تعتمد الباحثة في دولة الإمارات ليندا زو على تكنولوجيا النانو
لتطوير مواد جديدة لاستخدامها في تلقيح السحب›››
توجد هناك بعض المهارات التي تتفوق فيها الآلات على البشر على الرغم من قدرة البشر الكبيرة على تقديم خدمة رعاية المرضى،يمكن أن تُفيدنا مهارات الآلات بشكل أكبر مما كنا نتوقع.
يمتلك الذكاء الاصطناعي مهارات لا تستطيع أدمغة الإنسان التنافس معها، كتسريع معالجة البيانات وتطوير الأدوية المنقذة للحياة وتحليل صور الأشعة، ولا يعني ذلك أن الأطباء البشر سيفقدون وظائفهم لأنهم سيتعاونون مع الآلات لتسريع عملية التحسن.
إجراءات طبية
يعد تطوير الأدوية مهمة مرهقةً ومليئة بالتجارب والأخطاء، حيث يقضي الباحثون سنوات عديدة في تطوير البيانات وتحليلها لإنتاج الأدوية مع العلم باحتمالية فشلها في كل خطوة، إضافة للعمليات الطويلة واللامتناهية في الاختبارات والحصول على الموافقة لإنتاج الدواء واستهلاكه، حيث يمكن أن تصل العملية إلى ما يقارب 15 عامًا
علّمنا وباء كوفيد-19 أن تطوير الأدوية يجب أن يكون آمنًا وفعالًا، ولكن يجب أيضًا أن يكون سريعًا. وفي هذا الصدد، تستعد التطورات الجديدة في الذكاء الاصطناعي لتقليل فترة انتظار الأدوية.
دراسة أجريت عام 2023، بقيادة رضوان قريشي من جامعة حمد بن خليفة في قطر، إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم في تطوير الأدوية في جميع المراحل بتكلفة يبلغ متوسطها مليونين ونصف دولار أمريكي لتوفير الدواء في السوق، ويعتبر ذلك خبرًا هامًا نظرًا لأهمية الوقت في مجال البحوث والتطوير الدوائي.

ما مقدار المال الذي يتم توفيره؟ يمكن أن يوفر الذكاء الاصطناعي 70 مليار دولار أمريكي في عملية اكتشاف الأدوية بحلول عام 2028 وفقًا لمحللي سوق بيكريل.
وقد ينفق قطاع صناعة الأدوية، وفقًا لبنك الاستثمار مورغان ستانلي، 50 مليار دولار سنويًا على الذكاء الاصطناعي خلال الـ 10 سنوات القادمة
يُعتبر تصميم الأدوية أحد الجوانب التي يعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين عملياتها.
ويتم تصميم الأجسام المضادة في بداية مرحلة تطوير الدواء بناءً على التصاميم أو البيانات الموجودة مسبقًا، ولكن يمكن أن يقوم الذكاء الاصطناعي بذلك من الصفر.
آبساي” في عام 2023 أول شركة تقوم بتطوير نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي دون تجربة مسبقة بواسطة تصاميم الأجسام المضادة دي نوفو (الجديدة) عبر محاكاة الكمبيوتر، وتُمثّل الأجسام المضادة الخاصة بها أجزاءً مهمة من الأدوية المستخدمة لعلاج سرطان الثدي.
تقول شركة “آبساي” أنه يمكن خفض الوقت الذي يستغرقه توفير الأدوية في الأسواق بمدة تصل إلى عامين. على الرغم من أن التكنولوجيا لا تزال جديدة.
طرحت الشركة مجموعة من المشاريع على موقعها الإلكتروني بعد افتتاح مركز ابتكار في سويسرا يركز على الأمراض الجلدية وأمراض التهاب الأمعاء وعلم العلاج المناعي للسرطان.
“”يمكن أن يقوم مختبرنا الرطب بتجارب للتحقق من صحة الأدوية المرشحة والتي تصبح قابلة للاستخدام فور قيام الكمبيوتر بعملية التصميم من دون أن نضطر إلى المرور بالخطوة البطيئة والمكلّفة لتحسين المرشح الأول. من المحتمل أن يقلل هذا من الوقت الذي يستغرقه الحصول على أدوية جديدة في العيادة، بالإضافة إلى اختراع علاجات للأمراض التي يستحيل علاجها في العادة وتحسين الاحتمالات العلاجية للعديد من الأمراض الأخرى”. .
تُعتبر شركة “آبساي” واحدة من العديد من شركات تطوير الأدوية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لإحراز تقدم في البحوث، حيث خَلُص مسح أجرته شركة الاستشارات الإدارية العالمية ماكينزي وشركاؤه في الربع الأخير من عام 2022، إلى أن هناك ما يقارب الـ 270 شركة تعمل في مجال اكتشاف الأدوية، كما أن بعضها يتعاون مع شركات الأدوية الحيوية الكبيرة. وخلص الاستطلاع أيضًا إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي يسرع عملية توليد هياكل البروتين بمقدار 100 مرة وعمليتي فحص صور الأشعة والتحليلات بنسبة تصل إلى 10 مرات.
لكن ماذا عن الأمراض التي صُمِّمت هذه الأدوية لعلاجها؟
التشخيص والكشف المبكر
قد يتطلب الأمر من قبل الأطباء المتخصصين عقودًا لاكتساب مهارات التشخيص، حيث تأتي هذه المهارات في العادة من الخبرة. وينطبق ذلك أيضًا على الذكاء الاصطناعي الذي يتعلم من مصدرٍ ما. ويمكن للتعلم الآلي تفسير البيانات باستخدام السجلات المحوسبة بناءً على الأنماط في قاعدة البيانات طالما أن هناك الكثير من العينات المرقمة والمنظمة بدقة.
ومع ذلك، فإن الاختلاف الرئيس بين البشر المدربين جيدًا والذكاء الاصطناعي هو قدرة الذكاء الاصطناعي على تفسير البيانات في ثواني.
يمكن أن تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي المدربة على فحص صور الأشعة السينية والأشعة المقطعية وأشعة الرنين المغناطيسي، بالعثور على الأورام وتحديدها وتصنيفها وتقديم معلومات حول معدل النمو المحتمل وخطر الإصابة بالورم الخبيث في وقت قصير جدًا.
إضافة لذلك،يمكن أن يتنبأ الذكاء الاصطناعي باحتمال الإصابة بالمخاطر الصحية بناء على نمط الحياة والصحة وقابلية الإصابة المرتبطة بالبيانات الوراثية باستخدام فحوصات الدم والأشعة للتحذير منها قبل أن تتطور.
وتُعتبر العدوى أحد هذه المخاطر، حيث يمكن أن تؤدي إلى تسمم الدم الذي يشكل خطرًا، كما يعد ثاني أكبر مسبب للوفاة على مستوى العالم.
يحتوي تسمم الدم على عنصر وراثي، ومع ذلك يمكن أن يصاب به أي شخص. وفي هذا السياق، يطمح الباحثون إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تحديد المؤشرات المفقودة في البحث.
أمضى أسرار راشد، نائب رئيس قسم خدمات طب الأطفال في مستشفى إن إم سي رويال ورئيس قسم الرعاية الحرجة للأطفال في أبوظبي، سنوات عديدة في علاج الأطفال الرضّع والأطفال المصابين بتسمم الدم والذين غالبًا ما يكون وقت علاجهم قد تأخر. لذلك، هو سعيد بالفوائد الطبية والعلاجية للذكاء الاصطناعي.

يركز أسرار على العثور على الجزء المفقود من اللغز الجيني، حيث نشر ورقة بحثية عام 2009 خلُصت إلى أنه من الصعب العثور على نمط وبالتالي ربط علم الوراثة بقابلية الإصابة بتسمم الدم.
وحقق تقدمًا ملحوظًا بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي في عام 2023 من خلال إيجاد نمطٍ في فوضى الحمض النووي.
وجد أسرار معلومات حول الآليات الكامنة وراء الأنظمة الحيوية المعقدة، بسبب قدرة الذكاء الاصطناعي على البحث في آلاف الصفحات الإلكترونية التي تحتوي على البيانات السابقة وإيجاد أنماط فيها والسماح باستخدام التقنيات التي يمكنه من خلالها النظر إلى الجينات بطريقة جديدة.
“قال أسرار في حديثه مع مجلة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا: “ساهم عملنا في مستشفى إن إم سي رويال – مدينة خليفة للمرة الأولى في نقل الممارسة الطبية من اعتمادها على مؤشر حيوي واحد إلى احتمالية اعتمادها على مؤشرين حيويين (النهج الثلاثي)”.
ويعني ذلك أنه لم يتبقّ سوى نقطة ثالثة لإكمال المثلث. وأضاف: “توجد هناك مساهمة جديدة تتمثل في قدرتنا على استخدام التغييرات على مستوى الجينات لإعطاء أدلة متعلقة بالبيئة الديناميكية للعمليات الخلوية إذا تمكنّا من التأثير على التغيير على مستوى الجين، فقد يعود هذا بفائدة أكبر للمريض، عن طريق تقليل الضرر الذي يصيب الأعضاء بسبب تسمم الدم على سبيل المثال”.
الذكاء الاصطناعي وإدارة المرضىT
علّمنا الوباء أنه عندما تنشأ أزمة على نطاق عالمي، فإن تنظيم كلٍّ من العمليات والمهام الأبسط يمكّن العاملين في مجال الرعاية الصحية من التركيز على المواقف الأخطر، وتستخدم المستشفيات والعيادات في جميع أنحاء العالم الذكاء الاصطناعي لمواجهة هذه التحديات.
ومثال ذلك: خدمة الاستقبال والإرشاد الطبي التابعة لشركة “فوروورد” لتشخيص الأمراض بواسطة الذكاء الاصطناعي.
في عيادات “فوروورد” التي تعتمد على التكنولوجيا يسجل المرضى وصولهم باستخدام جهاز آيباد ويحصلون على صورة أشعة ثلاثية الأبعاد لجسمهم وتقوم الخوارزميات بتفسير البيانات قبل وصول المريض إلى الطبيب.
ويمكن للشاشة التي تعمل باللمس تسجيل مناقشتك مع طبيبك، ما يلغي الحاجة إلى تدوين الملاحظات.
ويقوم جهاز ضغط اللسان القائم على التكنولوجيا المتقدمة بفحص ضغط الدم ودرجة الحرارة وصحة القلب في أقل من دقيقة وإدخال المعلومات على الفور إلى ملفك في السحابة.

أدوات للصحة العقلية
يضع الذكاء الاصطناعي أيضًا بصمته في عالم الصحة العقلية.
قالت غابرييل باول، مديرة العمليات وأحد مؤسسي شركة “تايميا”: “يمكننا تمكين الأطباء من مراقبة المؤشرات الحيوية غير المرئية التي تشير إلى الحالات المختلفة للصحة العقلية، باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي المدربة أخلاقيًا بنفس الطريقة التي يمكن من خلالها استخدام فحص الدم أو تخطيط القلب للكشف عن حالات الصحة البدنية ومراقبتها.” Read more›››
طرحت “تايميا” أدواتها عبر العديد من المنشآت الصحية العقلية العالمية، كما أنها تقوم بتطوير أداة للمساعدة في تشخيص الأمراض المعرفية مثل مرض باركنسون والزهايمر واضطراب فرط الحركة و تشتت الإنتباه، كما قالت غابرييل في حديثها مع مجلة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا.
أضافت غابرييل: “لقد استخدمنا الأدوات نفسها لتشخيص الأمراض العقلية وعلاجها منذ عقود، ويملك الذكاء الاصطناعي القدرة على تحسين سرعة التشخيصات المتعلقة بالصحة العقلية ودقتها بشكل جذري، ما يسهل على المرضى الحصول على المساعدة الصحيحة.”
