يقدم كل من الخشب والجاذبية والرمل وغيرهم حلولًا ممكنة›››
نجح مسبار الأمل الإماراتي في الوصول إلى المريخ في العام 2021، حيث تعتبر هذه المهمة إحدى مهمات استكشاف الفضاء التي أطلقتها حكومات الدول والشركات الخاصة في السنوات الأخيرة بهدف زيادة فهمنا للنظام الشمسي وما وراءه. وفي هذا الصدد، طرحنا على مجموعة من الخبراء السؤال التالي: ماذا يجب أن تكون أولويتنا في مجال استكشاف الفضاء؟ وفيما يلي ما قالوه.
التعاون يعود بالفائدة على جميع سكان الأرض

حمد المرزوقي
الدكتور حمد المرزوقي هو مدير مشروع الإمارات لاستكشاف القمر وأشرف على أنظمة الكمبيوتر والتصوير للمستكشف راشد.
كان الإنسان ولا يزال المحور الرئيس في استكشافات الفضاء، فقد ساهم الإنسان في الماضي بدور ريادي في مجال الفضاء وأصبحت هذه الجهود هي المحفز لبرامج استكشاف الفضاء في الوقت الحاضر وستواصل دورها في المستقبل.
يوجد مجموعة من الدوافع المختلفة لبرامج استكشاف الفضاء تشمل الدوافع السياسية والاقتصادية والأمن الوطني، والتي ستبقى موجودة.
وقد تتغير الدوافع ولا تبقى ثابتة، والذي يبقى ثابتًا هو الفضول فينا جميعًا لاستكشاف المجهول وتوسيع نطاق المعرفة.
ما يميزنا نحن البشر هو إصرارنا على طرح الأسئلة منذ طفولتنا إلى مرحلة الشباب، وتشكل مثل هذه الأسئلة مجموعة الدوافع التي تحفز برامج استكشاف الفضاء العلمية.
نظر أسلافنا إلى القمر والكواكب والنجوم فاستثارت فيهم الغموض ومنحهم الإلهام. واليوم ومن خلال إصرارنا على طرح الأسئلة، فقد أصبحنا نسكتشف الفضاء عبر إرسال المركبات الفضائية إلى القمر والمريخ وغيرها من الكواكب، وصولًا إلى حافة النظام الشمسي.
وسنشهد قريبًا إنشاء حضارة في الفضاء ونرسخ وجودنا على كوكب القمر وكوكب المريخ.
ولا يقتصر استخدامنا لضمير المتكلم (نحن) في الجمل السابقة على شعوب معينة أو دولة أو عرق أو دين معين، وإنما القصد جميع سكان كوكب الأرض، وهذا ما يجب أن يكون على رأس أولويات استكشاف الفضاء.

يعتبر استكشاف الفضاء تحد صعب ولا يمكن تحقيق الإنجازات فيه إلا من خلال التعاون المشترك بين سكان الأرض وذلك عبر العمل الدولي المشترك.
وتعد محطة الفضاء الدولية نموذجًا حيًا على ما يمكن تحقيقه حين ننبذ الفوارق بيننا ونتعاون مع بعضنا.
لذلك، يجب أن تتجاوز جهودنا حدود محطة الفضاء الدولية وأن نوسع أطر التعاون الدولي في برامج استكشاف الفضاء في المستقبل.
ينبغي علينا الاستفادة من التطورات الكبيرة التي يتم تحقيقها في مختلف برامج الفضاء وإيجاد الحلول المتمحورة حول الإنسان بهدف تحسين معيشة الأفراد على هذا الكوكب من خلال التكنولوجيا والمعرفة والتعليم وتمكين الدول الفقيرة والنامية.
ويجب على البرنامج الدولي الذي سنطوره في مجال استكشاف الفضاء أن يركز على تحسين مستوى المعرفة لدى الإنسان وإيجاد الحلول للمشكلات الراهنة والتي تتضمن الاحتباس الحراري وانعدام المساواة والفقر ونظام الصحة العالمي وتوفير مستقبل زاهر للأجيال القادمة على كوكب الأرض والكواكب الأخرى.
تفادي مصير الديناصورات

إتوري بيروتزي
إتوري بيروتزي هو عالم بحثي أول في وكالة الفضاء الإيطالية، يحظى بخبرات طويلة الأمد في مجال ميكانيكا الأجرام السماوية وعلوم الكواكب وديناميكيات الطيران في الفضاء والتعليم والتدريب. ويحمل الكويكب (10027) اسمه. Read more›››
تعتبر الطرق التي تربط ما بين كوكب الأرض بالمناطق الخارجية في النظام الشمسي حقائق معروفة في مجال الميكانيكا الفلكية، كما أنه من المثبت علميًا أن الكويكبات والمذنبات التي تسير غالبًا في مدارات عشوائية هي المفتاح الأساسي لفهم المراحل المبكرة لتشكل الكواكب.
وتعتبر الحركات الديناميكية للكويكبات والمذنبات، التي تؤثر في الكواكب من خلال سقوطها في الشمس أو هروبها إلى الفضاء بين النجوم، وتنوعها في الخصائص الفيزيائية، موضوعًا هامًا في علوم الكواكب وقد تشكل أجسامًا خطرة في حالة التصادم، كما تمثل فرصة للتعدين الفضائي.
ويتيح لنا استكشاف الكويكبات والمذنبات معالجة ثلاث قضايا أساسية في آنٍ واحد وهي، الكشف عن أصل النظام الشمسي وتطوره وفتح سوق جديد التطبيقات الفضاء التجارية وتوفير معلومات هامة للحماية المدنية.
وتتيح معرفة الهيكل الداخلي والتركيب الكيميائي لجرم سماوي صغير، في طريقه للتصادم مع الأرض، تطوير استراتيجية فعالة ومعتمدة للتحييد، مما يساهم في تعزيز دور الإنسان لتجنب مصير الديناصورات.

وتوفر التركيبة الأصلية للجرم السماوي الذي لا يشكل خطرًا احتياطي عالي القيمة من المصادر الفضائية التي تعوض النقص المحتمل في العناصر الهامة والأساسية في كوكب الأرض.
وصل حتى الآن عدد كبير من مهمات استكشاف الفضاء الناجحة إلى الكويكبات والمذنبات، منها على سبيل المثال جيوتو ونير ودون وروزيتا وهايابوسا 2 ودارت (ليكياكيوب)، وهناك المزيد في طريقه للتحقيق.
إضافة لما سبق، تمثل هذه الأجرام السماوية مواقع مثالية لإنتاج الوقود والمواد الاستهلاكية الأساسية في الموقع، وبالتالي إتاحة الفرصة أمام رحلات استكشاف الفضاء بعيدة المدى بشكل منتظم والمحافظة على توسع الإنسان في النظام الشمسي بشكل مستدام.
استكشاف المدارات القريبة من كوكب الأرض قد تؤثر على الحياة فيه

أنطون إيفانوف
أنطون إيفانوف هو مدير تنفيذي لاستكشافات ما بعد كوكب الأرض في معهد الابتكار التكنولوجي في أبوظبي، دولة الإمارات.
يمكننا تحديد أولويتين هامتين مستقبلًا في مجال استكشاف الفضاء هما، المدارات القريبة من الأرض والتي تشمل مدارات (ليو وميو وجيو) وأولوية دراسة النظام الشمسي.
يعتبر الاكتشاف الآمن لمدارات (نيو) القريبة من كوكب الأرض أمرًا هامًا لسببين هما، أن هذه المدارات تعتبر موطنًا للاتصالات المتعلقة برصد الأرض والأقمار الصناعية العالمية (جي إن إس إس). ويتمثل السبب الثاني في أن هذه الأصول تلعب دورًا محوريًا في حياتنا اليومية على الرغم من أننا لا نلحظ مدى تأثيرها علينا.
لاحظنا في السنوات العشر الأخيرة تحركًا واسعًا تجاه إنشاء مجموعات كبيرة من الأقمار الصناعية التي ستتيح تطوير تطبيقات جديدة وستصبح المدارات المألوفة مكتظة.
ويشهد عدد من الأقمار الصناعية النشطة والحطام في مدار (ليو) زيادة كبيرة، وهو ما يشكل خطرًا يهدد سلامة كل من الإنسان ومهمات الاستكشاف الروبوتية في المدار نفسه حيث يتوجب اتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من تلك المخاطر.
ويعتبر استكشاف النظام الشمسي، خاصة المريخ والقمر، أمرًا في غاية الأهمية للعديد من الأسباب.

تستثمر بعض مؤسسات القطاع الحكومي والشركات الخاصة في مهام استكشاف القمر والمريخ وحزام الكويكبات، إضافة للتقدم التكنولوجي الذي يمكننا من تعلم المزيد حول تاريخ النظام الشمسي.
ويمكننا أيضًا أن نفهم وبشكل شامل حقيقة وجود حياة أخرى خارج نطاق النظام الشمسي، وذلك بالتزامن مع اكتشاف عدد كبير من الكواكب الخارجية الموجودة خارج المجموعة الشمسية.
إضافة لذلك، يشكل استكشاف المريخ والقمر نقطة انطلاقة لاستكشافات الإنسان المعمقة للفضاء والتي تساهم بدورها في تحفيز التكنولوجيات المتعلقة بذلك على كوكب الأرض.
تتميز طبيعة الإنسان بالفضول لاستكشاف أماكن جديدة، وحظي كل من المريخ والقمر باهتمام كبير في مجال إنشاء أماكن للعيش فيها بشكل دائم مستقبلًا.
يذكر أنه من غير المرجح أن تساهم هذه الأماكن في حل مشكلات زيادة عدد السكان العالمي وتغير المناخ، إلا أنها ستؤثر بشكل إيجابي على ثقافة الإنسان والمجتمع وتساهم في تعزيز الشعور بالفخر بالإنجازات في مجال الفضاء ودعم فرص التعاون الدولي وتحفيز عمليات الابتكار.