تعتمد الباحثة في دولة الإمارات ليندا زو على تكنولوجيا النانو
لتطوير مواد جديدة لاستخدامها في تلقيح السحب›››
تضم المياه المتجمدة المحيطة بقارة أنتاركتيكا شريطًا بحريًا يبلغ طوله 10 كيلومترات، لونه بني مائل إلى الحُمرة ويطفو بامتداده سرب هائل يتكون من ملايين الأطنان من الكريل، وهو أحد الكائنات الحية القشرية يشبه الجمبري ويتغذى على العوالق النباتية. وتشير تقديرات الصندوق العالمي للطبيعة إلى أنه يتجاوز عدد الكريل ما مجموعه 700 تريليون تعيش في نطاق تمتد مساحته إلى 32 مليون كيلومتر مربع داخل القارة القطبية الجنوبية. ولكن برغم ارتفاع العدد، إلا إنه ليس كافيًا لحماية الكريل من المخاطر.
ويُعَد الكريل في القارة القطبية الجنوبية ضحية أخرى من ضحايا التأثيرات الناجمة عن الاحتباس الحراري في المحيطات وفقدان الجليد البحري، كما يواجه الكريل مزيدًا من المخاطر ناتجة عن حموضة المحيطات وصناعة صيده.
برزت صناعة صيد الكريل كقطاع اقتصادي حيوي، خاصة في إنتاج مكملات أوميغا-3 الغذائية وإطعام الأحياء المائية. ويتميز الكريل بأنه غذاء هام لعدد كبير من الأحياء المائية في القارة القطبية الجنوبية تشمل الأسماك والحيتان والفقمات والبطاريق، الأمر الذي يؤكد الحاجة لتطبيق مجموعة من إجراءات التتبع الفعالة لممارسات الصيد.
ويمكن أن تساهم إجراءات التتبع في ضمان الاستدامة والسلامة البيئية في المياه القطبية الجنوبية. ويعتبر تطبيق أنظمة قوية لتتبع صيد الكريل أمرًا ضروريًا لتعزيز الامتثال لمناهج الحفاظ على البيئة التي وضعتها المؤسسات الدولية كهيئة حفظ الموارد البحرية الحية في أنتاركتيكا ومجلس الإشراف البحري.
يمكننا على هذا النحو أن نتتبع أصل الزيت المستخرج من الكريل الذي صدناه في أنتاركتيكا
اكير بيومارين –
ووفقًا لما ذكرته شركة “أكير بيومارين” المتخصصة في صيد الكريل على موقعها الشبكي: “يجري صيد الكريل لأغراض تجارية في أنتاركتيكا، خاصة في “المنطقة 44″ التي يتم تنظيمها من قبل هيئة حفظ الموارد البحرية الحية في أنتاركتيكا. وتصيد كافة شركات صيد الكريل مجتمعًة نسبة 0.3 بالمئة فقط من الكتلة الحيوية للكريل في المنطقة 48”.
صُمِّمَت هذه التدابير للحيلولة دون حدوث الصيد المفرط وتقليل الأثر البيئي الناجم عن الصيد إلى أدنى حدٍ ممكن. ويتعين على المؤسسات المعنية ضمان أسس صيد الكريل وتحمل مسؤولية ذلك والالتزام بالحصص والمناطق المحمية من خلال تتبع مصدره ومساره وطرق معالجته، ما يقلل من خطر التوازن البيئي.
وأضافت شركة “أكير بيومارين” على موقعها الشبكي: “يعتبر من المهم جدًا معرفة المصادر التي تأتي منها السلع المتداولة عالميًا. تقوم سفن صيد الكريل التابعة لنا بتسجيل الموقع المحدد لكل عملية صيد والتي تقترن بكل كمية زيت كريل يجري إنتاجها من حصيلة هذه العملية. ويمكننا على هذا النحو أن نتتبع أصل الزيت المستخرج من الكريل الذي صدناه في أنتاركتيكا”.
وتوجد شركة أخرى لصيد الكريل، وهي شركة “ريمفروست” والتي تصيده لإنتاج مكملات أوميغا-3. وتسجل الشركة بيانات عمليات الصيد التي تُجريها إلكترونيًا بواسطة قمر صناعي بصفة يومية وترسلها إلى كلٍ من السلطات النرويجية (وفقًا للمتطلبات النرويجية المفروضة على شركة نرويجية) وهيئة حفظ الموارد البحرية الحية في أنتاركتيكا. وذكرت الشركة: “نعلم دومًا في الزمن الفعلي كمية الكريل التي صدناها ومكان وتوقيت الصيد. يمكن تتبع آثار كافة منتجاتنا والوصول إلى إحداثيات نظام التموضع العالمي لموقع الصيد وتحديد الوقت الذي جرى فيه بدقة”.
وكتب فرانسيسكو ألدون، الرئيس التنفيذي لشركة مارين تراست: “يعتبر التتبع حلًا، وتعتبر التكنولوجيات مهمة”. وأضاف: “ويشكل توحيد المقاييس عنصرًا أساسياً في البيانات”.