“هناك مجال كبير للتحسين في أنظمة الرعاية الصحية العقلية على مستوى العالم، كما أن الأدوات التقنية المناسبة تمتلك إمكانات هائلة لتحسين مستوى تقديم الرعاية عند استخدامها بشكل مسؤول وأخلاقي.”.‹‹‹ Read less
يمكن الوصول إلى جميع البيانات الصحية الخاصة بك عن طريق تطبيق “فوروورد”، وتهدف هذه البيانات إلى تعزيز الوقاية بدلًا من رد الفعل من خلال الاستفادة من الأجهزة القابلة للارتداء التي تقوم بتسجيل سلوكيات مرتديها وتحليل الحمض النووي الخاص به لمعرفة قابلية إصابته بالمرض والسماح لمتخصصي الرعاية الصحية بمراقبة حالته على مدار الساعة.
يشير موقع “فوروورد” لهذه العيادات بأنها ” نقطة انطلاق”.
ويهدف أدريان أون، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة “فوروورد”، إلى تحقيق الهدف المتمثل في تحويل الطب إلى منتج بدلًا من خدمة كمنتجه “طبيب عن بعد” الذي يمكن الوصول إليه والاستفادة منه بكفاءة.
تبدو خدمة أدريان كيربود وكأنها كشك تصوير حديث، حيث يخطو المستخدم خطوة داخل مربع تبلغ مساحته 2.5 متر مربع ويختار الخدمة التي يريد الحصول عليها من قائمة الطلبات ثم يحصل على صورة أشعة لجسمه، وإذا به يحصل على تشخيص وخطة عمل أو وصفة طبية، وعلى الرغم من الشكوك التي تكتنف الجهاز، إلا أن “فوروورد” جمعت مؤخرًا 100 مليون دولار أمريكي لجلب 25 جهاز “كيربود” إلى مراكز التسوق الأمريكية.
قال أدريان في حديثه مع موقع “فيرس هيلث كير”: “يدخل المستخدم إلى الجهاز ويشغّله باستخدام هاتفه المحمول ثم يختار أحد الخيارات كتطبيق مسح الجسم، فيجعله الجهاز يدور ليأخذ مجموعة من القراءات، وبعد ذلك يُظهر له النتائج ويعطيه العلاج الذي يحتاجه أو وصفة طبية أو خطة”.
يُعتبر نظام حفظ الملفات السحابي للذكاء الاصطناعي حلم القطاع الصناعي الغني بالبيانات، ويمكن للأطباء اتخاذ قرارات في الوقت المناسب بناء على البيانات السابقة، كما يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد احتمالية استجابة المريض للأدوية المختلفة مع وجود السجلات الطبية في متناول أيديهم والأجهزة التي توفر نتائج اختبارات طبية فورية
الرعاية المنزلية للمرضى
ولكن إذا كنت تفضل الاستمتاع بغرفة المعيشة المريحة الخاصة بك، قال نادر أبو ياغي، مدير مركز إن إم سي بروفيتا الطبي في أبوظبي، أنه يهدف إلى إحداث ثورة في مجال الرعاية المنزلية باستخدام الذكاء الاصطناعي.
قال نادر إن الذكاء الاصطناعي داخل القطاع ما يزال في بداية الطريق، ولكن تهدف بعض الأنظمة إلى بدء استخدامه في عام 2024 بحيث يساهم في تسهيل الرعاية المنزلية وجعلها أكثر أمانًا وأقل تكلفة.
يعمل مركز إن إم سي بروفيتا الطبي على تطوير نظام مدعوم بالذكاء الاصطناعي لمراقبة المؤشرات الحيوية ومستويات النشاط للمرضى عن بعد والسماح بالتدخل المبكر، حيث يمكنه على سبيل المثال، مراقبة مستويات السكر في الدم لمرضى السكري.
