تعتمد الباحثة في دولة الإمارات ليندا زو على تكنولوجيا النانو
لتطوير مواد جديدة لاستخدامها في تلقيح السحب›››
هل سبق وأن كنت في مخبز وشعرت أن المخبوزات المعروضة تبدو كأنها ألعاب بلاستيكية لامعة؟ مرحبًا بك في عالم الطعام المزيف والمشكلة التي تقوم أجهزة تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد على حلها باستخدام نماذج طبق الأصل تشبه إلى حد كبير النماذج الأصلية لدرجة أنك لن تتمكن من ملاحظة الفرق.
تطورت هذه النماذج المقلدة التي بدأت كتطبيقات في قطاع الفضاء لتصل إلى المجال الطبي، واستخدُمت في إنتاج أدوات جراحية وأطراف صناعية وقواعد للسكن على سطح القمر وطعامًا يمكننا تناوله، فقد أصبح الفنانون يستغلون هذه التكنولوجيا لطباعة طعام مزيف بغرض عرضه في المحلات واستخدامه في تصوير الأفلام وجلسات التصوير وغير ذلك المزيد.
على أنها تبدو بالفعل شهية!
يُعتبر الطعام المزيف المصنوع بتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد، قطاعًا صناعيًا كاملًا مخصصًا لمحاكاة الطعام الذي نأكله يوميًا، وتعمل منصة “فود آرت كونسبت” في دبي، مع المطاعم وصُنّاع الشوكولاتة والمتاحف ومجال الترفيه لضمان أن يكون العرض مطابقًا تمامًا للواقع قدر الإمكان، رغم أن عملية إنتاجها ليست ببساطة أن تطلب شيئًا من الطابعة ليخرج منها على الفور.
تشمل هذه العملية الكثير من التفاصيل، وهذا ما يحدث خلالها بشكل تقريبي:
يقدم العملاء عادة صورًا عالية الدقة للنتائج المطلوبة للمنتج والانطباع العام الذي يرغبون في الحصول عليه من خلال ذلك العمل الفني، فيقوم البرنامج بإنشاء عرض أو نموذج رقمي ثلاثي الأبعاد، لما سيبدو عليه المنتج النهائي بواسطة تلك الصور.
يتم إدخال المواد الخام المستخدمة للطباعة، والتي تتكون عادةً من أسلاك بيضاء أو ملونة، في الجهاز الذي يستخدم تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد، وتستخدم منصة “فود آرت كونسِبت”، تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد باستخدام تقنية المعالجة الرقمية للضوء.
تُعتبر تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد باستخدام تقنية المعالجة الرقمية للضوء، أحد أنواع تكنولوجيا الطباعة المجسمة التي تستخدم الضوء لتحويل بوليمر حساس للضوء (أو بلاستيك يذوب بدلًا من أن يحترق عند تسخينه)، يسمى البوليمر الضوئي إلى الحالة الصلبة
لتتفاعل من خلاله البوليمرات الضوئية مع ضوء الأشعة فوق البنفسجية من خلال تفاعل كيميائي يسمى البلمرة الضوئية، حيث تنعكس أشعة فوق بنفسجية من جهاز عرض ضوئي رقمي على كل طبقة من الجسم ثلاثي الأبعاد على المادة الصمغية البوليمرية الضوئية، ما يتسبب في تصلب هذه المادة في تلك المناطق، وتتكرر هذه العملية في كل طبقة حتى يكتمل الجسم.
تتميز هذه العملية التي طُوِّرت عام 1987، بسرعتها العالية في الطباعة، حيث تقوم هذه الطابعات بإنشاء أجسام تفصيلية ودقيقة، كما أنها تُعتبر خيارًا أسرع، نظرًا لقدرتها على تحويل عدة طبقات في آنٍ واحد، الأمر الذي يجعلها الخيار الأنسب للتطبيقات التجارية.
قالت كارولين إسماعيل، استشارية الطعام ومؤسِسة منصة “فود آرت كونسبت”: “نحصل في نهاية العملية على طعام بلاستيكي الشكل أبيض أو ملون، بناءً على الأسلاك المستخدمة، حيث يتم تلوينه إذا كان أبيض اللون، ليُطابق لون الطعام قدر المستطاع”.
أسست كارولين هذه المنصة قبل تسع سنوات خدمت خلالها العديد من العملاء في جميع أنحاء الشرق الأوسط، كما أنها باحثة دكتوراه في كلية أسينسيا-باريس لإدارة الأعمال في الإمارات، وتركز بحوثها على السمنة وعلاقتها بالآثار الاقتصادية الاجتماعية والثقافية والفدرالية والمتعلقة بالمستهلك.
ولعل التكلفة الباهظة للمنتج هي العقبة الرئيسة التي تواجهها كارولين، حيث تقول أن الشركات يمكنها إنشاء مجسمات شهية لزيادة المبيعات، كما يمكن لمواقع تصوير الأفلام توفير المال وتقليل الطعام المهدور أثناء عملها.
وفي النهاية، يمكن أن يحقق هذا الاستثمار مع مرور الوقت عائدًا يستحق العناء، خاصة بعد أن أصبح بإمكاننا تلوين النماذج المقلدة وتشكيلها بحيث تطابق النماذج الأصلية.
قالت كارولين، وهي أيضًا منسقة طعام تحرص على استمرارية العلامة التجارية ليس مع بعض الأطعمة فحسب ولكن مع عملية العرض بأكملها: “أطلب دائمًا من عملائي الأخذ بعين الاعتبار الربح والخسارة عند عرض كرواسون طازج أو آيس كريم بشكل يومي”.
وأضافت كارولين: “تتم المرحلة الأخيرة يدويًا، لنأخذ على سبيل المثال سلة تمر أو وعاءً من المكسرات. تحتاج عملية تصميم الطعام لأغراض التصوير ضمان قدرة المستهلك على تمييز كل طبقة.”
أما في عملية الطباعة ثلاثية الأبعاد، يُعتبر العنصر الإضافي هو الغراء، ما يضمن عرض كل قطعة بشكل واقعي وزيادة العمر الافتراضي
تشمل قائمة عملاء “فود آرت كونسبت”، “صب واي” و”جوديفا” و”هاجن داز” وقصر الحصن في أبوظبي.
لذلك احذر قبل أن تتناول قطعة من الكعك أو الفاكهة لشكلها الشهي فقط، فليس كل ما يبدو شهيًا، قابلٌ للأكل.