يمكن لفرص التعلم التجريبي أن تساهم في تشكيل طبيب متكامل على استعداد لمجابهة تحديات القرن الحادي والعشرين. ووفقًا لذلك، قامت جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية في دبي منذ عام 2016 بتشغيل برنامج منهجي مشترك لطلبة بكالوريوس طب الجراحة يُطلق عليه اسم برنامج التدريب الصيفي.

ويهدف البرنامج إلى تزويد الطلبة بمنصة خارج إطار الفصل الدراسي تساهم في اكسابهم الكفاءات ودمجها في البحث والممارسة السريرية وخدمة المجتمع والأنظمة الصحية والفنون والثقافة.

IMAGE: MBRU
أبيولا سينوك

أبيولا سينوك هي رئيسة قسم العلوم الطبية الأساسية وأستاذة علم الأحياء الدقيقة والأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية بدبي في دولة الإمارات.

وعلى الرغم من أن البرنامج غير مدمج في المناهج الأكاديمية، إلا أنه مرتبط بشكل كبير بالمنهج ومكمل له، كما يشار إليه على أنه منهاج مشترك على نقيض البرامج اللامنهجية. وتتضمن الدورة السنوية للبرنامج ثلاث مراحل هي، الإعداد والتنفيذ والتقييم، وتوجد مشاركة كبيرة من قبل جميع الأطراف المعنية طوال فترة الدورة، الأمر الذي يعزز نقاط القوة والمصادر في جامعة محمد بن راشد ويسهل الشراكات التعاونية.

وفي سياق متصل، يعتبر هذا البرنامج التطوعي فريدًا من نوعه لأنه يرتكز على نظريات التعلم التجريبي ويدعم الأهداف المؤسسية ويتميز بالتنوع الكبير، كما يمكن للطلبة الاختيار من بين مجموعة واسعة من الخيارات، وهو ما يميز برنامج التدريب الصيفي عن غيره من برامج التعلم التجريبي الأخرى التي تميل إلى التركيز على المجالات الفردية. وقد نجح هذا البرنامج في توفير أماكن للطلبة في دورات تمتد من أسبوع إلى ستة أسابيع في العديد من المراكز المتعاونة في 12 دولة.

وفي نهاية العام الدراسي 2018-2019، أُجريت دراسة متعددة المراحل للبحث في فعالية البرنامج، وكان الهدف الأول من هذه الدراسة هو التقييم المبتكر لجودة التعليم التجريبي والقيمة التي يقدمها. ثانياً، تناولت هذه الدراسة، من منظور شمولي للبنية الاجتماعية، القيمة المضافة لبرنامج التدريب الصيفي بالجامعة.

اعتمدت المرحلة الأولى من هذه الدراسة على تصميم أساليب تتابعية توضيحية مختلطة، والتي حللت بشكل منهجي البيانات الكمية والنوعية من منظمي البرنامج والطلبة المشاركين والموجهين الموجودين في الموقع، بينما تضمنت المرحلة الثانية إجراء جلسات جماعية مركزة مع مشاركين تم اختيارهم عشوائياً من طلبة البرنامج، ثم تم تحليل البيانات التي تم جمعها بشكل موضوعي.

IMAGE: MBRU
نيريسا نايدو

نيريسا نايدو هي أستاذة مساعدة في علم التشريح بكلية الطب بجامعة محمد بن راشد.

وكشفت نتائج المكون الكمي للمرحلة الأولى من الدراسة أن منظمي البرنامج نظروا إلى برنامج التدريب الصيفي باعتباره برنامجاً فعالاً، كما جاء تصنيف معظم الطلبة المشاركين للجودة الإجمالية للخبرة على أنها ممتازة، وجاء تصنيف معظم الموجهين في الموقع لحضور الطلبة على أنه ممتاز.
ومن خلال التحليل النوعي، تمكّنا من إنشاء إطار “المواطنة العالمية” الجديد؛ حيث يتألف هذا الإطار من تسعة محاور تعكس الثمار التي نحصدها من البرنامج: لقاءات فريدة، إثراء الخبرات، المعرفة الأساسية والمهارات والكفاءات، مهارات التفكير، مهارات التعامل مع الآخرين، تسهيل التحولات، إنجازات جديدة، الاتصال المؤسسي، التأثير على الآخرين.