يتم أيضًا تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي لإدارة الحالات المزمنة، وقد يعني هذا أنظمة غذائية شخصية وبرامج التمارين الرياضية وأدوية بالإضافة إلى وضع خطط علاجية.
أدت أنظمة المراقبة الوقائية والرعاية الشخصية هذه في الاختبار إلى خفض معدلات الرجوع إلى المستشفيات بنسبة 15% وتكلفة الرعاية المنزلية للمرضى بنسبة 6%.
“قال نادر: “يُعتبر الذكاء الاصطناعي حليفًا قويًا لجهودنا في التطبيب عن بعد، ويُعد التطبيب عن بعد ضروريًا لاستراتيجية رعاية المرضى في المستشفى لأنه يساعدنا على الوصول إلى المرضى وخدمتهم في منازلهم مباشرةً، حيث يُعتبر من المهم الحفاظ على استمرارية الرعاية وتوفير إمكانية حصول المرضى الذين لا يستطيعون الذهاب إلى المستشفى، على خدمات الرعاية الصحية.
“”يساعد الذكاء الاصطناعي أيضًا في إدارة جداول المرضى وفحوصات متابعة حالاتهم، من خلال تحسين أوقات المواعيد وضمان مراقبتهم بانتظام، ويمثّل هذا أهمية أكبر في بيئة الرعاية المنزلية، حيث يمكن أن يكون للمشاركة المتسقة والتدخل في الوقت المناسب تأثير كبير على نتائج المرضى”.
كل شيء يعتمد على البيانات
تُعتبر القطاعات الصناعية الغنية بالبيانات مثل الرعاية الصحية مهيأة لتطوير الذكاء الاصطناعي، لكن البيانات ليست سوى الخطوة الأولى، كما قال ديرك ريكتر، مدير الابتكار الصحي في دائرة الصحة في أبوظبي.
أمضت وزارة الصحة السنوات الثلاثة الماضية في إنشاء نظام مركزي لتبادل المعلومات الصحية يحتوي على سجلات المرضى الأساسية للنظام الطبي في الإمارة تحت اسم “ملفّي”، بحيث تكون بياناتهم متاحة بغض النظر عن المرفق الطبي الذي يدخلونه في جميع أنحاء البلاد
ويعني هذا التاريخ الطبي الكامل والرعاية الطارئة والفحوصات الروتينية ونتائج الاختبارات والفحوصات دون الحاجة إلى سردك تاريخك الطبي مرارًا وتكرارًا.
شمل النظام تطبيقًا لمعرفة التقارير الخاصة بالمريض وكل ما يحدث، وقال ديرك بأن هذا يوفر راحة البال للمريض ويسهل استخدامه بالنسبة لكل من الطبيب والمريض، كما أنه يوفر المال عن طريق تجنب إعادة فحوصات الأشعة أو الاختبارات المكلفة، وهو يشمل أيضًا ميزات مثل توقع المخاطر التي قد يواجهها المريض.

يعتبر اختيار الأدوات المناسبة، في ظل الزيادة الهائلة لأجهزة الذكاء الاصطناعي، أمرًا في غاية الأهمية. وفي هذا الصدد، أنشأت وزارة الصحة فريقًا لتقييم التكنولوجيا الصحية والذي يطبق خوارزمية الذكاء الاصطناعي في البيانات العالمية لسلامة وفعالية الأدوات الطبية القائمة على الذكاء الاصطناعي، ومعاملة كافّة الأدوات كما لو أنها دواء جديد بناء على سياسة صدرت حديثًا
وستكون المؤسسات الطبية ملزمة باستخدامها حتى يتم أخذ تغطية التأمين في الاعتبار، فلن يكون هناك فائدة من اعتماد هذه الأدوات إذا لم تُستخدم لأن الناس لا يستطيعون أو لا يريدون أن يدفعوا مقابلًا لاستخدامها. قال ديرك: “سيبدو الأمر حينها كما لو أنها غير موجودة”.
تستخدم وزارة الصحة خوارزميات التصوير المتقدمة لمساعدة الأطباء بعد قضائهم يومًا كاملًا في البحث بين المئات من نتائج الفحوصات الطبية، كما تساعد الخوارزميات أطباء العيون على تحديد مرحلة مرض السكري التي قد يكون فيها المريض من خلال قراءة فحوصات شبكية العين، وتقوم التكنولوجيا المساعِدة للذكاء الاصطناعي بتحليل الصور التي يتم التقاطها أثناء عملية تنظير القولون لاكتشاف التشوهات أو الأورام التي قد لا يراها الشخص الذي يجري العملية..
تعتمد كافّة تشخيصات الذكاء الاصطناعي على البيانات التي استخدمها الذكاء الاصطناعي في عملية التعلم، لذا تُعتبر البيانات الكبيرة ضرورية.
قال ديرك إن العديد من مراكز البحث والتطوير تنفذ مشاريع في مجال الذكاء الاصطناعي وقد أسست وزارة الصحة شراكات لتعزيز الابتكار في هذا المجال، كما تتقدم الجامعات والمؤسسات البحثية التي تشمل جامعة خليفة، بطلب مستمر للحصول على المنح.
يرى ديرك أن هذه الأدوات ستجمع كلًا من المرضى والأطباء معًا، ما يتيح المزيد من الوقت للتواصل، وهو ما يمكن أن يُمثل بيانات مهمة في عملية التشخيص، على الرغم من أن دور ديرك يركز على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.
وقال في حديثه مع مجلة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا: “لذا يمكن أن يقضي أخصائي الأشعة وقته في التحدث إلى المريض الذي يمتلك بالفعل نتائج مهمة من فحوصات الأشعة السينية الخاصة به، بدلًا من قضاء ساعتين في النظر إلى فحوصات الأشعة السينية للصدر بشكل يومي”. .
الاتحاد قوة
توجد أشياء لا تستطيع أدمغة الإنسان القيام بها، وكذلك الأمر بالنسبة للذكاء الاصطناعي، حيث توجد هناك أشياء يمكن للبشر القيام بها ولا يستطيع الذكاء الاصطناعي فعل ذلك، كالتعبير عن المشاعر الإنسانية الحقيقية.
ناهيك عن أن العلاقة بين الطبيب والمريض تعزز الثقة، ولكن تعتمد هذه الثقة على التواصل الإيجابي بمرور الوقت.
وفقًا لبيانات صدرت عام 2022 من منصة المريض التفاعلية “بيشنت بوينت”, فإن الوقت الذي ينتظره المريض بمجرد وصوله قبل الدخول إلى مكتب الطبيب هو 26.2 دقيقة، ويرجع وقت الانتظار هذا بشكل أساسي إلى عدد المرضى والمهام الإدارية التي يمكن أن يقوم بها الذكاء الاصطناعي بدلًا من ذلك.
نظرًا إلى تخصيص الأطباء عادة 15 دقيقة للتواصل مع المريض (في عملية تشبه خطوط الإنتاج) قد يساعد استغلال الذكاء الاصطناعي للقيام بمهام الفرز والأعمال الإدارية، على السماح للطبيب أن يصبح مع مرور الوقت طبيبًا حقيقيًا يملك الوقت للاستماع إلى المعلومات المتعلقة بحالة المريض والتعاطف بالإضافة إلى وضع استراتيجية معه.

يعتقد المشككون بأن الذكاء الاصطناعي سيكون ببساطة وسيلة لزيادة معدل الوقت الذي ينهي فيه المرضى مواعيدهم، حيث يُعتبر المال هو الدافع لذلك، ولسبب وجيه حيث توجد 3147 شركة طبية ناشئة في الولايات المتحدة وحدها. ومع ذلك، فإن المعلومات واضحة: يملك الذكاء الاصطناعي إمكانات كبيرة، لكن تعتمد كيفية استخدامه علينا.
“قال رضوان قريشي من جامعة حمد بن خليفة: “يجب أن تتضافر جهود كل من العقل والآلة”.