المصدر: ديغريد

يعمل كريس باربر، مالك شركة “ديغريد” في دبي، في مجال صناعة المنسوجات منذ وقت طويل، لكن ما دفعه لتخليص محيطات العالم من البلاستيك هو شغفه لركوب الأمواج لينتهي به الأمر إلى ارتداء البلاستيك.

لاحظ المواطن البريطاني كريس، مع مرور الوقت، زيادة في النفايات البلاستيكية في المحيطات، لذلك قرر صناعة منسوجات مستدامة بدلًا من المنسوجات العادية.

قال كريس في حديثه مع مجلة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا: “وجدت بعد أن تعرفتُ إلى تكنولوجيا تحويل الزجاجات البلاستيكية إلى ملابس أنه يمكن الاستفادة من إعادة التدوير كطريقة هامة للحد من التلوث البلاستيكي وتوفر حلًا مستدامًا لإنتاج المنسوجات أيضًا”. وبدأ كريس بعدها بتنظيم حملات لتنظيف الشواطئ وإعادة التدوير بهدف إشراك أفراد المجتمع.

انتقل كريس برفقة زوجته إلى دبي في عام 2010 ولاحظ عدم وجود بدائل للملابس المستدامة، الأمر الذي قاده لإنشاء شركة “ديغريد”.


العنوان: كريس باربر IMAGE: مالك شركة “ديغريد”

قال كريس في حديثه مع مجلة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا: “وجدت بعد أن تعرفتُ إلى تكنولوجيا تحويل الزجاجات البلاستيكية إلى ملابس أنه يمكن الاستفادة من إعادة التدوير كطريقة هامة للحد من التلوث البلاستيكي وتوفر حلًا مستدامًا لإنتاج المنسوجات أيضًا”. وبدأ كريس بعدها بتنظيم حملات لتنظيف الشواطئ وإعادة التدوير بهدف إشراك أفراد المجتمع.

وقال كريس: “لم يكن هناك سوى اهتمام بسيط بإعادة التدوير والاستدامة في ذلك الوقت، ولكنني كنت أعلم أن السوق سيتغير. لقد رأيت بأن هناك فجوة في السوق بين سلسلة توريد الملابس المستدامة وضرورة تنظيم برامج لإعادة تدوير البلاستيك.”

وطورَت شركة الملابس المستدامة “ديغريد” في دبي، خيوط “غرينسبان” التي تحمل علامتها التجارية والتي تُصنَع عن طريق تحويل زجاجات المياه البلاستيكية إلى خيوط بوليستر، حيث تُستخدم الرقائق البلاستيكية في صناعة الخيوط والأقمشة. وساهمت صناعة نسيج “غرينسبان” بنسبة انبعاثات كربونية أقل بنسبة 55% ووصل مقدار استهلاك الطاقة إلى 50% أقل وانخفضت كمية المياه المستخدمة بنسبة 20%، كما لا تتطلب هذه الصناعة استخدام النفط مقارنة بالصناعة التقليدية لخيوط البوليستر.

العنوان:مصنع “ديغريد” لإعادة التدوير الصورة: ديغريد

وأضاف كريس: “يمكننا إنتاج أكثر من 200 نوع من الأقمشة تشمل قماش الجيرسي والأقمشة سريعة الجفاف والتويل والجينز لصنع الملابس والإكسسوارات التي نخصصها لعملائنا من الشركات الأخرى، حيث نقوم بإدارة عملية الإنتاج هذه عبر شركائنا في سلسلة التوريد”. توفر “ديغريد” شراكات متكاملة الخدمات لعملائها من الشركات الأخرى، في الوقت الذي تقوم به العديد من الشركات حول العالم بصناعة أقمشة من البلاستيك تُستخدم من قبل العلامات التجارية العالمية مثل “نايك” و”باتاغونيا” لتصنيع الملابس.


ويعني ذلك أن “ديغريد” تقوم بكل شيء بدءًا من وضع الحاويات وجمع البلاستيك إلى إنتاج ملابس معينة للشركات ومن ثم تقديم النصائح حول المراحل المحتملة المقبلة والمتعلقة بالملابس. وبذلك، تساهم “ديغريد” في تعزيز دور عملائها في الإنتاج بنظام دائري.

تُعرف إعادة التدوير ذات الحلقة المغلقة بأنها عملية جمع المنتجات وإعادة معالجتها أو تدويرها لتصبح منتجات جديدة قابلة للاستخدام.

وفي هذا السياق، تشجع “ديغريد” شركائها على الاستفادة من حاويات الخيرية للملابس المنتشرة في جميع أنحاء المدينة، في حال أصبحت الملابس غير قابلة للارتداء، لتُنقل بعد ذلك إلى الجهات المعنية. وإن لم تكن الملابس في حالة جيدة للارتداء، تُقطَّع إلى أجزاء واستخدامها كحشوات للوسائد ومراتب الأسرة أو تُحوَّل إلى سجاد.

وتُعتبر حلبة مرسى ياس في أبوظبي واحدة من شركاء “ديغريد”، حيث تجمع الشركة زجاجات المياه المستعملة في الفعاليات وتعيد تدويرها في مصنع “ديغريد” لإعادة التدوير، كما توفر “ديغريد” الزي الرسمي المصنوع من الزجاجات البلاستيكية المعاد تدويرها لفريق حلبة مرسى ياس، وهو ما يساهم في الحد من الأثر الكربوني. وتحظى “ديغريد” بمنصة في جائزة أبوظبي الكبرى في منطقة الاستدامة، حيث تقوم من خلاله بتثقيف الأفراد حول إعادة التدوير ذات الحلقة المغلقة.

وقال كريس: “يمكن لحلبة مرسى ياس من خلال هذه الشراكة أن تقوم بتحويل أكثر من 50 ألف عبوة بلاستيكية من مكب النفايات خلال سباق الفورميولا 1، وما يترتب على ذلك من توفير للطاقة والمياه وانبعاثات الكربون، فكل قميص مصنوع من منتجات “غرينسبان” يخلصنا من 25 عبوة بلاستيكية من مكبات النفايات.

يستوجب الحد من النفايات البلاستيكية بذل الكثير من الجهود، على الرغم من مشاركة “ديغريد” في العديد من المبادرات مثل مبادرة مرسى ياس، حيث يُصنع في دولة الإمارات وحدها 4 مليارات عبوة مياه بلاستيكية سنويًا في دولة الإمارات وحدها ويُعاد تدوير أقل من 8% منها. ويعني ذلك أن 320 مليون عبوة مياه ينتهي بها الأمر في مكبات النفايات في كل عام. إلّا أن شركة “ديغريد” لإعادة التدوير تمكّنت من إعادة استخدام 60 مليونًا منها في الأشهر الستة الأولى من عام 2022 بفضل برنامجها “سيمبلي بوتلز”.

وتتعاون شركة “سيمبلي بوتلز” مع المدارس والمجتمعات المحلية لضمان إعادة تدوير النفايات المصنوعة من البلاستيك من النوع الأول، والذي يُستخدم عادةً لتعبئة المياه والعصائر وعبوات الطعام. ويمكن للمشاركين اختيار مستوى مشاركتهم بدءًا من جمع البلاستيك لغاية التعرف إلى أثر النفايات البلاستيكية على البيئة، حيث يشارك في البرنامج أكثر من 250 مدرسة من جميع أنحاء دولة الإمارات. وتتعاون شركة “سيمبلي بوتلز” أيضًا مع الجامعات والفنادق والشركات مثل حلبة مرسى ياس، كما تشارك في العديد من الفعاليات.


العنوان: العملية: تُجمَع الزجاجات المستعملة وتُنظّف وتُقطّع إلى أجزاء، ثم تُسخَّن الرقائق البلاستيكية وتُحوّل إلى ألياف البوليستر ليتم غزل الألياف لتصبح خيوطًا تُنسج مُشكلة الملابس والإكسسوارات. الصورة: Shutterstock

وقال كريس: “ستساهم “ديغريد” في القيام بدور هام في مساعدة حكومة دولة الإمارات على تحقيق أهدافها المتعلقة بالنفايات وإعادة التدوير لعام 2030 من خلال تسهيل عملية جمع البلاستيك وزيادة الوعي فيما يتعلق بإعادة التدوير ونظام الحلقة المغلقة عبر برنامجنا “سيمبلي بوتلز”.

حصلت “ديغريد” على العديد من الجوائز في منطقة الخليج في مناسبات عديدة، كبرنامج التعليم أو التوعية الأفضل للاستدامة (جوائز الاستدامة الخليجية)، والميدالية الفضية في المشروع المستدام للعام (جوائز برايم في الشرق الأوسط وإفريقيا)، والمنتجات التكنولوجية الأكثر ابتكارًا لمنتجها خيوط “غرينسبان” (مجلة إنترناشيونال بيزنس).

ما هي الخطوة التالية لـ “ديغريد”؟

تهدف “ديغريد”، بعد أن ساهمت بتوفير زي رسمي موحد لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي استضافته دولة الإمارات في شهر نوفمبر من عام 2023، إلى دعم الشركات التي تنظم مبادرات مستدامة. ويشمل ذلك التعاون معها لإعادة تدوير العبوات البلاستيكية وتقديم برامج تعليمية وأنشطة جماعية تفاعلية للموظفين من خلال برنامج “سيمبلي بوتلز”،إضافة لتوفير ملابس موحدة مصنوعة بشكل مستدام.

قال كريس: “تحرص شركة “ديغريد” على التصدي للتلوث من خلال توفير حلول مستدامة للبلاستيك والمنسوجات، حيث نقوم ببذل قصارى جهدنا للمساهمة في تحقيق مستقبل مستدام من خلال أنشطتنا ونموذج أعمالنا، كما نرى أن هناك ضرورة للتعاون بين كل من الشركات التجارية والمؤسسات الحكومية وغيرها من الجهات ذات الصلة لضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.”

انضم لقائمتنا البريدية

احصل على آخر المقالات والأخبار والتحديثات الأخرى من مجلة
مراجعة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا