الرئيسة والواصف، المبنيين من السمات الزاوية للأذنين ثنائية الأبعاد وتراكيب الأذن ثلاثية الأبعاد، أن يساعدا على تحديد الأذن بشكل أكثر دقة، حيث يعزز كلا التركيب والشكل معًا صحة النتائج.
من جهته يقول إياكوتي إيابّان غاناباثيا، المؤلف الرئيسي للدراسة وزميل ما بعد الدكتوراه في قسم الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر في جامعة خليفة: “يبلغ هذا النهج الشامل ذروته في تحقيق أحدث النتائج مع ضمان الفاعلية للإضاءة وتغييرات الوضعية في الوقت نفسه”.
ومع ذلك، فهو متفائل بتحقيق تقدم في هذا المجال.
“بالنظر إلى المستقبل، من المتوقع أن يزيد اهتمام الباحثين بالمقاييس الحيوية للأذن كوسيلة فعالة للتعرف على الإنسان، لاسيما مع توفر المزيد من البيانات المتعلقة بالأذن، كما يضيف قائلًا: “يحمل هذا الطريق الناشئ أملًا كبيرًا لمستقبل تحديد الهوية البيومترية.”