وقد حددت المرحلة الثانية من الدراسة أن البرنامج حقق فوائد على المستوى الشخصي للطلبة وللمجتمع بشكل عام. فعلى المستوى الشخصي للطالب، كانت الفوائد المترابطة تتعلق بالتنمية الشخصية والأكاديمية والمهنية.

وفي هذه المناسبة، صرحت إحدى الطالبات في السنة الثانية بعد مشاركتها في البرنامج للمرة الثانية:

“يساعدك البرنامج على معرفة ما تريده بالفعل واختبار ما إذا كنت تحب ما تعتقد أنه يعجبك. إننا نتعرض لضغوط كبيرة خلال الفصل الدراسي، ولا يوجد وقت للجلوس والتفكير في الأمور وفهمها. أما أثناء التدريب، فتكون الضغوط قليلة للغاية أو معدومة، لذا فأنت تستمتع نوعاً ما بالتعلم والتفكير وفقاً لما يناسبك”

فيما عبرت طالبة في السنة الثالثة بعد مشاركتها في البرنامج للمرة الخامسة بقولها: “يعتبر التواصل مع مؤسسات صحية تمتلك هذا القدر الكبير من المعرفة والخبرة أمرًا فريدًا من نوعه وهي تجربة ثرية للغاية”.

فرح عتاكي

فرح عتاكي هي أخصائية أولى في الاستراتيجية والتميز المؤسسي بجامعة محمد بن راشد.

جدير بالذكر أن الفوائد التي تم تحديدها على مستوى المجتمع ككل تضمنت التقدم المؤسسي والمساهمة في المراكز المضيفة ورد الجميل لمجتمع الدولة.

ويقول أحد طلاب السنة الثالثة بعد مشاركته في البرنامج للمرة الثالثة: “يتعجب طلبة الجامعات الأخرى من هذه التجربة الجديرة بالاهتمام التي نبدأها في وقتٍ مبكر من مسارنا التعليمي، حيث يوفر لنا هذا البرنامج العديد من الفرص المتنوعة” ويصرح طالب آخر في السنة الثالثة بعد مشاركته في البرنامج للمرة الثالثة:.
“يوفر برنامج التدريب الصيفي فرصة لتقديم الأفضل للمجتمع وخدمة الآخرين.”.

يمكن أن يساهم تصميم البرامج المنهجية المشتركة بما يتماشى مع نظريات التعلم الشاملة، والتي تعزز التعلم كمشاركة في العالم الاجتماعي، في إعداد أطباء شاملين من جيل الألفية ممن يمارسون مهنتهم كعمل إنساني في المقام الأول. ويعتبر من المهم إجراء تقييم منهجي لمثل هذه البرامج المشتركة للاستفادة بشكل فعال من القيمة التي تقدمها. ويمثل برنامج التدريب الصيفي هذا، والذي يندرج ضمن إطار المواطنة العالمية، نموذجاً فريداً يمكن الاستفادة منه كدليل توجيهي في تطوير برامج منهجية مشتركة جديرة بالاهتمام في التعليم العالي.

أبيولا سينوك هي رئيسة قسم العلوم الطبية الأساسية وأستاذة علم الأحياء الدقيقة والأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية بدبي في دولة الإمارات. فرح عتاكي هي أخصائية أولى في الاستراتيجية والتميز المؤسسي بجامعة محمد بن راشد.

انضم لقائمتنا البريدية

احصل على آخر المقالات والأخبار والتحديثات الأخرى من مجلة
مراجعة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا