يقدم كل من الخشب والجاذبية والرمل وغيرهم حلولًا ممكنة›››
لطالما استُخدمت تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في مجالي التصنيع والطب، إلا أن شركات الأغذية تستخدم هذه التكنولوجيا لخدمة الممارسات المستدامة والتغذية المخصصة.
وفقًا للأمم المتحدة، يساهم قطاع الصناعات الغذائية بحوالي ثلث انبعاثات الغازات الدفيئة على مستوى العالم، فيما يستهلك القطاع الزراعي نصف كتلة الأرض الصالحة للعيش في العالم ويستخدم أكثر من 70% من المياه العذبة، وفقًا لموقع “أوْر وورلد إن داتا
ومع ذلك، يستخدم الطعام المصنوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد مصادر غذائية أكثر استدامة مثل الطحالب والحشراتوالمواد النباتية، والتي يمكن أيضًا أن تزيد نسبة البروتين في نظام غذائي نباتي مع المحافظة على الشكل الشهي لتلك الوجبة. إضافة لذلك، يمكن أن تعني طباعة ما نخطط لتناوله بالضبط، كميات أقل من النفايات ومواد التغليف واحتياجات النقل.
تبدأ العملية بالتصميم الإلكتروني للطعام الذي تشتهيه، حيث يقوم جهاز متخصص في تقنية الطباعة بتسخين المحتويات ليجعلها قابلة للتشكيل، ليحصل على المنتج النهائي على هيئة طبقات، كما لو كان الكيس المخروطي الذي يُستخدم في تزيين الكعك بالكريمة، وتُعتبر هذه أكثر الطرق شيوعًا وتُسمّى نمذجة الترسيب المنصهر، حيث تبرد كل طبقة عندما تلمس السطح البارد في الأسفل وتتحول إلى الحالة الصلبة قبل أن تُضاف الطبقة التي تليها، ثم يصبح الطعام جاهزًا للتقديم.
يمكن صنع الطعام بعناصر غذائية وسعرات حرارية معينة عن طريق تخصيصه، كما يمكن تصميمه بحيث يبدو شهيًا، وعندما يتم طباعته حسب الطلب، لن تكون هناك حاجة لإضافة المواد الكيماوية لإطالة مدة صلاحيته.
“يمكن أن تشمل الخيارات الأخرى استخدام مخلفات الطعام كطبقة سفلية ثلاثية الأبعاد يمكن من خلالها زراعة فطر المشروم أو الفطريات الأخرى الصالحة للأكل”
– بريان كوك لي، باحث في علوم الأغذية
وتشمل المكونات عادة العناصر الغذائية مثل الدهون أو الكربوهيدرات أو البروتينات، والتي تأتي على هيئة مواد غذائية مهروسة أو عجائن، كما يبدو أن الإمكانيات التي يوفرها حبر الطعام الصالح للأكل لا حصر لها، فهي تتنوع لتشمل العملية المعقدة لصنع الشوكولاتة والمعكرونة واللحوم النباتية أيضًا.
ولكن، هناك حاجة للقيام بالمزيد من البحوث.
“قد يكون استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لمخلفات الطعام في عملية إنتاج أطعمة جديدة أمرًا صعبًا، حيث يجب معالجة المكونات بحيث تصبح آمنة من التلوث الحيوي الدقيق، كما يتوجب المحافظة على طعم وملمس متميزين عند تحويلها إلى أطعمة جديدة، ” كما قال بريان كوك لي، الباحث في علوم الأغذية ومؤلف كتاب “150 سؤال وجواب في علوم الأغذية.”
وأضاف في حديثه مع مجلة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا: “يمكن أن تشمل استخدامات هذه التقنية تحويل مخلفات الطعام إلى مساحيق مجففة وتحويلها إلى أحبار صالحة للأكل قابلة للاستخدام في تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، كما يمكن أن تشمل الخيارات الأخرى استخدام مخلفات الطعام كطبقة سفلية ثلاثية الأبعاد يمكن من خلالها زراعة فطر المشروم أو الفطريات الأخرى الصالحة للأكل”.
وتقدر شركة “ألّايد ماركِت ريسيرتش” أن يتجاوز سوق المواد الغذائية المصنوعة باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، 15 مليار دولار أمريكي عالميًا بحلول عام 2031، مرتفعًا بذلك من 226.2 مليون دولارٍ أمريكي في عام 2021.
إقرأ المزيد حول هذا الموضوع: من المختبرات إلى الموائد.. صناعة اللحوم تأخذ حصتها من العلوم