IMAGES: Freepik

تحتاج دولة الإمارات لتواصل في ريادتها في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في منطقتها وخارجها، إلى الاستثمار في تطوير التكنولوجيا والمواهب المحلية في قطاع حيوي يمر بمرحلة تحول متسارع.

هذا هو السبب الذي دفع جامعة خليفة وشركائها، مؤسسة الاتصالات (إي آند) ومؤسسة الاتصالات البريطانية (بي تي) إلى إنشاء مركز الإمارات للابتكار في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات (إبتيك).

IMAGE:جامعة خليفة
نواف الموسى

د. نواف الموسى عضو الهيئة الأكاديمية في قسم الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر في جامعة خليفة ومدير مركز الإمارات للابتكار في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات (إبتيك). تشمل اهتماماته البحثية الحوسبة المتباينة عالية الأداء والتحسين الموزع والتحكم في تطبيقات الحوسبة والاتصالات والأنظمة الروبوتية.

“إبتيك” هو مركز دولي للتميز في أبحاث وابتكار أنظمة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذكية، تدفعه قوة القطاع الصناعي والأكاديمي والشراكة الحكومية التي تعزز الأبحاث ذات المستوى العالمي، ونقل التكنولوجيا والتدريب البحثي والابتكار المفتوح في المجالات ذات الأهمية الاستراتيجية للشركاء المؤسسين ولدولة الإمارات.

الفوائد التي تعود على المجتمع

يتمتع “إبتيك” بقدرات قوية في مجال التعلم الآلي والتحسين ومعالجة اللغة الطبيعية والذكاء التعاوني وتحليلات البيانات الضخمة فضلًا عن هياكل الشبكات والأمن السيبراني. وقد وُجِّهت هذه القدرات لتقديم أكثر من 40 مشروعًا استراتيجيًا سنويًا لشركائها والجهات الحكومية في دولة الإمارات للمساعدة في تحسين كفاءتها التشغيلية وجودة الخدمات المقدمة، فضلًا عن بناء قدرات موظفيها من خلال نقل المعرفة وبرامج التدريب.

تجدر الإشارة إلى أن المشاريع الرائدة الحديثة توفر حلولًا ذكية للأبنية، مثل التنبؤ بأعطال الآلات وتحليلات العدادات الذكية واستشعار شبكة الواي الفاي، كما أن التنبؤ باستخدام الطاقة وتحسينها يساعد الشركات على تقليل متطلباتها من الطاقة بشكل كبير وخفض التكاليف وانبعاثات الكربون أو ما يُطلق عليه البصمة الكربونية.

كما تعاون المركز مع أكثر من 15 جهة حكومية اتحادية ومحلية في دولة الإمارات لتطوير حلول ذكية منتشرة في هذا القطاع. وتشمل هذه الحلول تطبيق رؤية الكمبيوتر لتحسين سلامة النقل (شرطة أبوظبي)، وكذلك تطبيق تحليلات النص لتحسين نتائج تعلم الطلبة (وزارة التربية والتعليم). كما قدم “إبتيك” تحليلًا للمشاعر أو الآراء في وسائل التواصل الاجتماعي لتحسين الخدمات التي تقدمها الحكومة للمواطنين (مركز الإحصاء في أبوظبي ودائرة البلدية والنقل)، وتحليلات البيانات الضخمة والنمذجة والتنبؤ بالواردات والصادرات الغذائية الوطنية (هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية).

التركيز على التجارة

يهدف مركز “إبتيك” أيضًا إلى الاستغلال التجاري لأكثر مشاريعه البحثية الواعدة من خلال إنشاء شركات ناشئة، من ضمن مشروع “تن فولدز” مبادرة أخرى قيد التطوير

سيكون مشروع “تن فولدز” أول مزود لحلول تصنيف بيانات التعلم الآلي في المنطقة العربية.

ونظرًا لتعدد اللهجات في اللغة العربية، فإن الحلول الحالية تواجه صعوبة، إلّا أن برنامج “تن فولدز” سيضمن الجودة مما يسمح بتدريب نموذج أكثر دقة للتعلم الآلي.

يُعد مشروع “تن فولدز” مبادرة أخرى قيد التطوير، حيث سيكون أول مزود لحلول تصنيف بيانات التعلم الآلي في المنطقة العربية. ونظرًا لتعدد اللهجات في اللغة العربية، فإن الحلول الحالية تواجه صعوبة، إلّا أن برنامج “تن فولدز” سيضمن الجودة مما يسمح بتدريب نموذج أكثر دقة للتعلم الآلي.

الاستجابة لكوفيد-19

استفاد مركز (إبتيك) من قدراته في مجال تعلم الآلة لدعم الاستجابة للجائحة من خلال تطوير النماذج الخاصة بانتشار كوفيد-19، حيث تقوم هذه النماذج على بيانات البنية التحتية الرقمية وتطبيق التحليلات النصية الدقيقة متعددة اللغات وتقنيات المعالجة اللغوية على منصات التواصل الاجتماعي لتقييم نقاشات السكان والأثر النفسي الذي تركته الجائحة لديهم.

وقد تم تكريم مركز الإمارات للابتكار في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات (إبتيك) مؤخراً باعتباره المركز الأكثر إبداعاً في دولة الإمارات وذلك ضمن حفل جوائز أبوظبي للملكية الفكرية التابعة لدائرة التنمية الاقتصادية، كما أن المركز لديه أكثر من 80 اختراعًا تم تسجيلها أو تقديم طلب لتسجيلها، وحصل بالفعل على 64 براءة اختراع. وتتمثل أحد الجوانب الرئيسة للنجاحات المستمرة التي يحققها المركز في طموحات نقل المعرفة؛ حيث قام المعهد حتى الآن بتدريب أكثر من 400 طالب من الدولة، وأشرف على 50 رسالة ماجستير أو دكتوراه، إضافة إلى تدريب أكثر من 300 أخصائي إماراتي في الاختصاصات المتعلقة بالبيانات الكبيرة.

يعتبر تحقيق التميز العلمي والتعامل مع التحديات الوطنية والمجتمعية ومعالجتها وبناء مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذكية الأساسية في دولة الإمارات من المبادئ الأساسية في رسالة المركز، إضافة إلى أن هناك الكثير مما يمكن تحقيقه من خلال تعاوننا مع المؤسسات الرائدة في الصناعة والجامعات والمنظمات الحكومية من أجل المساهمة في ترسيخ المكانة الرائدة لدولة الإمارات العربية المتحدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الاقتصاد العالمي.

انضم لقائمتنا البريدية

احصل على آخر المقالات والأخبار والتحديثات الأخرى من مجلة
مراجعة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا